ناشط سياسي سوداني لـ"تسنيم": القيادات العسكرية ورطت السودان في اليمن.. الأموال السعودية والإماراتية لا تدخل خزينة الدولة

ناشط سیاسی سودانی لـ"تسنیم": القیادات العسکریة ورطت السودان فی الیمن.. الأموال السعودیة والإماراتیة لا تدخل خزینة الدولة

رأى الناشط السياسي السوداني ومؤسس تيار "السودان أولا" الدكتور أحمد مَقلَد، أن القيادات العسكرية ورطت السودان في العديد من المصائب ومن أحدها التواجد العسكري في اليمن، منوها الى ان الأموال التي تدفعها السعودية والإمارات لا تدخل في خزينة الدولة السودانية.

وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أوضح الناشط السياسي السوداني ومؤسس تيار "السودان أولا" الدكتور أحمد مَقلَد، أن محمد بن زايد حاول اظهار أن السودان هي من طلبت المشاركة في حرب اليمن، وبالنسبة لعمر البشير كانت (عملية إرسال قوات سودانية الى اليمن) هي صفقة مالية لا أكثر ولا أقل. 

ونوه إلى أن اسم المشاركة السودانية كانت باسم القوات المسلحة ولكن صور القتلى السودانيين في اليمن تظهر أن زيهم ليس بزي الجيش السوداني، وهو زي قوات الدعم السريع التي ليس لها أي صفة قانونية في العالم.

وأوضح ان الاماراتيين والسعوديين لم يتخلوا عن "حميدتي" فقوات الدعم السريع لاتزال تكبر وتمتد داخل السودان، فأصبح لها مقر في كل المناطق وعمليات التجنيد تكبر والشعب السوداني يحارب ذلك.

واشار الى ان الأموال التي تدفعها السعودية والإمارات لا تدخل في خزينة الدولة السودانية. إنما تدخل في جيوب القادة العسكريين من بينهم حميدتي.

وبيّن أن القيادات العسكرية ورطت السودان في العديد من المصائب، قائلا، هناك تقارير صدرت أن قوات سودانية موجودة داخل ليبيا.

وفي ما يلي نص الحوار:

س: ما حقيقة تقليص السودان لقواتها في اليمن وما هو السبب وراء ذلك، هل الاحتجاجات على بقاء القوات السودانية قد ارتفعت بنسبة كبيرة داخل السودان وهذا ما اجبر السلطات على سحب جزء من قواتها، أم أن الأمر يعود إلى أن السعودية والإمارات لم تعد تدفع للجيش السوداني المال المتفق عليه سابقا أم أن سحب هذه القوات كان بسبب أعداد القتلى الهائلة بين صفوف القوات السودانية؟

ج) من هم السودانيون الموجودون داخل اليمن؟ هم ليسوا جنوداً من القوات المسلحة السودانية. هناك نوعان من الجنود أو المشاركين العسكريين. هناك ضباط برتب عسكرية عالية غير موجودة في ساحة الحرب هم موجودون داخل السودان. السودانيون الموجودون في اليمن (معظمهم) تم تجنيدهم في الشهور الأخيرة بتعليمهم استخدام السلاح بشكل سريع لم يمروا على التدريب العسكري في بدايته ولم يدخلوا كليات عسكرية، هم تابعون لقوات الدعم السريع التي أنشأها عمر البشير القوات التي خانته.

عمر البشير لم يستطع أن يحل التمرد في دارفور. فأضطر للتعامل مع "محمد حمدان دقلو" (حميدتي) الذي كان موجودا على الحدود وطلب منه أن يجند أهل المنطقة الصغار وشرائهم بالمال، واستطاع أن يبني قوات صغيرة في البداية من أبناء الفقراء ويستخدمهم بالحرب. وشارك حميدتي في الحرب داخل دارفور وليبيا، ثم بدأ بالتمدد وكان عمر البشير يدعمه بالمال ويطلب منه طلبات التنفيذ وحميدتي كان ينفذ ومن هنا بدأت حرب اليمن في السعودية. ثم اتجه عمر البشير إلى السعودية. وهناك فيديو للأمير محمد بن زايد عندما استقبل عمر البشير وقال لقد وصلنا عمر البشير اليوم طالبا المشاركة في التحالف (العسكري الذي اسسته السعودية للحرب على اليمن).وسعى محمد بن زايد ليظهر أن السودان هي من طلبت المشاركة في اليمن. وبالنسبة لعمر البشير كانت (عملية إرسال قوات سودانية الى اليمن) هي صفقة مالية لا أكثر ولا أقل.

اسم المشاركة السودانية كانت باسم القوات المسلحة ولكن صور القتلى السودانيين في اليمن تظهر أن زيهم ليس بزي الجيش السوداني، وهو زي قوات الدعم السريع التي ليس لها أي صفة قانونية في العالم. حتى تاريخ الاطاحة بعمر البشير بدأت هذه القوات تلعب باسم جديد ومنفصل ومن أهم القرارات الدستورية التي صدرت (بعد الإطاحة بنظام عمر البشير) هي فصل قوات الدعم السريع عن القوات المسلحة السودانية، وبقيت السعودية والإمارات داعم دبلوماسي وإعلامي ومالي لحميدتي. حيث يكون قائد لقوات افريقية بأوامر وتحت الإرادة الإماراتية والسعودية. ومع هذه الأزمة التي تمر فيها السودان لم يكن لهذه الحرب أي فائدة ولكن البشير كان يحاول ان يقنع السودانيين أن هذه الحرب حماية للحرمين وأن الحرب حرب دينية. وكان هناك أناس يأتون من السعودية ويلقون خطب في القوات السودانية. ويقنعونهم أنهم يذهبون للجهاد في حماية الحرمين الشريفين، وانهم اذا استشهدوا سيدفنون إلى جانب الرسول الأكرم وذلك لدغدغة مشاعر السودانيين. اذا (إرسال القوات السودانية الى اليمن) هي عملية سياسية بحتة يستخدم فيها الدين للوصول إلى أهداف. السعودية (بعد وصول سلمان الى السلطة) خلعت ثوب الوهابية ولكنها لم تخلع ثوب استخدام الدين للأحداث السياسية وهذا ما حدث في اليمن حيث أبلغت المواطن السوداني أن إيران اذا وصلت إلى اليمن ستدخل على الحرمين وتأخذ الحرمين لها!. ونحن بدورنا طالبنا بعودة القوات السودانية من اليمن.

س: ما هي أعداد القوات السودانية التي تم سحبها أو نقلها من الساحل الغربي اليمني وما هي أعداد القتلى في صفوف هذه القوات خلال تواجدها في اليمن؟

ج) لا يوجد رقم صحيح، ولكن هناك عودة للجنود داخل السودان وهذا يشير إلى توجه السعودية والأمارات اللتان تحاولان مناقشة الحلول الدبلوماسية بدل الحرب. ولكن هم لم يتخلوا عن حميدتي فقوات الدعم السريع لاتزال تكبر وتمتد داخل السودان، فأصبح لها مقر في كل المناطق وعمليات التجنيد تكبر والشعب السوداني يحارب ذلك .

س: القوات التي أرسلتها السودان إلى اليمن متهمة بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور وهذه القوات ارتكبت العديد من المجازر وانتهكت حقوق الإنسان في اليمن وفق تقارير المنظمات الدولية بشكل صارخ وكان ذلك بأوامر مباشرة من قبل الإمارات والسعودية، فهل نحن مقبلون على محاكمات لقيادات هذه القوات والقيادات السعودية والإماراتية؟

ج) في افريقيا يسري قانون الغاب أي أن القوة بيد من يملك السلاح. ونحن في السودان أطحنا بحكم عمر البشير ولكن لم نطح بالحكم العسكري كاملا. ما يحدث هو المطالبة بمحاكمة قوات الدعم السريع وقوات الحكم العسكري التي أدخلت السودان في العديد من المصائب ومن أحدها التواجد العسكري في اليمن، وفي الدولة السودانية الكثير من الأموال. والأموال التي تدفعها السعودية والإمارات لا تدخل في خزينة الدولة السودانية. إنما تدخل في جيوب القادة العسكريين من بينهم حميدتي. ونحن نطالب ليس فقط بمحاكمة شخص واحد بل نطالب بمحاكمة المنظومة كاملة ولكن لا يمكن أن نطالب بمحاكمتها وهي في سدة الحكم، وحسب الاتفاق المبرم ما بين الحرية... الممثلة عن الشعب والقادة العسكريين، فان هذا الاتفاق مدته 29 شهرا وذهب منها 4 شهور وفي النهاية يتم تسليم نظام الحكم الى حكم مدني متكامل، لذلك العدل السودانية تصدر قرارات كثيرة تدين عسكريين. ونفس هذه القيادات العسكرية ورطتنا في العديد من المصائب. فهناك تقارير صدرت أن قوات سودانية موجودة داخل ليبيا تدعم حفتر. فنحن نطالب بقطع العلاقات مع السعودية والإمارات اذا استمرت في هذا النحو بدعم الجناح العسكري (داخل السودان) لدعم مصالح الإمارات والسعودية. ونحن نطالب باحترام الحد الأدنى لسيادة السودان وشعبه .

كان هناك توجه من قبل مجموعة من الشباب السياسيين للمطالبة بتقديم وثيقة إلى مجلس الأمن لتقصي التدخل والدعم الإماراتي لقيادات خارجة عن القانون في ليبيا والسودان. فالشعب السوداني ضد هذا التدخل لأن ملاحمه داعمة للعسكر فقط، رئيس الوزراء السوداني "عبدالله حمدوك" أرسل رسالة إلى الإمارات والسعودية أنه نحن لا نريد من جيراننا الهبات المالية بل نريد تبادل المصالح بين البلدين. مع أن محمد بن زايد ومحمد بن سلمان كلاهما أرسل رسالتين بتقديم دعوة لـ حمدوك لزيارتهم ولكنه رفض ذلك لأنه يعلم أن هذه رغبة الشعب قبل رغبته فالشعب رافض لهذا لتدخل السعودي الإماراتي.

س: وفق خرائط انتشار القوات الأجنبية في السودان فان السعودية وضعت القوات السودانية بدل القوات السعودية في الحد الجنوبي السعودي مع اليمن لتكون مستهدفة مباشرة من قبل القوات اليمنية، وتكون دروعا بشرية للقوات السعودية والإماراتية، فهل هذا بمعنى ان القوات السودانية باتت وقودا للحرب السعودية على اليمن؟

ج) هذا من أسباب الغضب السوداني اتجاه السعودية، ضد العقد الذي تم بين البشير وحميدتي من طرف والسعودية والإمارات من طرف للمشاركة في قوات التحالف السعودي. وأصبحت النتيجة أن المواطن السوداني بات على خط النار بلا حماية في اليمن، أرسل كجنود مشاة للمشاركة على خط النار في اليمن، ولم نجد من المتوفيين من المشاة (في اليمن) إلا السودانيين، أما القتلى من الجنود السعوديين والإماراتيين في اليمن، فقد كانوا في معسكراتهم في مناطق بعيدة وقد وصلت إليها القوات الحوثية (حركة أنصار الله). لكن من هو الموجود على أرض الواقع في اليمن، هم قوات المشاة السودانيين للأسف، وهم بلا حماية، فالجندي السعودي محمي داخل السعودية وخلف الدبابات. ولكن الجندي السوداني فهو داخل الأرضي اليمنية ومعرض للخطر في مناطق وعرة وفي مناطق جبلية وهو موضوع على خط النار، كم هو عدد الخسائر في جنود السودانيين، لا نعرف، ولكن من خلال احصائيات القتلى في حرب اليمن ممكن القول أن النسبة واحد من تسعة. يعني 9 جنود سودانيين مقابل جندي سعودي أو إماراتي .السؤال المطروح هو متى يمكن محاسبة السعودية والإمارات على إزهاقها أرواح الجنود السودانيين في اليمن؟، للأسف لا يمكن القيام بهذه المحاسبة في الظروف الراهنة، فهذا يحدث عندما تستقر العملية السياسية في السودان ويأتي نظام منتخب بصفة رسمية داخل السودان .فالسعودية والإمارات يجب أن تدفع التعويضات وان تتحمل الخسائر. فمطالبنا واضحة واحدى المطالب كانت بمقاطعة للإمارات. وعلى سبيل المثال كما طالبت أمريكا بتعويضات اثر تفجير طائرتها (فوق لوكربي)، فنحن أيضا كشعب وسياسيين سودانيين نطالب (السعودية والامارات) بتعويض جنودنا ونطالب بالخسائر السياسية والدبلوماسية والخسائر الاقتصادية التي تسببتها هذه الصفقات مع السعودية والامارات والتي هي مبنية على التسرع والطيش.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة