خبير لبناني لـ"تسنيم": اعتقال الأمراء السعوديين يأتي في إطار استمرار تعزيز سلطة بن سلمان

خبیر لبنانی لـ"تسنیم": اعتقال الأمراء السعودیین یأتی فی إطار استمرار تعزیز سلطة بن سلمان

رأى الدكتور حكم أمهز استاذ العلاقات الدولية و الخبير في شؤون إيران وغرب أسيا أن الاعتقالات في السعودية تأتي في اطار استمرار تعزيز سلطة محمد بن سلمان الداخلية والقضاء على كل صوت معارض له من العائلة الحاكمة والقضاء على كل من ينافسه على ولاية العرش.

وحول الأحداث الأخيرة في السعودية والتي تحدثت عن اعتقال بعض الرؤوس الكبيرة في الاسرة الحاكمة منهم احمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان وكذلك محمد بن نايف ولي العهد السابق بتهمة التخطيط للمؤامرة على الملك الحالي، قال الخبير اللبناني "حكم امهز" في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، لم يكن محمد بن سلمان يجرأ او يقوم بعملية الاعتقال لو لم يكن هناك غطاء من امريكا وتنسيق كامل مع امريكا، لماذا؟ لسبب بسيط لان العائلة الحاكمة السعودية هي على علاقة جيدة مع امريكا وتحديداً محمد بن نايف فله علاقات جيدة جدا مع امريكا فليس من المنطقي ان يقوم محمد بن سلمان باعتقال محمد بن نايف لو لم توفر الولايات المتحدة الامريكية له الغطاء لأنه يدرك تماما ان محمد بن نايف علاقته جيدة مع امريكا وبالتالي هو محسوب عليها سواء كان بنسبة كبيرة أو صغيرة وبالتالي لن يتجرأ محمد بن سلمان على المس بمحمد بن نايف لهذا السبب.

واضاف، وكما اشرنا ان كل العائلة الحاكمة في السعودية هي على علاقة جيدة مع امريكا فلذلك ليس من المنطقي ان يقوم محمد بن سلمان بما قام به دون ان يكون لديه غطاء و تنسيق مع امريكا التي تدعي دوما انها لا تتدخل ولكن لو لم يكن هذا الاجراء يحكم سيطرة امريكا اكثر على السعودية لما قبلت بهذا الاجراء .

القضاء على كل صوت معارض ومنافس على العرش

وأردف قائلاً، حتى الأن ليس هناك موقف رسمي سعودي يوضح ما جرى سواء كان يوضح ذلك واقعاً و صادقاً او محرفاً بمعنى أنه لم يصدر أي موقف سواء كان صادقاً او غير صادق عن السعودية حول ما جرى. هذا من جهة، ما نسمعه و ما نقرأه الأن هو عبارة عن تسريبات ومصادر تقوم بها وسائل اعلام عالمية ومنها امريكا لكن ما يمكن ان نتفق عليه ويكون واقعياً هو ان هناك عملية اعتقالات وهذه الاعتقالات تأتي في اطار استمرار تعزيز سلطة محمد بن سلمان الداخلية والقضاء على كل صوت معارض له من العائلة الحاكمة والقضاء ايضاً على كل من ينافسه على ولاية العرش.

واضاف، السؤال الأخر المطروح الأن هل الوضع الصحي للملك بحالة خطرة او أنه مات أو إلى ما هنالك، هذه المعلومات ليست مؤكدة حتى الأن ولكن الواقع هو ان محمد بن سلمان يسعى للوصول الى العرش بشتى السبل سواء مات والده أو لم يمت. ما حاولت السلطات السعودية تسييسه هو ان الملك سلمان هو يتسلم اوراق اعتماد سفيريين سعوديين في الخارج هذه الصورة لا تثبت أنه مريض أو انه حي او ما هو الواقع له لأن هذه الصور لم يتسنى التأكد من مصداقيتها او من مصداقية تاريخها او ربما هذه الصور تعود الى فترة زمنية سابقة لو كان هذين السفيرين الذين عرضت صورهما مثلا وهما يقدمان الاوراق للملك لو كانا سفيريين من دول خارجية كان يمكن ان يُقال ان هذه الصور ذات مصداقية ولكن ان تعطى الصور لسفيريين سعودييين هذا يحتمل الكثير من الاحتمالات ومنها عدم المصداقية. اذن حتى الان كل هذا الذي تقوم به السلطات السعودية يأتي في اطار التعمية على ما يجري.

هناك حوالي 20 اميراً من العائلة الحاكمة تم القاء القبض عليهم

وتابع، ما يمكن ان يقال ان هناك حوالي 20 اميراً من العائلة الحاكمة تم القاء القبض عليهم وافرج عن حوالي 5 منهم هم وزير الداخلية ووالده وثلاث أخرين والباقي منهم لا زال حتى الان في السجون والمعتقلات وعلى رأسهم الأمير احمد بن عبد العزيز وهو شقيق الملك احمد هو شقيق الملك وهو الاخ الاصغر للملك ايضا وهو الابن الاصغر لمؤسس مملكة آل سعود وبالتالي هو الاحق في ولاية العهد من محمد بن سلمان ومن غيره وهذا ما تجمع عليه تقريباً العائلة السعودية الحاكمة وهذا ما تود ان تراه قائماً ان ترى احمد بن عبد العزيز هو الملك الفعلي للبلاد بعد الملك ولكن بعد ما حصل في الفترة السابقة من إقصاء للامير مقرن كولي للعهد ومن ثم إقصاء للامير محمد بن نايف كولي للعهد وتوصيف محمد بن سلمان كولي للعهد  هذا كله ساهم في عملية خلافات كبيرة جدا داخل العائلة الحاكمة ولكن لا يزال حتى الان الصوت الغالب في هذه العائلة هو ان يكون احمد بن عبد العزيز هو ولي العهد ليكون خليفة للملك سلمان.

أسباب اعتقالات الأمراء في السعودية

واردف قائلا، النقطة الثانية ان محمد بن نايف كان وليا للعهد ولكن من بعد ان اقصي وترك ولاية العهد لمحمد بن سلمان وقد لاحظنا كيف ان محمد بن سلمان عندما قبل محمد بن نايف بولاية العهد كيف انحنى محمد بن سلمان ليقبل قدمي محمد بن نايف وبعد ذلك بدأت عملية الاقصاء ووضعه في الاقامة الجبرية ... حتى وصلنا الى ما وصلنا إليه الأن. محمد بن نايف عندما اعتقل في الفترة الاخيرة كان في الاقامة الجبرية والامير احمد كان في الاقامة الجبرية لماذا؟ لان الامير احمد في 2017 كان قد غادر السعودية الى لندن واقام فيها لحوالي شهرين وبعد ذلك تمت عملية قتل خاشقجي وبالتالي كان له موقف، هذا الموقف عبر عن أمرين الامر الأول: حمّل المسؤولية في عملية قتل خاشقجي للملك وابنه ولولي العهد محمد بن سلمان باعتبارهما انهما يديران البلد. الامر الثاني: العدوان على اليمن ولكن نتيجة للضغوط التي تعرضت لها المملكة عاد الامير احمد الى السعودية لكي يقوم بعملية تسوية ووساطة بين السلطات السعودية والمجتمع الدولي لحل أزمة خاشقجي الى ان اعتقل وكان الامير احمد في شبه اقامة جبرية. في الايام الاخيرة لم يعتقل فقط الامراء سواء كانوا في مناصب او في غير مناصب ولكن شملت العملية اعتقالات لوزراء و مسؤولين وعسكريين كبار سواء في وزارة الداخلية او في غيرها وهم محسوبين على الأمير احمد وعلى الأمير محمد بن نايف وعلى الأمراء الاخرين المعارضين.

واضاف، لا بد من الاشارة  الى انه في السعودية ما يسمى بهيئة البيعة هذه تتألف من بعض الامراء الاساسيين في المملكة وهي تعطي رأيها فيمن يكون ولياً للعهد او يكون الملك وبالتالي الامير احمد كان من ضمن 3 من افراد هذه الهيئة الذين رفضوا توصية محمد بن سلمان لولاية العهد الان نتحدث عن عملية اعتقال للامير احمد ولعدد من الامراء الاخرين الوزراء المسؤولين الضباط وبالتالي كل هذا يأتي في اطار تحكيم و تعزيز قبضة بن سلمان على السلطة في السعودية بحيث انه في حال حصل اي طارىء سواء حصل او سيحصل فإن محمد بن سلمان يكون قد ضمن انه لن يكون هناك احد سواه.

وتابع، الامر الاضافي ايضا أن محمد بن سلمان وما سربته وسائل اعلام خارجية بأن محمد بن سلمان يريد ان ينحي والده ويتولى العرش قبل قمة العشرين المقررة في السعودية في تشرين المقبل بمعنى أننا امام اشهر قليلة ويعلن محمد بن سلمان نفسه ملكاً للسعودية وينحي والده وهو معروف انه ليس لديه رادع لانه قبل ذلك حجر أمه لفترة زمنية طويلة.

من يمتلك القرار في السعودية هي أمريكا

ونوه الخبير اللبناني الى ان بعض ما سربته وسائل الاعلام الغربية وتحديداً الامريكية عن ان التهم الموجهة الى هؤلاء هي تدبير محاولة انقلاب والخيانة العظمى بسبب التواصل مع دول غربية لتنفيذ الانقلاب هذه الدول الغربية التي اشاروا اليها هي امريكا، المضحك ان بعض الامراء يتواصلون مع امريكا لتدبير انقلاب ضد الملك وابنه محمد بن سلمان وكأن امريكا هي عدوة محمد بن سلمان ووالده الملك! مع العلم ان من يمتلك القرار في السعودية هي امريكا. والعلاقات الموجودة بين الملك وابنه وتحديدا ابنه محمد بن سلمان هذه العلاقات هي اقوى من اي وقت مضى.

السعودية تمول الإرهاب في العراق وسوريا من أجل أمريكا

وأضاف، ماذا تريد امريكا اكثر مما اعطاها محمد بن سلمان او مما يمكن ان يعطيها محمد بن سلمان؟ عندما يقدم القدس لأمريكا في إطار صفقة القرن. عندما يضغط على الفلسطينيين هو ومحمد بن زايد الإماراتي لكي يقبلوا بصفقة القرن. عندما تقوم السعودية والامارات وغيرهما بتمويل الحرب على سوريا لاسقاط "النظام السوري" لأجل عيون امريكا. عندما تقوم السعودية بعدوان كاسح ترتكب فيه المجازر ضد الشعب اليمني. عندما تقوم السعودية بتمويل الإرهاب سواء في العراق أو في سوريا أو في اي مكان آخر من أجل امريكا. عندما يقدم محمد بن سلمان 450 مليار لأمريكا. عندما يقوم محمد بن سلمان بتقديم كل ما تريده امريكا وترامب. ماذا سوف يقدم أكثر من ذلك لامريكا؟ الحديث على ان هناك اتصال بين الامراء المتهمين وامريكا هذا بحد ذاته فضيحة يعني كذب بفضيحة مفضوحة لأن هذا الكلام خارج عن إطار العقل والمنطق لأن الأمير احمد وبن نايف على علاقة جيدة بأمريكا ولكنها لم تجربهما فعلأ على الارض حتى يمكن ان تقول بأنها سوف تستبدل محمد بن سلمان بمحمد بن نايف او بالأمير أحمد هذا كلام خارج عن المؤلوف.

المهم لأمريكا مصالحها ومن يضمن مصالحها هي معه

ورأى الخبير اللبناني أن امريكا لايهمها من يأتي سواء كان الآباء أو الأبناء او الاحفاد المهم لديها هي مصالحها من يضمن مصالحها هي معه. لنفرض الان هي مع محمد بن سلمان، لنلاحظ كيف غطت امريكا جرائم محمد بن سلمان في العالم؟ كيف منعت عنه العقوبات الدولية وغير الدولية؟ وكيف منعت عنه المحاكمات الدولية وغير الدولية بسبب الانتهاكات التي يرتكبها سواء كان داخل السعودية او في الخارج؟ فإذا جاء حفيد اخر وواجه امريكا بطبيعة الحال لن تكون معه ولكن اذا جاء احد من جيل الاباء او من جيل الابناء وقدم لامريكا ما تريده فسوف تكون معه. اذن المعيار لدى امريكا ليس في حفيد او ابن او أب او الجد وإنما المعيار الاساسي لها هو تحقيق اهداف امريكا.

وتابع، واليوم نحن نتحدث عن عمليات التطبيع السعودي الاماراتي مع الكيان الصهيوني خدمة لامريكا. نتحدث عن ما نشر ان هناك توجه نحو اقامة معاهدة عدم الاعتداء مابين السعودية واسرائيل. نتحدث عن تحالفات واتفاقات ليس على مستوى التطبيع وإنما تحالفات على مستوى مواجهة ايران ومواجهة القوى التي تناهض امريكا في المنطقة. اذن هل تريد امريكا اكثر من ذلك؟ اصلاً الامير محمد بن نايف ووالده وضعا السعودية في كل امكانياتها بيد امريكا فالقرار وكل شيء في السعودية بيد أمريكا.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة