قصر "عالي قابو".. من عجائب الفن المعماري في أصفهان + صور


قصر (عالي قابو) في اصفهان يمتاز بجمال منظره الخارجي والداخلي، والفنون المعمارية الجذابة والتزيين بالفسيفساء وبالموزائيك والنقوش الفنية الجميلة.

يعد قصر عالي قابو أحد عجائب اصفهان المتميّزة بزخارف المعمارية الفاتنة لعيون الناظرين والمثيرة لدهشتهم! ومن الاماكن المتألقة نجمها في العالم! ففي الزاوية الغربية لساحة نقش جهان مقابل مسجد شيخ لطف الله قصر مهيب يجذب انظاركم و يدعى قصر عالي قابو ، الكلمة التركية المتكونة من "عالي" و "قابو" بمعنى البوابة العالية نظراً للمكانة العالية والاهمية البالغة التي كان يعلّقها الناس و لاسيما الملك الصفوي على هذا القصر.

يقع قصر عالي قابو بمدينة اصفهان، ويعود أصل هذه العمارة الى العهد التيموري. وكلمة "عالي قابو" تعني باللغة التركية "البوابة العالية"، تم بناء هذه العمارة في بداية القرن الحادي عشر الهجري وبأمر من الملك الصفوي شاه عباس الاول، وكان الملوك الصفويون يستقبلون الضيوف رفيعي المستوى وسفراء الدول الأجنبية في هذا القصر.

وفي زمن الملك شاه عباس الثاني، اضيفت أقسام أخرى الى المبنى الاصلي لعالي قابو. وكان هذا القصر بمثابة بوابة رئيسية ومدخل لجميع القصور التي بنيت في العهد الصفوي على مقربة من ساحة "نقش جهان".

قضى الملك شاه عباس الاول معظم اوقاته في عالي قابو، وخصصه للمناسبات الرسمية، فضلاً عن أن الملك وضيوفه كانوا يشاهدون من على شرفة هذه العمارة، الاستعراض العسكري وهدايا السفراء والوفود الأجنبية الواردة، والمناظر الطبيعية ولعبة الصولجان والألعاب النارية والعروض البهلوانيه وغيرها.

قصر عالي قابو نموذج فريد يعكس النمط المعماري المستخدم في العهد الصفوي. ان اللوحات الفنية والمنمنمات البارعة التي رسمها الفنان الايراني الشهير رضا عباسي في عهد الملك شاه عباس الاول، والمتضمنة رسومات وصور عن مختلف الزهور والورود والأغصان والطير والحيوانات ناهيك عن زخارف من الجص على شكل أكواب وكؤوس على الجدران والأقواس، كل ذلك يضفي جمالاً وبهاءً على هذا القصر.

يحتمل أن أساس عمارة عالي قابو يرجع الى العهد السلجوقي، غير أنها شهدت عملية اعادة اعمار وتحديث في العصر الصفوي، لأن عالي قابو كان ينافس آنذاك قصر "الباب العالي" العثماني؛ ما جعل الملوك الصفويين يهتمون كثيراً بعظمة هذا القصر وجماله.

يتكون القصر من ثلاثة طوابق، وكل طابق مكون من قسمين، وبعبارة أخرى يمكن القول إن عالي قابو يضم ستة طوابق. هذا ويعد سطح العمارة في بعض الأحيان طابقاً مستقلاً، فعندئذ يقال إن عالي قابو ذو سبعة طوابق، ويبلغ ارتفاعه 48 متراً ويضم ايواناً كبيراً وحوض ماء من النحاس. ان مجصصات الجدران والأقواس والغرف المتعددة والمنقوشات واللوحات الفنيه الرائعة عليها تلفت أنظار كل زائر.

إن معظم أعمال التجصيص في القصر هي على شكل أكواب وكؤوس ويقع عالي قابو في غرب ساحة «نقش جهان» ويقابله مسجد الشيخ لطف الله. وان ما يميز قصر عالي قابو عن مثيلاته ويدرجه في عداد المعالم الأثرية الرائعة الفاخرة هو محصصات الطابق الأخير للعمارة الذي يعرف «بغرفة الموسيقى» أو «غرفة الصوت» اضافة الى رسومات ومنمنمات الفنان البارع رضا عباسي.

رغم ان طريقة تصميم أنواع الأكواب والكؤوس وتركيبها على الجدران والأقواس تجسد لنا رقعة الجمال والإبداع والبراعة الثرة عند الفنان الجصاص، إلا أن وراءها ميزة اخرى وهي انعكاس الصدى الناجم عن نغمات وألحان الآلات الموسيقية من قبل أساتذة الموسيقى وايصالها إلى السامع بشكل جميل وجذاب.

تعتبر عمارة عالي قابو من أبرز معالم اصفهان والتي كانت تعدّ قلبا نابضا للحكومة الصفوية و مدخلا رئيسيا رائعا للحدائق المبنية في الساحة خاصة المنشأة التي كان يسكنها الملك ، حيث تم بناءها بأمرٍ من الملك شاه عباس الصفوي ليكن مكاناً في نهاية الفخامة والجمال يستضيف فيه ضيوفه الاجانب لا سيما السفراء و الشخصيات البارزين القادمين من الدول الاخرى فضلاً عن جلوسه وحيداً أو برفقة ضيوفه في شرفة القصر المطلة على ساحة نقش جهان (صالةٌ لها ثمانية عشر عموداً خشبيّاً مزخرفاً على طرازٍ لطيفٍ) مستمتعين باجواءها المنعشة و متمتعين بما كان يجري فيها من مباريات الصولجان و الإستعراضات العسكرية أو مسابقات ركوب الجياد.

لا تتوقفوا عند المظهر الخارجي للقصر بل تتمكنون من تسلق السلالم الحلزونية المتوفرة لتتمتعوا بالغرف والصالات والجدران والسقوف والممرات المزخرفة بما يشتهر بقمة العمارة الايرانية أي التزئينات والنقوش والرسوم الفريدة في نوعها لا سيما لوحات الرسم الباهرة للفنان الايراني الشهير رضا عباسي حيث تجعلكم واقفين امامها ومندهشين ببراعةٍ لا مثيل لها.

الميزة المنقطعة النظير التي تجعل قصر عالي قابو مميزاً بين مثيلاته هي صالة الموسيقا في طابقه السادس المزين بأعمال التجصيص اللطيفة والعجيبة في الوقت نفسه لأنها لا تُزين جدران القصر و لا تعبّر عن العبقرية الإبدائية التي يتمتع بها فنانه فحسب بل تم تصميمه ايضا على طراز فريد و ساحر للغاية و يتميز بخصائص العمارة الصوتية بحيث تعكس صوت الموسيقا على شكل الصدى و يزيد من روعة الموسيقا و مكانتها المرموقة و يأخذكم الى ايام كان الملك الصفوي جالساً في شرفة القصر والعازفون يعزفون له و عندما كان يعود الى الساحة بعد مضيّ ساعات ينتابه شعور جميل كأنّه يسمع صوت الموسيقا من جديد دون وجود فرقة العازفين.

/انتهى/