محافظة "قزوين".. عاصمة الخط الفارسي ومجمع الأثار التاريخية + صور


محافظة "قزوین".. عاصمة الخط الفارسی ومجمع الأثار التاریخیة + صور

تعد محافظة قزوين واحدة من أجمل المدن في إيران فهي تجمع بين التراث العريق والطبيعة الخلابة ولا حصر لروائعها الأثرية التي تضرب بجذورها في مختلف العصور.

محافظة قزوين هي إحدى أقدم البقاع في الجمهورية الإسلامية ويقول خبراء علم الآثار أن تاريخ البشرية فيها يتجاوز التسعة آلاف عام حيث كانت موطناً للسلف نظراً لموقعها الاستراتيجي والجغرافي وألمع صفحات تاريخها قد تلألأت إبان العهد الصفوي حينما كانت عاصمة للدولة الصفوية، وهي اليوم تحظى بأهمية بالغة على صعيد النشاطات السياحية لكونها ذات طبيعة خلابة وأجواء معتدلة ناهيك عن أنها نقطة وصل بين العديد من المدن الهامة في إيران كما أنها تزخر بالمواقع الأثرية التي تضرب بجذورها في مختلف العصور الأمر الذي يدل على أن إيران في تلك الفترة كانت حاضرة العالم ومهد الثقافة.

ويمكن تلخيص أهم معالمها التأريخية بما يلي: المسجد العتيق، خانه داعي، فندق جراند، قصر جهل ستون، مبنى البلدية القديم، مخازن المياه القديمة، الحمامات التراثية، قلعة مدينة ألـَموت، قلعة لسر، قلعة سيسران، نزل شاه عباسي، عالي قابو.

محافظة قزوين يعرفها القاصي والداني بمعالمها الطبيعية الفذة الفريدة من نوعها والتي تضفي طلاوة وعذوبة للنفوس ولا سيما في فصل الصيف، فالأجواء في جميع أكنافها معتدلة تنعش النفوس، وإلى جانب هذه الخصيصة الطبيعية فهذه المحافظة مليئة بالآثار القديمة التي تضرب بجذورها في شتى الحقب التأريخية وأبرزها المسجد الجامع الكبير (العتيق) الواقع في شارع "سپه" وتعود أهميته إلى أنّه أقدم المساجد الجامعة في إيران، فقد تم تشييده على أطلال أحد المعابد الساسانية القديمة، لذلك فقد أمسى قبلة سياحية حيث يستقطب نحوه في جميع أيام العام سائحين من شتى أرجاء الجمهورية الإسلامية والعالم.

 عمارة المسجد العتيق

يتكون المسجد الكبير (العتيق) في مدينة قزوين من أربعة إيوانات كبيرة وتقع بوابته الكبيرة والرئيسة في شارع الشهداء المسمى "سپه" سابقاً، وقد تم تشييده بأمر من هارون الرشيد في سنة 192 هـ على ركام أحد المعابد الساسانية، وبعد الهجمة المغولية على إيران تعرض لدمار في بعض جوانبه لكن تم ترميمه فيما بعد.

يمتاز هذا المسجد التراثي بوجود بوابات في جهاته الأربعة ومقابل كل بوابة توجد باحة كبيرة وفي هذه الباحات توجد الإيوانات الأربعة الضخمة.

أروع معالم فن العمارة الإسلامي والتقليدي في هذا المسجد وفي العالم الإسلامي بأسره يجدها السائح في قبته الجميلة ومنارتيه وباحاته الأربعة، والصبغة الغالبة عليها أنّها تماثل الفنون المعمارية التي شاعت في العصرين السلجوقي والصفوي.

منارة المسجد زرقاء اللون تقع في ناحيته الجنوبية وهي مشيدة من الطابوق، ومنارتاه مزينتان بنقوش الفسيفساء الرائعة، ونظراً لارتفاعهما فإنها يتجليان للعيان من مسافات شاهقة.

المساحة الإجمالية للمسجد تبلغ أكثر من 3500 متر مربع، وحينما يدخل السائح في صالة المسجد يجد نفسه في مكان روحاني عظيم يعلوه فضاء رحب أسفل القبة الواسعة الشاهقة المزينة بأروع النقوش والزخارف الفريدة من نوعها، في أقصى الجنوب من هذه الصالة الكبيرة يرى أمامه محراباً هو الغاية في الروعة والجمال حيث غطيت جدرانه بحجر الرخام الفاخر وتحيط به زخارف الفسيفساء الملونة الجميلة وإلى جانبه منبر هو الآخر يعتبر تحفة معمارية وفنية حيث صنع من حجر الرخام أيضاً، وجماله حقاً فذ لا نظير له.

تحيط جدران المسجد كتابات ونقوش بارزة من الفسيفساء والكلس، حيث دونت فيها آيات قرآنية من عدة سور ومن جملتها سورة البقرة المباركة، وتتراكم هذه الآيات حول المحراب، ويقول المسؤولون عن المسجد أنّه لم يكن بهذا الحجم قبل العهد الصفوي، بل كان عبارة عن مسجد صغير وقد تعرض لدمار جراء الهجمة المغولية على الأراضي الإيرانية، لذلك بادر الصفويون إلى ترميمه وتوسيع نطاقه كما أن بعض حكام العهد القاجاري بادروا إلى إعادة ترميمه، لذلك نجد فيه آثاراً تدلّ على فنون العمارة المتعارفة في مختلف الحقب الزمنية، لكن أقدم جزء فيه يرجع إلى القرن الثاني الهجري.

إيوانات المسجد أعيد ترميمها أيضاً في العهد الصفوي بينما الإيوان الشرقي بالتحديد رمم في العهد القاجاري، وفي سنة 500 هـ أمر وزير الملك السلجوقي الأمير خمار تاش بن عبد الله العمادي ببناء مقصورة في ناحيته الجنوبية وهي التي يطلق عليها اسم مقصورة خمار تاشي.

معلومات تأريخية عن المسجد العتيق

تفيد بعض الوثائق التأريخية بأن هذا المسجد الكبير شيد بأمر من الخليفة العباسي هارون الرشيد في سنة 192 هـ وقد تم ترميمه فيما بعد في سنة 393 هـ بأمر من أبي أحمد الكسائي وساوة منادي، وفي سنة 413 هـ بنيت باحته الكبيرة بأمر من سالار إبراهيم مرزبان، وفي سنة 509 هـ بنى الأمير زاهد خمار تاش بن عبد الله العبادي مقصورته الكبيرة وقبته وشيد إلى جانبة مدرسة وخانقاه وأمر بحفر بئر، وفي سنة 548 هـ شيد الملك مظفر الدين ألب أرغون بن تعش ملحقاً إضافياً للمسجد في جهة القبلة حيث خصص آنذاك لحلقات الدروس والحديث وتفسير القرآن الكريم، وفي العهد الصفوي اتسع نطاقه أكثر وأضيفت إليه ملحقات أخرى ونقشت فيه نقوش جميلة وكتابات دينية فريدة من نوعها لتكتمل عمارته الجميلة إبان العهد القاجاري فيما بعد.

مزار الحسين بن علي (عليه السلام)

السيد حسين (عليه السلام) هو نجل الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقصده الكثير من الزائرين طوال السنة وضريحه المقدس أضفى على مدينة قزوين صبغة دينية حيث تم تشييده لهذه العمارة الراقية في عهد الملك شاه طهماسب الصفوي في سنة 1040 هـ.

 قصر جهل ستون (الاربعون عامود)

بعد أن بادر الملك شاه طهماسب الصفوي إلى نقل عاصمة إيران من مدينة تبريز إلى قزوين أمر بتشييد العديد من القصور والمباني الراقية للأسرة المالكة في هذه المدينة كما أن الملك شاه عباس الثاني شيد قصر جهل ستون الشهير في السنة الخامسة من حكومته والذي اعتبره المعماريون الذين شيدوه بأنه أحد أكثر القصور بركة في العالم ونقشوا هذه العبارة في عدة أماكن من القصر. ويعرف هذا القصر باسم عمارة الإفرنج وهو أروع الأبنية التأريخية في البلاد.

 مقبرة الأنبياء الأربعة

هناك مزار مبارك في وسط مدينة قزوين يطلق عليه "بيغمبرية" ويضم الرفات الطاهر لأربعة من أنبياء بني إسرائيل هم سلام وسهولي وسلوم وألفيا، كما فيه ضريح السيد إسماعيل والسيد محمد والسيد علي  (عليهم السلام) والسيدة آمنة خاتون وزبيدة خاتون (عليهما السلام).

المساجد الروحانية

مدينة قزوين معروفة بمساجدها الروحانية القديمة التي تضرب بجذورها في مختلف العصور، ومن أبرزها: المسجد العتيق، مسجد بنج علي، مسجد النبي، مسجد المدرسة الحيدرية، مسجد سردار، ومسجد صالحية.

التقسيمات الجغرافية

أهم المدن في محافظة قزوين هي عبارة عن مركز المدينة (قزوين) وألبرز وآب يك وتاكستان وبوئين زهراء، وتبلغ مساحة مدينة ألبرز 481 كيلومتراً مربعاً ومركزها ناحية ألوند حيث تقع في الناحية الجنوبية الشرقية من المحافظة وتضم أربع نواحي وقضائين وريفين و24 قرية ومجمل عدد نسماتها يبلغ 203 ألف نسمة، وهي تعتبر الشريان الاقتصادي لقزوين وإحدى إهم المراكز الأقتصادية في البلد نظراً لوجود العديد من الأحياء الصناعية فيها التي تنتشر فيها أكثر من 1631 معملاً ومصنعاً.

وأهم المعالم الطبيعية والتراثية والدينية فيها عبارة عما يلي: مرقد السيد إسحاق (عليه السلام)، حديقة الطيور، مبنى أربابي، مسجد ألوند القديم، متحف الحياة الطبيعية في محمدية، قرية جاله.

مجالس العزاء والتشابيه في منطقة حصار خراوان

منطقة حصار خراوان معروفة بمجالس عزائها وعروض التشابيه فيها مما جعلها مركزاً سياحياً يستقطب سنوياً الكثير من السائحين، كما تزدهر فيها مختلف النشاطات والحرف اليديوية مثل: حياكة السجاد بمختلف أنواعه، صناعة الزجاج، النقش على الزجاج، النقش على الأحجار الكريمة.

 تلال قزوين التراثية

مدينة آب يك تبلغ مساحتها 1534 كيلومتراً مربعاً وتقع في الناحية الشمالية الشرقية من محافظة قزوين وعدد نسماتها يبلغ 102000 نسمة وتتكون من ناحيتين وخمسة أرياف و 63 قرية وهي تعتبر واحدة من أهم المناطق التأريخية في إيران حيث فيها تلال تأريخية من أبرزها زياران وقشلاق وكوندج وحاجي آباد وهزار جلفا، وقد كانت مهداً للعديد من الحضارات السالفة وبما فيها الحضارة الإسلامية.

وأما أهم معالمها السياحية فهي عبارة عن: مقبرة رئيس المجاهدين، مرقد السيد علي شكرناب (عليه السلام)، المنطقة السياحية النموذجية في زياران، السيد إبراهيم (عليه السلام)، السيدان أحمد ومحمود (عليهما السلام)، مصيف آب يك، منطقة فشكل دره، قرية زركر.

مدينة بوئين زهراء

تل زاغه يقع في مدينة بوئين زهراء وهو يعتبر أحد أقدم الأماكن التي وطئتها قدم الإنسان في سالف العهود حيث يعتقد علماء الآثار بأن تأريخ البشرية فيه يرجع إلى أكثر من تسعة آلاف عام.

ومن أهم المعالم الأخرى في هذه المدينة عبارة عما يلي: تل قبرستان، قره تبه سكز آباد، نزل شاه عباسي هجيب، قرية خيارج، جسر شاه عباس، نزل شاه عباسي في ناحية محمد آباد.

منطقة باشكل

هذه المنطقة التابعة لمدينة تاكستان فيها العديد من المناظر الطبيعية والبقاع الدينية والتلال القديمة والمناطق الأثرية التي تضرب بجذورها في العديد من العصور، ومن جملة آثارها ما يلي: تل خله كوه، قز قلعه، مقبرة بير تاكستان، السيد كمال ضياء آبادي (عليه السلام)، السيد ولي ضياء آبادي (عليه السلام)، القناة التأريخية في قرية رادكان، المحميات الطبيعية.

ناحية آوج وطارم

ناحية آوج وطارم من جملة المناطق السياحية المعروفة في محافظة قزوين، ومعالمها الطبيعية والدينية والتأريخية عديدة أبرزها ما يلي: قلعة سميران، برج ساسان، قلعة كلج، السيد قاسم (عليه السلام)، شلال ماهين، برجا خرقان، ينبوع المياه المعدينة الساخنة في خراقان، كهف قلعة كرد، بركة دريابك، السيد منصور (عليه السلام)، السيد سلطان علاء الدين (عليه السلام).

 مدينة ألـَموت

مدينة ألـَموت فيها ثلاثة أرياف هي معلم كلايه وألـَموت العليا وألـَموت السفلى إضافة إلى 96 قرية وتبلغ مساحتها الإجمالية 885 قرية، ويعتقد علماء الآثار إلى أنها تضرب بجذورها في العهود السحيقة للحياة البشرية وهي مدينة في غاية الروعة والجمال حيث تجمع بين التراث العريق والطبيعة الغناء التي تبهر أعين الناظرين لذلك يقصدها آلاف السائحين سنوياً ناهيك عن مهارة أهلها في مختلف الصناعات اليدوية من قبيل حياكة القماش المحلي بمختلف الأشكال والأحجام والألوان والسجاد بشتى أنماطه وما إلى ذلك من فنون حياكة ونسيج في غاية الروعة والجمال.

وأهم معالمها الدينية والطبيعية والتراثية عبارة عما يلي: مقبرة شاه رشيد، مقبرة حسن آباد الحجرية، قلعة حسن صباح، قلعة شمس كلايه، كهوف وشلالات طبيعية، السيد هارون ويارود، نزل بيج بن، جسر أنبوه، بحيرة آوان.

بحيرة آوان تعتبر واحدة من أجمل المناظر الطبيعية في محافظة قزوين ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1800 م وعمقها أكثر من ستة أمتار وسنوياً تقصدها أعداد كبيرة من السائحين الوافدين من داخل البلاد وخارجها.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة