معارض سعودي يكتب لـ "تسنيم": صفقة القرن بعيون سعودية.. مرفوضة بإجماع وطني داخل السعودية

كان منظراً مُخزياً وشُعوراً محزنا بكل أسف حينما نرى كأبناء للجزيرة العربية و كأمة عربية وإسلاميّة الأمريكي والصهيوني يحدد لنا كيف يكون السلام وماهي حدود دولنا.

والأوقح كم سندفع من ثرواتنا ثمناً لنزوات ترمب ونتنياهو للهروب من المحاكمات المحلية في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وما علينا إلا السمع والطاعة لما يقوله سيّد البيت الأبيض كما يسميه مناصري الغطرسة الصهيوأمريكية، كيف لا وقد ظهر لنا بجوار رئيس وزراء الكيان المحتل ليعلن للعالم أجمع صفقته المشؤومة الجائرة والتي أكاد أجزم أنها صِيغت بأيادٍ ليكودية، ليبشّر المتصهينين عربهم وعجمهم بصفقة القرن التي هي في الحقيقة ليست سوى صفعة جديدة للأمة ولكل الأحرار مناصري القضايا العادلة في العالم واستكمالاً لوعد بلفور الذي أعطى من لا يملك من لا يستحق ، حقيقة تلك الصفقة ليست سوى هدية يقدمها ترمب للمعسكر الصهيوني على حساب شعوبنا وقضايانا العادلة وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً فقبل أن تكون مخالفة للعقل والمنطق الذي يقتضي العدل وإرجاع كل حق لصاحبه هي مخالفة للقانون الدولي ولسياسة الولايات المتحدة نفسها خلال السنوات الماضية ، صراحةً لم يكن المحزن إعلان دونالد ترمب للصفقة فقط وإنما كان لموقف الدول العربية لاسيّما تلك التي شكرها ترمب وشريكه نتنياهو على دعمها للصفقة وهي الإمارات والبحرين وعمان وفيما بعد بيانات وزارات الخارجية العربية ، مصر التي باركت الصفقة والسعودية التي أصدرت بيان مخزي جدا وأقل ما يقال عنه خيانة جديدة أكدت فيه دعمها لمبادرات "السلام" ومنها مبادرة ترمب ودعت للتفاوض انطلاقا من صفقة القرن!.

النصيب الأكبر من ذلك الحزن والغضب الذي لم ينتابني وحدي أو شعب بلادي فقط وإنما كل منصف حر ومنصفة لا يرضى الظلم على شعب عزيز مضحي.. ذلك الغضب موجه لسلطة دأبت على خذلان الشعوب والاصطفاف بصف المحور الأمريكي وقيادة الثورة المضادة لسحق أحلام الشعوب العربية العادلة .

محاولات ليست بالجديدة

حاولت السلطة السعودية الحالية منذ 2015 تصدير صورة للعالم الخارجي أن المواطن في السعودية يقبل بالتطبيع مع الكيان المحتل عبر إرسال ما يبدو للمتلقي غير الواعي للسياسة السعودية أنه وفد شعبي للكيان الغاصب وماهو في الحقيقة إلا وفد يمثل السلطة الحاكمة ويسعى لتطبيع التطبيع في الداخل ليصبح أمراً طبيعيا أن يزور مواطنون من السعودية الكيان الصهيوني العنصري قبل أن يحدث التطبيع الدبلوماسي وهو الأمر الذي يرفضه المجتمع بشكل يمكنني القول أنه توافقي من الموالاة والمعارضة باستثناء شرذمة متصهينة تعمل بأمر السلطة تسعى لتهيئة المجتمع للتطبيع العلني وهو المستحيل حاليا برأيي.

خلاصة يجب معرفتها والبناء عليها

أستطيع الجزم أيها الأحبة أن صفقة القرن مرفوضة بإجماع وطني داخل السعودية وأن هناك فئة من مجهولي المبادئ هي من تروج لصورة غير صحيحة توحي بتقبل المجتمع للتطبيع ولخارطة ترمب القبيحة للاستسلام لا السلام بدعم وتوجيه من الحكومة الحالية وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان و التي تسعى بكل ما تملك من قوة من أجل تسريع التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري والإعلان عن علاقات رسمية معه لينال جائزة خيانته لشعبه وأمته.

إعادة ترتيب الأولويات وإمكانيات تحقيقها

لا مجال أبدا للتفكير بغير حل عادل شامل للقضية الفلسطينية يعطي كافة الحقوق للشعب الفلسطيني على أساس الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعلى عقلاء الأمة وجميع مناصري العدالة إيجاد سبل تعزيز ذلك والتعاون من أجل إعطاء شعب فلسطين كافة حقوقه ووقف مؤامرات التطبيع وإنهاء القضية الفلسطينية وهذا لا يمكن أن يحدث دون تنسيق المدافعين عن القضية الفلسطينية كافة واجتماعهم على كلمة سواء وهي قضيتهم جميعا والعمل الشعبي المشترك على دعم حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة المنشودة فهيّا إلى العمل أيها المُنصفون.

وختاماً رسالة لأصحاب الضمائر الحية

أيّها الشعب الفلسطيني الأبيّ العزيز .. قضيتكم قضيتنا لن نتخلى عن حقكم في دولة حرة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ولا تلقوا بالاً للمتصهينين أزلام النظام المجرم فماهم منا ومانحن منهم وللشعوب المقاومة الشقيقة و الصديقة والعزيزة ذات العهد على الاستمرار في الدفاع عن قضية كل منصف يملك ضميراً حياً وهي القضية الفلسطينية والنصر هو حليف دعاة التغيير والبناء والاستقلال ولا مكان للشراذم المتصهينة في تاريخ أمتنا المجيد.

أما نحن الكتاب والمثقفون فدورنا هو التوعية بخبث ذلك الكيان ومؤامراته وإحباط مخططاته في تفتيت الأمة وتقسيمها لدويلات تتملكها الحروب الأهلية وتنهب ثرواتها لصالح الكيان الغاصب وقيام الدولة العنصرية "إسرائيل الكبرى" على أشلاء شعوبنا والسعي الجاد لتقديم الصورة الحقيقية لرفض شعوبنا للتطبيع وعدم معادته لليهود كما يحاول الكيان تصوير عداءنا له أنه معادة لليهود كافة وهذا منطق سخيف لا يقبل به كلُّ ذي بصيرة ووعي.

الوعي يقاوم ..

القُدس عاصمةُ فلسطين الأبديّة!

*تمت كتابة المقال لوكالة تسنيم الدولية للأنباء من قبل: المعارض السعودي علي العمار

/انتهى/