محلل سياسي سوري لـ"تسنيم": حصار سوريا هدف استراتيجي لأمريكا..خفايا قانون قيصر

محلل سیاسی سوری لـ"تسنیم": حصار سوریا هدف استراتیجی لأمریکا..خفایا قانون قیصر

رأى المحلل السياسي السوري و الدكتور في العلاقات الدولية بشير بدور، أن تنفيذ أمريكا لقانون قيصر يأتي في اطار الضغط على الدولة السورية وروسيا وايران لدفعهم باتجاه التفاوض حول حل سياسي في سوريا.

وحول قانون "سيزر" أو "قيصر" الذي أقرته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2019 ويدخل حيز التنفيذ في شهر يونيو الحالي، قال المحلل السياسي السوري الدكتور بشير بدور في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، "يوماً بعد يوم ينكشف القناع الذي تضعه الولايات المتحدة الامريكية، قناع حماية حقوق الانسان ودعم المنظمات الإنسانية ودعم القانون الدولي، واليوم نشهد ذلك من خلال تطبيق قانون قيصر أو سيزر حول الدولة السورية".

وأوضح الدكتور بشير، "ان هذا القانون لا يرتقي الى صيغة القانون، فهو قانون تم توقيعه من قبل الكونغرس الأمريكي، لكن الكونغرس يحق له أن يصدر او ان يعطي ويشرع القوانين التي تخص الدولة الامريكية، وأي قانون سيطبق على أي دولة -وهذا بالتأكيد من وجهة نظر القانون الدولي العام- ينبغي ان يكتسي الصبغة الدولية، بمعنى أن يتم التفاوض والاتفاق عليه وفق مشروع قانون أولاً ثم يكون قانوناً بصبغة دولية، لكن قانون سيزر لا يحمل أي صبغة دولية بل يعطينا الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية و أحادية الجانب التي تحاول فرضها على العالم".

واكد ان "هذا القانون ينص على فرض عقوبات على الدولة السورية والدول الداعمة لها بما في ذلك روسيا وايران والصين لمدة عشر سنوات، بالإضافة الى كل من يدعم الدولة السورية، ويشمل قانون العقوبات جميع الجهات او الأشخاص الذين يتعاونون مع الحكومة السورية أو يوفرون لها التمويل بما في ذلك الاستخبارات والأمن السوري والمصرف المركزي السوري، حتى انه يطال الأشخاص الذين يقدمون دعماً او يشاركون في صفقات مع الحكومة السورية بما في ذلك القوات العسكرية والمقاولون الذين يتصرفون بالنيابة عن سوريا أو روسيا او ايران ويشمل القطاع النفطي وبيع الطائرات أو أولئك الذين يقدمون خدمات انشائية أو هندسية للدولة السورية".

 ونوه الدكتور بشير الى ان "هذه الإجراءات تأتي في اطار الضغط على الدولة السورية وروسيا وايران لدفعهم باتجاه التفاوض حول حل سياسي في سوريا، وهنا يطرح سؤال عن سبب التأخير في تنفيذ بنود هذا القانون كما يسموه والذي مضى على توقيعه من قبل الكونغرس والرئيس الأمريكي ترامب ما يقارب ثمانية أشهر، باعتقادي لربما كان لتغيير بعض المواقف ان كان من قبل الدولة السورية او الروسية والإيرانية".

وأضاف، ولكن دوافع تصدير هذا القانون وسريانه يأتي من جهة اخفاق المشروع الأمريكي أو المشروع الصهيوامريكي الذي لم تستطع الولايات المتحدة الامريكية تنفيذه في المنطقة وتقسيم الجغرافية السورية او الإقليمية. وبالتالي نلحظ ان هناك حالة من التضامن والالتفاف كمحور مقاومة بما في ذلك ايران والعراق وسوريا ولبنان وروسيا، الحلف الذي يقاوم الإرهاب الذي هو من صنيع الإدارة الامريكية، وبطبيعة الحال هناك حذر من السوريين منذ بدء سريان هذا القانون فإننا نلحظ وجود ركود اقتصادي عالمي ربما بسبب جائحة كورونا والتي تسببت مباشرة في هذا الركود وهناك غلاء في المعيشة ولكن ما الأهم من ذلك هو أننا في سوريا نعلم ان الاستراتيجية الامريكية خاصة في حصارها الجائر أحادي الجانب على الجانب السوري ليس وليد "قيصر" بل هو هدف استراتيجي تتخذه الولايات المتحدة الامريكية من قبل، سواء كان على الدولة السورية او حتى على ايران وحصارها على روسيا وعلى كل من يقف امام هذه الغطرسة الامريكية.

وبشأن التداعيات التي سيخلفها هذا القانون على الاقتصاد والمواطن في سوريا، قال الدكتور بشير، نحن في سوريا يمكننا ان نقول بأننا اعتدنا على هذه الغطرسة، وربما قدر المنطقة ان تعيش حالة من المواجهة ضد هذا المحور الأمريكي الغربي وقد اعتدنا عليه ربما منذ السبعينات وكان هناك أيضاً حصار في الثمانينات والتسعينات، لذلك وعلى الرغم من وجود غلاء في المعيشة والضائقة الاقتصادية لكن ثقة السوريين بجيشهم وقائدهم وتمسكهم بأرضهم والاعتماد على القطاع الزراعي والصناعي هو أحد الأسباب التي من الممكن ان تعطينا الدفع للنهوض وللاستمرار والمطالبة بحق الحياة.

وأشار المحلل السياسي السوري الى ان هناك الكثير من المفارقات والمغالطات التي يمكن قراءتها دائماً في سياسة الإدارة الامريكية، قائلا، "لاحظ في الوقت الراهن ان السياسة الخارجية للإدارة الامريكية مع دول المنطقة قد أعطت نتائج كثيرة منها استغلال المنطقة وقيامها بعدة مشاريع إقليمية بالإضافة الى زعزعة الاستقرار ونشر الإرهاب الذي خلقته منذ 11 أيلول وانهيار برجي التجارة العالمي وقامت بصنع هذا المصطلح ليكون لها دوافع وحجج لتواجدها في المنطقة".

وأضاف، كل هذه الأمور جاءت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وتزعم النظام الامريكي أحادي القطب شؤون العالم بشكل عام وعدم خضوعه للقانون الدولي بشكل مباشر وعدم احترامه للمنظمات الإنسانية علماً ان هذه المنظمات هي أيضاً ذات هدف أمريكي واستراتيجي وهي صنيعة الولايات المتحدة رغم انبثاقها عن القانون الدولي.

وتابع، "هناك ملاحظة شديدة الأهمية يمكن ان نقف عندها مع مرور العالم بأسره في أزمة جائحة كورونا والتي طالت الولايات المتحدة الامريكية وعجزت عن التصدي لهذا الفيروس رغم انها تدعي التطور التقني والصحي والطبي وما الى ذلك".

واشار الدكتور بشير الى الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا، شاهدنا خلال الأيام الأخيرة ان أحد رجال الشرطة قام بقتل أحد المواطنين لأنه أسود البشرة الأمر الذي يظهر الحالة التي تتمتع بها الولايات المتحدة الامريكية من التمييز العنصري واللااحترام لقوانين الانسان و انها لا تحترم قوانينها ولا شعبها.

ولفت رئيس تحرير موقع سنمار الاخباري الى ان "اليوم هناك صفر علاقات للولايات المتحدة الامريكية نتيجة الغطرسة وصفر أصدقاء ، لكن ربما من يتعامل معها وبقي يراهن عليها بقي من قبيل الخوف والتبعيات التي تربطه بها، بما في ذلك بعض الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي".

واكد الدكتور في العلاقات الدولية، "نحن في الدولة السورية اليوم ربما هناك بعض الحذر من قانون قيصر ولكن من انتصر على المشروع الأمريكي وانتصر عسكرياً سينتصر اقتصادياً، وما النصر إلا صبر ساعة، والقادم سيفصل هذه الاعمال الشيطانية عن الأعمال الرحيمة التي تقودها المنطقة في مواجهة الغطرسة الامريكية".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة