أجمل الكنائس في ايران مهد الحضارات والأديان + صور


للمسيحية في إيران تاريخ طويل، ويعود إلى السنوات الأولى من تاريخ المسيحية. ويعتبر توما أحد التلاميذ الاثنا عشر أول من بشر بالمسيحية في بلاد ما بين النهرين وفارس بحسب التقليد المسيحي.

لعب مسيحيين بلاد فارس جزءًا هامًا في تاريخ التبشير المسيحي خصوصًا في آسيا الوسطى، حيث بين القرنين السادس والرابع عشر قام المبشرين من بلاد فارس في نشر كنيسة المشرق في معظم أنحاء آسيا، كما شملت أتباع بالإضافة إلى السريان المشارقة الذين احتفظوا بالبطريركية تقليدياً الملايين من الفرس والترك والمغول والهنود والصينيين.

كنيسة مريم العذراء في تبريز

كنيسة مريم العذراء (بالفارسيّة: كليساي مريم مقدس) هي كنيسة أرمنيَّة أرثوذكسيَّة تقع في مدينة تبريز إحدى أهم وأبرز المدن في إيران وعاصمة مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة. الكنيسة هي أكبر وأقدم كنيسة مسيحية في تبريز ومركز للاحتفالات الوطنية والدينية الأرمنية في المدينة. وتقع الكنيسة في حي الديك باشي.

أغلب أتباع المسيحيَّة في المدينة أرمن وآشوريين ويتبعون الكنيسة الأرمنيَّة الأرثوذكسيَّة وكنيسة المشرق الآشوريَّة. يُشكّلُ الأرمن والآشوريين أقليَّة قليلة العدد في تبريز على الرغم من أنّهم من أقدم الجماعات والطوائف التي قطنت المنطقة، ومع أنَّ أعدادهم شهدت زيادةً ملحوظة عِقب المذابح التي طالتهم أواخر العهد العثماني وأرغمت قسم كبير منهم على النزوح إلى أذربيجان.

بنيت الكنيسة في القرن الثاني عشر وذكرت في سجلات سفر ماركو بولو، المسافر الشهير من مدينة البندقية الشهير الذي عاش في القرن الرابع عشر، وأشار إلى هذه الكنيسة في طريقه إلى الصين.

كنيسة زور زور

كنيسة زور زور (بالأرمنية: Ծոր Ծորի Սուրբ Աստվածածնի մատուռ؛ بالفارسية: كليساي زور زور) هي كنيسة صغيرة تقع محافظة أذربيجان الغربية على ضفاف نهر زنجمار. شهدت الكنيسة أوقات ازدهار في القرن الرابع عشر قبل أن تهجر الكنيسة وتدمر أوائل القرن السابع عشر.

يعود بناء الكنيسة إلى ما بين القرن التاسع الميلادي إلى القرن الرابع عشر، وهي على شكل صليب تعلوها قبة مضلعة مسقفة بسقف مخروطي الشكل. في عامي 1987-1988 قامت الحكومة الإيرانية بالأتفاق مع الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية بنقل الكنيسة من مكانها الأصلي إلى مكان جديد يبعد 600م لتجنيب الكنيسة الغرق بعد أن تقرر بناء سد على نهر زنجمار.

أدرجت الكنيسة على لائحة التراث العالمي مع أديرة وكنائس أخرى مثل دير القديس تداوس، دير القديس إستبانوس وكنيسة أم الرب المقدسة.

كنيسة مار سركيس في أرومية

محافظة أذريبجان الغربية تحفة طبيعية فريدة من نوعها بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تبهر الأبصار وتبهج القلوب، فهي مليئة بالجبال الخضراء والغابات الجميلة والسهول الرائعة، كما أنها محفوفة في جميع نواحيها بالمعالم التراثية القديمة ومن جملتها كنيسة تأريخية باسم "مار سركيز" وهذه الميزات الفذة جعلتها قبلة للسائحين الذين يفدون إليها من شتى بقاع إيران والعالم.

مدينة أرومية هي مركز محافظة أذريبجان الغربية، وهذه المحافظة العظيمة محفوفة من أقصاها إلى أقصاها بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تبهج النفوس وتحيي القلوب، ولا سيما جبالها الشاهقة الزاخرة بالغابات الخضراء وسهولها الرائعة التي قل نظيرها في العالم، ناهيك عن أنها ديار للآثار التأريخية التي تضرب بجذورها في شتى العصور ومن جملتها كنيسة تراثية باسم "مار سرگيز" لذلك فهي تستقطب السائحين الذين يفدون عليها في فصل الصيف خصوصاً من شتى أرجاء الجمهورية الإسلامية والعالم.

كنيسة مار سركيس (بالفارسية: كليساي مارسرگيز) هي كنيسة آشوريّة تاريخية تعود إلى عصر الساسانيين، وتقع في مقاطعة أرومية. وتعتبر كنيسة مار سركيس أقدم كنائس الآشوريين التي ظهرت في القرن الأول ميلادي وتتربع على قمة جبل يطل على مدينة أرومية ويقصدها الآشوريون والسياح من مختلف أنحاء العالم. وقد تم تسجيل الكنيسة كواحد من المعالم الوطنية لإيران في 5 نوفمبر من عام 2006.

كنيسة "مار سركيز" التراثية عبارة عن تحفة أثرية جادت بها يد الإبداع الفني القديم، إذ إن نقوشها الجميلة منقطعة النظير وتضفي على روح الإنسان معنوية خاصة ويطغى عليها الطابع الفني الشرقي، وهي تحكي عن عدة عصور قديمة شهدتها المنطقة طوال تأريخها الحافل.

تأريخ مدينة أرومية يرجع إلى 6000 سنة وهذا ما تدل عليه التنقيبات التأريخية التي أجريت فيها وهذا الأمر ينم عن أنها كانت منذ سالف العصور موطناً آمناً ومنطقة مفعمة بالحياة، والمشهود عنها أنها تضم في أكنافها أقواماً يعتنقون مختلف الأديان والمذاهب، وكل ناحية فيها تدل على هذه الحقيقة التي لا ينكرها أحد كما تدل على عراقة أهلها وعظمتهم على مر التأريخ.

مدينة أرومية فيها العديد من المراكز التراثية القديمة والمناظر الطبيعية الخلابة، ومن جملتها منطقة باسم "سير داغي" التي تعد مصيفاً رائعاً وهي أجمل المراكز السياحية في محافظة أذريبجان الغربية بأسرها، لذا فهي طوال أيام السنة ولا سيما في فصل الصيف تستقبل الكثير من السائحين وبالأخص في أيام الجمعة والعطل الرسمية حيث يجد السائح فيها ملاذاً آمناً للانتجاع والترفيه عن النفس من خلال تجواله في سهولها الخضراء وتسلق جبالها الشاهقة الزاخرة بالغابات المكونة من الأشجار الباسقة المثمرة وغير المثمرة، وأجمل ما فيها منظر الشمس حين تشرق وحين تغرب.

كنيسة "مار سركيز" تستقر على سفح جبل منطقة "سير داغي" والذي يطلق عليه نفس الاسم، فهو جبل سير داغي الشهير ويقول علماء الآثار أن عمرها يضاهئ 1800 عام ومنذ تلك الآونة كانت مركزاً للعباد والزهاد المسيحيين الذين كانوا يناجون الرب العزيز فيها، ولحسن الحظ فهذه الكنيسة التأريخية تعد واحدة من الآثار القليلة التي احتفظت بجمالها المعماري طوال 18 قرناً وبقيت نقوشها وآثارها الجميلة على حالها تقريباً حتى يومنا هذا، لذلك فهي تستهوي محبي الآثار وتثير إعجابهم.

مسيحيو مدينة أرومية طوال قرون من الزمن يقصدون هذه الكنيسة الرائعة في أيام الأحد بالخصوص للتعبد والتهجد طوال أيام السنة وحتى في فصل الشتاء حينما يكون البرد قارساً والثلوج متراكمة فإنهم لا يتركون هذه السنة الحسنة فيتسلقون الجبل للوصول إليها بلهفة وشوق ليكتسبوا منها طمأنينة وروحانية.

وفي بوابة هذه الكنيسة التراثية توجد نقوش مكتوبة قمت بترميمها قبل ثلاثين عاماً وتؤكد على أن عمرها يبلغ 18 قرناً من الزمن وهذا هو بناؤها منذ تلك الآونة ولم تتغير معالمه.

بوابة الكنيسة قليلة الارتفاع نسبياً لذلك فهي قد شيدت بشكل يعكس تعظيم شخصيتين عظيمتين مدفونتين فيها عند دخول المتعبد، وهما القديس "مار سركيز" و "مار برگوس" وكلمة مار باللغة الآثورية تعني السيد المحترم، وأما القديس "مار سركيز" فقد كان قائداً للقوات الرومانية والقديس "مار برگوس" كان مساعده حيث كانا في بادئ الأمر بوذيين لكنهما بعد ذلك اعتنقا النصرانية وانصرفا إلى دعوة الناس لدين الله تعالى وعبادته.

ولا نبالغ لو قنا إن هذه الكنيسة تعد قبلة لجميع النصارى في العالم، فهي إحدى أهم الكنائس المسيحية لذلك يقصدها المتعبدون من مختلف بقاع إيران والعالم ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وغيرها، كما أن بعضهم يقصدونها لزيارة مرقدي الشخصيتين المذكورتين.

كاتدرائية القديسة مريم

كاتدرائية القديسة مريم (بالفارسيَّة: كليساي جامع سنت مري) وتسمى أيضًا كاتدرائية القديسة مريم أم الرب، وهي عبارة عن مبنى ديني تابع للكنيسة الكاثوليكية التي تتبع الطقوس الكلدانية وتقع في مهدي الإدام بشارع مرزيان في مدينة أرومية الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية في شمال إيران وبالقرب من الحدود مع تركيا.

وتتبع الكنيسة الطقوس الكلدانية وهي أحد الكاتدرائيات الكلدانية الكاثوليكية الأربع العاملة في إيران. الكنيسة هي أيضاً مقرًا لأبرشية أرومية الكلدانية الكاثوليكية، التابعة لأسقفيّة سالماس الكلدانية الكاثوليكية.

يعود تاريخ بناء الكنيسة إلى الفترة ما بين عام 1881 وعام 1885، وقد تم تدميرها في عام 1918 وأعيد فتحها في عام 1954. ويقع تحت المسؤولية الرعوية للأسقف توماس ميرام.

كنيسة القديسة مريم في أرومية

كنيسة القديسة مريم (بالآراميَّة: ܩܕܝܫܬܐ ܡܪܝܡ ܥܕܬܐ، بالفارسيَّة: كليساي ننه مريم) هي كنيسة آشورية قديمة تقع في مدينة أرومية بمقاطعة أذربيجان الغربية في إيران. ويعتبر بعض المؤرخين الكنيسة ثاني أقدم كنيسة مسيحية بعد كنيسة المهد في بيت لحم في دولة فلسطين.

يعود المبنى القديم الحالي للكنيسة إلى العصر الساساني وتصميمه الداخلي هو مزيج من الهندسة المعمارية الساسانية والأرسيدية.

يعتقد بعض المؤرخين الآشوريين والمسيحيين أن المبنى كان عبارة عن معبد نار في البداية اعتاد كهنة الديانة الزرادشتية أن يصلوا فيه. وبحسب التقاليد المسيحية خلال وقت ميلاد يسوع، لاحظ ثلاثة من الكهنة نجمًا ساطعًا يتجه نحو الشرق. لقد اعتبروه علامة على ميلاد المسيح المنتظر وسافروا إلى القدس لمقابلته. بعد العودة قاموا بتحويل معبد النار إلى كنيسة. وساهمت أميرة صينية في إعادة بناء الكنيسة في عام 642م، وقد حُفر اسمها على حجر على جدار الكنيسة. كما وصف المسافر الإيطالي الشهير ماركو بولو الكنيسة في زيارته.

قبل فترة وجيزة من الحرب العالمية الأولى، تم تحويل المبنى من قبل الروس إلى كنيسة روسية أرثوذكسية. لتعود لاحقاً إلى سلطة كنيسة المشرق الآشورية. وفي أوائل عقد 1960 تم ترميم الكنيسة القديمة وبنيت كنيسة حديثة مع مستدقة بالقرب من الكنيسة القديمة.

كنيسة فانك في أصفهان

تعتبر كنيسة فانك التي تقع في منطقة "جلفا" في مدينة أصفهان، اقدم كنائس الارمن في ايران، بنيت هذه الكنيسة في عهد الشاه عباس الثاني، وكلمة "فانك" باللغة الارمنية تعني "دير"، وبنيت هذه الكنسية بالطوب خلافا لكنائس الارمن القديمة التي بني معظمها بالحجر ، وطليت جميع جدرانها وأقواسها وداخل قبتها بالزيت، وتكثر نقوش الانجيل المقدس على معظم جدرانها، كما رسمت لوحات ولادة السيد المسيح(ع) حتى عروجه للسماء.

مزيجٌ رائعٌ بين العمارة الايرانية و الاسلامية والاروبية و مثالٌ بارعٌ للتعايش السلمي الذي كان و لم يزل يتواصل في ايران بين جميع اديان العالم؛ كنيسة وانك (كاتدرائية)في مدينة اصفهان إحدى أبرز الكنوز الفنية المسيحية الارمنية التي تمّ تشييده في عصر شاه عباس الثاني الملك الصفوي الكبير.

على الضفّة الجنوبية لنهر زاينده رود في حيّ جلفا الجديدة بموقعٍ مكانيٍّ جميلٍ يلفت انظاركم مبنى مهيبٌ و انيقٌ تُدعى بكنيسة فانك لم تُشيَّد للعبادة و تدريب الرهبان فحسب بل تُعدّ محوراً اساسيّاً لإيجاد التواصل بين الارمن الساكنين في اصفهان مع اخوتهم في العالم. عند مدخل الكنيسة تواجهون ببرجٍ رفيعٍ يسمّى برج الساعة تعبرونه و تصلون الى برجٍ جميلٍ آخر يدعى برج الناقوس و بجواره تزورون التماثيل الاربعة لجهابذة الشعراء و المخترعين المسيحين في تلك الفترة.

أقدم و أجمل الكنائس المشيّدة في ايران لاسيّما بين مثيلاتها في حيّ جلفا ترون فيها أزهى و أروع المشاهد للزخارف المعمارية والتصميمات الهندسية الرائعة الجمال منها التذهيب و الرسوم التاريخية الباهرة و اعمال التجصيص بالاضافة الى النقوش الملوّنة بالالوان الزاهية و الصور المطليّة بالذهب و اللوحات الجدارية و الزخارف القاشاني طبقاً للطرازات الايرانية العريقة أو الصور بغاية الجمال المستوحاة من حياة السيّد المسيح والتي قد تأثّرت من الاسلوب الايتالي الانيق.

ذروة الزخارف و التزئينات تتمتّعون بها في سقف المصلّى الاصلي و سطوح القبّة الداخلية التي تزيّنت بالصور بمنتهى الروعة من قصّة خلق آدم النبيّ و زوجته حوا و طردهما من الجنّة القادمة في الكتاب المقدس فضلاً عن المحراب النفيس المشيّد في القبا نصف المثمنة و هيكل الكاهن مثلما تشاهدون في الكنائس الاروبية الى جانب الجدران الرفيعة والاقواس المهيبة ، كلّها تعتبر ممّا يثير دهشتهم في كنيسة فانك و تجعلكم تنسون مرور الوقت متجوّلين بين اجواءها المثيرة للإهتمام.

من ميّزات كنيسة فانك الزائدة الى فخامتها نتكلّم لكم عن متحفٍ ثمينٍ و مستحقٍّ للزيارة حيث يحتضن الكثير من الروائع و النفائس و المخطوطات و اللوحات الجدارية التي لا نظير لها في العالم، سبعمائة كتاباً خطّياً منها المزامير الكتاب الاول الذي تمّ طبعها في ايران أو مجموعةٌ رائعةٌ من الاوامرالتي أصدرها شاه عباس الصفوي بالنسبة الى المسيحين و حريتهم في ايران أو صناعاتهم اليدوية التاريخية و لاتفوتوا مكتبة الكنيسة الفاخرة للغاية بإعتبارها اثراً قيّماً لدراسة اللغة و فنون الارمنية أو الفنون اللطيفة الاروبيين في العصور الوسطى.

كنيسة فانك إحدى أفخر معالم اصفهان التاريخية اثرٌ فخمٌ يجب أن تزوروه لكي تكتشفوا فيها الجمال و الروعة الحقيقية و تندهشوا بالفنون الفاتنة لعيونكم و تؤيّدوا بانفسكم ما يقول عنها السياح : الفريدة في نوعها.

/انتهى/