استاذ جامعي لبناني لـ"تسنيم": هناك قرار أمريكي سعودي بوضع لبنان في حالة الإنهيار

استاذ جامعی لبنانی لـ"تسنیم": هناک قرار أمریکی سعودی بوضع لبنان فی حالة الإنهیار

رأى الأستاذ الجامعي اللبناني محمد شمص، أن هناك قرار أمريكي سعودي بوضع لبنان في حالة الإنهيار او على حافة الإنهيار.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الاستاذ الجامعي اللبناني محمد شمص، ان أمام حكومة دياب تحدي أساسي وهو معالجة الأزمة الإقتصادية و الأزمة النقلية و المالية.

وأضاف، هناك قرار أمريكي سعودي بوضع لبنان في حالة الإنهيار او على حافة الإنهيار من أجل الضغط السياسي على لبنان و اللبنانيين لتغيير سلوكهم و مواقفهم خاصة من القضايا الأساسية في المنطقة.

وفي ما يلي نص الحوار:

س: ما هي خطط حكومة السيد دياب لكي تعالج المشاكل الإقتصادية والأمنية وتعيد اللحمة إلى الشارع اللبناني وتعيد الهدوء إلى لبنان بعد أن منحت الثقة من قبل البرلمان؟

ج : في الواقع فشلت المعارضة اللبنانية و الحراك اللبناني المتظاهر في اسقاط حكومة دياب و استطاع أن يكسب ثقة مجلس النواب في 63 صوتاً هذا هو انجاز جديد خاصة أن الوضع في لبنان وخاصة الإقتصادي لا يتحمل الفراغ فنحن أمام إما حكومة أو الفراغ , صحيح أن المشكلة أن حكومة دياب حصلت على أغلبية طفيفة  63 صوت نائب, و لكنها مطلوبة و يحتاجها لبنان و إلا سيواجه الإنهيار الإقتصادي و الإنهيار الإجتماعي,  أمام حكومة دياب اليوم تحدي أساسي وهو معالجة الأزمة الإقتصادية و الأزمة النقلية والمالية, فلبنان اليوم يرضخ لديون أكثر من 90 مليار من الديون الخارجية والداخلية و هناك مبالغ ينبغي أن يسددها لبنان بشهر أذار المقبل  مليار و 200 مليون كدفعة أولى و إحدى دفعات هذه الديون.

واليوم هناك مشكلة مالية في لبنان  لذلك كان دياب واضحا في البيان الوزاري و ما بعد نيل الثقة, بأن التحدي الأول هو التحدي الإقتصادي لكن ينبغي لإنجاح هذا التحدي أن تتعاون الأطراف اللبنانية جميعها في هذا المجال حتى المعارضة و تلك الاحزاب التي خرجت من الحكومة كتيار المستقبل و القوات اللبنانية و الحزب التقدمي الإشتراكي , فالمرحلة المقبلة مرحلة صعبة جداً لكن  يمتلك دياب من حيث الدعم الذي يقدم له من أحزاب قوية  كالتيار الوطني الحر و حزب الله و حركة أمل و نواب أخرين مستقلين قادرين على مواجهة هذه الأزمة و تجاوزها , خاصة اذا ما لجأ لتغيير السياسات المالية والإقتصادية السابقة التي انتهجها الحريري وسياسات الحريري الإقتصادية المعروفة والتي أوصلت البلاد إلى هذا الإنهيار الإقتصادي .

س : ما هي توقعات الشارع من الحكومة بعد أن نالت الثقة و أصبح بامكانها  أن تنفذ الوعود التي قطعتها على نفسها  ؟

ج : بالدرجة الأولى يتوقع من الحكومة محاربة الفساد و الفاسدين , حتى لو لم تحقق الحكومة أي انجاز أخر و لكن بدأت بمحاربة الفاسدين الذين أوصلو البلاد إلى هذا الإنهيار الإقتصادي فإن هذا الأمر يشكل إنجازا لهم , اضافة الى أزمة الكهرباء التي هي احدى التحديات التي تواجه الحكومة الراهنة , في لبنان أزمة الكهرباء نتيجة المحاصصة و نتيجة الطوائف الموجودة  في لبنان و التوازن الطائفي تحت هذه العنوانين الكهرباء ليست متوفرة بشكل كامل في لبنان مع فاتورة كبيرة جدا , فلبنان يدفع سنويا مليارين نتيجة عجز في الكهرباء و الكهرباء غير متوفرة , و ثالثا موضوع الديون المترتبة على الدولة اللبنانية و كيفية مقاربة هذه القضية و حلها , رابعا موضوع المصارف فاليوم النظام المصرفي في لبنان يكاد ينهار وذلك بسبب السياسات المصرفية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لجمعية المصارف اللبنانية التي تنسق مع رياض سلامة و اليوم أموال المذيعين اللبنانيين محجوزة في المصارف و قد تبخر الكثير منها. اليوم الحديث عن أن اكثر من 50 مليون دولار من  اموال المذيعين لبنانيين مخفية بين حاكم مصرف لبنان بين الخارج وبين المصارف و اليوم نظام الكابيتان كنترول يطبق في لبنان و مذيعين لديهم ملايين الدولارات في المصارف لا يستطيعون  أن يخرجون هذه الأموال و أيضا هناك مشروع لحاكم مصرف لبنان لتطبيق  الهكر  أي أن تلغى نسبة من أموال المذيعين و تصادرها الدولة بنسبة ثلاثون أو أربعون بالمئة , فالسؤال في هذا التحدي الرابع هل يمتلك حسان دياب في رئيس الحكومة حلولا لهذه الأزمات الأربعة , فينبغي أن يتخذ قرارات جريئة من موضوع عدم دفع الديون المترتبة في موعد أذار الحالي و أيضا أخذ قرارات جريئة لمعالجة أموال المذيعين في المصارف اللبنانية , وموضوع الفساد مهم جدا فعلى الحكومة أن تبدأ بدعم القضاء ,  فهناك مشكلة في لبنان أن القضاء اللبناني استنسابي  فهناك بعض القضاة نزيهين و لكن هناك قضاة مسيسين تابعين لأحزاب سياسية يرتشون أو يرضخون لضغوط السياسين و المنظومة السياسية اللبنانية .

س : لماذا تلجأ أمريكا للضغط على هذه الحكومة و هل ستكون واشنطن مسؤولة عما ستصل إليه اللأمور في لبنان سياسيا و اقتصاديا  في حال فشلت الحكومة بسبب هذه الضغوط الأمريكية ؟

ج : نعم هناك قرار أمريكي سعودي بوضع لبنان في حالة الإنهيار او على حافة الإنهيار من أجل الضغط السياسي على لبنان و البنانيين لتغيير سلوكهم و مواقفهم خاصة من القضايا الأساسية في المنطقة من موضوع اسرائيل و موضوع موقف حزب الله من قضايا المنطقة و الأهم من ذلك كله الحديث عن  احتمال زيارة قريبة لمعاون وزير الخارجية الأمريكي شنكر و الهدف الأساسي منها هو موضوع النفط و الغاز. اسرائيل لديها مطامع في النفط و الغاز اللبناني, فهناك ضغط أمريكي متواصل لكي تحصل اسرائيل على جزء من النفط و الغاز اللبناني . اما الموقف الفرنسي فيحاول أن يكون متميزا وأن يدعم الحكومة اللبنانية و لكن لا اعتقد ان الفرنسي قادر على مواجهة الضغوط الأمريكية لأنه اليوم الأوروبي مستعبد لدى الامريكيين و الامريكي يملك قرار الأوروبي و كما يصفها دائما ترامب بأنها أوروبا العجوز.

أعتقد أن الحكومة اللبنانية يجب ان لا تأخذ بعين  الاعتبار هذه الضغوط الامريكية و لديها خيارات اخرى كالتوجه نحو الصين و روسيا و ايران و العراق و سوريا والدول العربية الأخرى بعيدا عن المنظومة الأمريكية . نحن لانقول أنها ينبغي أن تدخل في مواجهة مع الامريكين لكن يمكن أن تمسك العصا من الوسط و أن تطير هذه الحكومة بجناحين , جناح يعتمد على الشرق و روسيا و دول المنطقة و أيضا لاتقطع العلاقات مع الأمريكيين  أو مع دول الخليج (الفارسي).

س : لماذا البعض يتهم أن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله  و أنها من لون واحد؟

 ج : موقف حزب الله واضح و هو إما الفراغ و الفوضى أو الحكومة ,   اليوم حزب الله منح ثقته لحكومة حسان دياب و لكن هذه الثقة مشروطة بتنفيذ الوعود اضافة إلى أن في البيان الوزاري لحسان دياب هناك كثير من النقاط. حزب الله لم يكن موافق عليها لكن هو أمام خيارين اما الفوضى و الفراغ أو حكومة. فاختار أن تكون هناك حكومة للبنان, أما الأطراف الأخرى التي تتهم هذه الحكومة أنها حكومة لون واحد و هي حكومة حزب الله , هم المعارضة و تيار المستقبل و القوات اللبنانية و الحزب التقدمي الذين أوصلوا لبنان إلى الإنهيار الإقتصادي , اليوم تنصلوا من مسؤولياتهم و خرجوا من الأزمة و يقولون أنهن أصبحوا معارضة علماً أن الحريري و سياسته التي حمكت لبنان لأكثر من ثلاثين سنة و هي التي أوصلت لبنان إلى هذه الأزمة الراهنة.

 /انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة