خبير عسكري سوري لـ"تسنيم": تعزيز منظومة الدفاع الجوي السورية سيضع حداً لغطرسة الكيان الصهيوني

خبیر عسکری سوری لـ"تسنیم": تعزیز منظومة الدفاع الجوی السوریة سیضع حداً لغطرسة الکیان الصهیونی

رأى الخبير العسكري واللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس، ان تعزيز منظومة الدفاع الجوي السورية سوف يضع حداً لغطرسة الكيان الصهيوني.

وحول تفاصيل الاتفاقية العسكرية الشاملة التي تم توقيعها خلال الزيارة الاخيرة لرئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية الى سوريا وما هي أهمية هذا الاتفاقية على علاقات التعاون العسكري بين البلدين، قال الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، "فيما يتعلق بتفاصيل هذه الاتفاقية فقد أعلنها السيد وزير الدفاع السوري والسيد رئيس الأركان الإيراني عندما تحدثا عن التعاون العسكري في كافة المجالات العسكرية وهذا يعني ان هنالك تعاون وتنسيق وارتقاء في مستوى التعاون الاستراتيجي والعملياتي والتكتيكي في اطار التدريب والتأهيل القيادي والتدريب القتالي وعلى مستوى التأهيل والتعاون التقني والعسكري والاستفادة من الخبرات التقنية العسكرية الإيرانية".

واضاف، "وأيضاً هذا يعني ان منظومة التعاون سوف تصبح أكثر ارتقاءً من حيث النوعية وهي المتشابكة والمتماسكة من حيث الأداء والممارسة على الأرض، هذا التشابك الذي أنتج هزيمة الإرهاب في كثير من المواقع السورية، هذا التشابك والتلاحم بين قوى حلف مقاومة الإرهاب أنتج العناصر الكثيرة من القوى والقدرات القتالية للجيش السوري والتي حققت هذا النجاح الذي نستطيع ان نقول انها تمكنت من تحقيقه على المستوى العملياتي والاستراتيجي والتكتيكي أيضاً".

وتابع، "وفي مضمون هذه الاتفاقية أيضاً الحديث عن تطوير القدرات القتالية ومثال ذلك مسألة الدفاع الجوي ومختلف الاختصاصات والتقانات العسكرية الأخرى سوف تتكامل وترتقي هذه الأدوات وهذه القوى والوسائط بالشكل النوعي، وعندما نقول بالشكل النوعي أي انها جيدة ولكنها ستصبح أكثر جودةً وأكثر أداءً ونوعياً في اطار تنفيذ هذه المهام سواءً كان من حيث الدقة والفعالية ومن حيث المردود وهذا يعني اننا أمام حالة متطورة جداً في ارتقاء الأداء النوعي للقوات المسلحة السورية في اطار التنسيق والتعاون بين البلدين الشقيقين".

واردف قائلا، "وبالتالي الاتفاقية العسكرية الشاملة سوف تؤدي الى أهداف استراتيجية بمستوى الطموحات التي تحققها هذه الاتفاقية، وأهمية هذه الاتفاقية الان على علاقة التعاون العسكري بين البلدين انها تعزز هذا التعاون وتأطر لتعاون مستقبلي أيضاً يضمن ارتقاءً نوعياً لنشاط وأداء حلف مقاومة الإرهاب ولا أتحدث هنا عن سوريا فحسب وانما أقول ان حلف مقاومة الإرهاب سوف يكون أكثر قدرة على تنفيذ المهام الموكلة اليه من أجل كبح الغطرسة الامريكية ولجم الاندفاعات الامريكية في المنطقة ومنعها من الاستمرار وهذا يعني أيضاً ان التطور النوعي لأداء ونوع القوات وصنوفها والقوات الاختصاصية في القوات المسلحة السورية، سوف يرتقي وأيضاً سوف تكون أكثر قدرة على تنفيذ المهام الموكلة اليها، وأيضاً من حيث الأهمية أؤكد على ان هذه الأهمية تتجسد وتتبلور في دخول التقانة العسكرية والتكنولوجية المتفوقة الإيرانية والتي باتت اليوم متميزة وتشكل عنصراً حاسماً من عناصر المعركة لتحقيق الانتصارات القادمة".

وعن الرسالة التي تحملها تصريحات اللواء باقري التي قال فيها أن ايران ستقوم بتقوية أنظمة الدفاع الجوية السورية، قال اللواء عباس، ان "في الحقيقة أستطيع القول انها بمثابة مثل ومثال على ذلك منظومة الدفاع الجوي، وهذا لا يعني على الاطلاق انها مرتبطة فقط بمنظومة الدفاع الجوي لكنني أظن شخصياً أنه اعتبرها كمثال على أن تطوير منظومة الدفاع الجوي السوري سيكون أحد أولويات اتفاقية التعاون العسكري الشاملة بين سوريا وايران وهذا أيضاً رسالة الى (الأعداء) أنتم أيها المتغطرسون الذين تعتقدون ان هذه السماء ستكون دائماً ملكاً لكم سوف لن تبقى كما هي والسماء ستكون فقط لسوريا ولهؤلاء الذين يدافعون ضد الإرهاب ويقاتلون الإرهاب الأمريكي".

واكد اللواء عباس، ان "منظومة الدفاع الجوي المتطورة لتحسين منظومة الدفاع الجوي السورية سوف نشهد من خلالها نشاطاً أكثر فعالية وأكثر قدرة على الرد والمواجهة ومواجهة العدوان الصهيوني وبالتالي سوف تضع حداً لهذه الغطرسة والمحاولات الأمريكية والصهيونية للنيل من السماء السورية".

وبشأن الأبعاد التي تحملها هذه الاتفاقية في هذا التوقيت وما هي التغييرات التي ستطرأ على الميدان؟ خاصة و أن وسائل الاعلام الصهيونية اعربت عن قلقها من هذا الاتفاق، قال الخبير العسكري السوري، ان "الأبعاد التي من الممكن ان تحملها هذه الاتفاقية في هذا التوقيت أنها تؤكد على تلاحم حلف مكافحة الإرهاب ومقاومة الإرهاب وتؤكد على التعاظم النوعي لقدرات حلف مقاومة الإرهاب وأيضاً تؤكد على ان المبادرة وزمام المبادرة لن يبقى في يد الصهاينة والامريكيين وانما زمام المبادرة سوف ينتقل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية في صمود الدفاع، صمود الدفاع الذي كان قادراً خلال السنوات الماضية على تحمل كل الضربات المعادية وكان قادراً على احتواء الضربات المعادية خاصة ان الأمريكيين والصهاينة حاولوا خلال هذه الفترة الماضية النيل من السيادة الوطنية السورية والقوات المسلحة السورية وتوجيه ضربات نارية وبمختلف الوسائط الصاروخية الجوية وباستخدام الطيران المسير لتحقيق أهدافهم ولكن هذه الأهداف في الحقيقة لم تكن قادرة على الوصول لمبتغاها".

ونوه إلى أنه، "ان هذه الاتفاقية اليوم تؤكد انه بالرغم من كل العقوبات القسرية أحادية الجانب الامريكية والتي تحاول النيل من الاقتصاد الوطني السوري ومن صمود المواطن السوري ومن صمود المقاومة فان هذه المقاومة اليوم قادرة على امتلاك زمام المبادرة وان هذه المقاومة اليوم قادرة على الانتقال لتحقيق مرحلة متطورة من النجاح الدفاعي، والنجاح الدفاعي. يعني اننا سنمتلك زمام المبادرة الهجومية ونحن ندافع ونهاجم في اطار الدفاع  لكي نمنع هذا العدوان من الاستمرار ضد الشعب السوري".

وتابع، والأبعاد التي تحملها هذه الاتفاقية ايضاً مسرح الحرب من طهران لسوريا الى اليمن الى بيروت الى حلف المقاومة، مسرح مقاومة الإرهاب والتكامل بين قوى مكافحة الإرهاب لن يتأخر ولن يتردد وسوف يبقى متواصلاً ومستمراً وأيضاً نستطيع القول ان هناك بعد جيواستراتيجي في امتداد الجغرافيا من سوريا وصولاً الى طهران وبيروت مروراً ببغداد. أيضاً الزمن سيكون لصالح المقاومة ومن يراهن على الزمن بالنسبة للعدو الصهيو امريكي فالرهان سيكون خاسراً لان إرادة المقاومة ستكون أقوى بكثير، والقدرة النوعية القتالية العالية التي سوف تتحلى بها والتي ستكون موجودة في يد القوات المسلحة السورية سوف تكون قادرة على لجم السلوك العدواني الأمريكي وأيضاً سوف تكون أكثر قدرة على تحقيق هذه الممانعة والمقاومة، أضف الى ذلك ان بيت العنكبوت الصهيوني سوف يكون بانتظار القصاص العادل والذي سوف يدفع ثمنه ولن يكون ذلك اليوم ببعيد.

واضاف، وعندما تتحدث صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن قلقها من ان ايران سوف ترسل منظومة "خرداد 3" الى سوريا، فنعم ان ايران لن توفر جهداً ولن تتردد في تعزيز القدرات القتالية للدفاع الجوي السورية واليوم هذه الاتفاقية تؤطر وتحقق التعاون الاستراتيجي بين القوات المسلحة السورية وقوات المسلحة الإيرانية وخاصة اذا قلنا اننا في اطار حلف واحد وحلف مقاومة الإرهاب وهذا الحلف من الضروري التأكيد على انه يحتاج الى تنسيق تعاون القدرات القتالية لجيشي البلدين وبما يخدم مكافحة الغطرسة الامريكية والإرهاب الصهيوني ومن يقف معه في اطار تحالف العدوان ضد سوريا وضد الشعوب المظلومة، وقوى الاستكبار المعادية لن تكون قادرة على تنفيذ مهامها مستقبلاً وسوف تحظى بكثير من الفشل.

وتابع، الطائرة الامريكية غلوبال هوك في الحقيقة هي طائرة متطورة وكبيرة وكانت تعد بمثابة فخر الصناعة الامريكية لكنها أسقطت بوساطة أحد أنواع الدفاع الجوي الإيرانية "خرداد 3" وهذا يعني أننا أيضاً سنشهد تطوراً في أنواع واستخدام وسائط الدفاع الجوي الحديثة والجديدة تدخل مسرح الصراع في سوريا وأيضاً سوف يحاول الصهاينة والامريكيون تقديم منظومات جديدة ووسائط متطورة، وأعتقد انها سوف تتحطم مرة أخرى على أبواب السماء السورية وأعتقد اننا نمتلك في حلف مقاومة الإرهاب كل القوى والوسائط اللازمة لتمريغ أنف هذا الكيان الصهيوني بتراب الذل وأعتقد ان الغطرسة والتقانة الامريكية قد أذلت عندما أسقطت هذه الطائرة المسيرة غلوبال هوك من خلال هذا المنظومة الصاروخية "خرداد 3" وربما يوجد هناك أيضا منظومات أكثر تطوراً وحداثة في ايران من هذه المنظومة وأعتقد اننا سوف ننجح في الأيام والاسابيع القادمة في رؤية مزيد من التحصين في الدفاع الجوي السوري وفي مختلف أنواع واختصاصات ووسائط وصنوف القوات المسلحة السورية.

ونوه الخبير العسكري السوري الى ان منظومة التعاون بين قوى مقاومة الإرهاب الأمريكي قد اثمرت وانتجت علاقات استراتيجية تجمع بين سوريا وايران ومقاومة الارهاب وبالتأكيد هي نتيجة مستمرة لعشرات السنين من العمل المشترك والتعاون بين سوريا وايران. في الحقيقة تتوج اليوم بتعاون عسكري شامل في شتى المجالات وهذا التعاون العسكري اعتقد انه سينتج قريباً عناصر قوة أكثر صلابة وأكثر ممانعة وأكثر قدرة على صد الضربات لا بل أنه اكثر قدرة على الانتقال الى مبادرات هجومية سوف تضع هذا الكيان الصهيوني العنكبوتي البنية- وهو أوهن من بيت العنكبوت- امام خيارات قليلة الخيار الاول أن يرحل من فلسطين والقدس والخيار الثاني أنه لا مكان له على ارض فلسطين والخيار الثالث ان يعود من حيث أتى وفي جميع الخيارات اعتقد ان لا وجود للكيان الصهيوني على هذه الارض.

واضاف، هناك من يراهن على ان امريكا قادرة وتستطيع. نعم أمريكا قادرة على ان تنسحب من دون خسائر وبأقل الخسائر من هذه الجغرافيا لأن المنطقة ترفض الوجود الأمريكي ولأن ارادة الشعب في هذه المنطقة كلها تبحث عن بناء مستقبل جديد لشرق اوسط يخلو من الوجود الامريكي ولشرق نكون فيه أسياد بيوتنا ولسنا توابع لأمريكا ولغيرها. اليوم نستطيع ان نؤكد أننا مطمئنون لمستوى التعاون الاستراتيجي بين سوريا وايران وان هذا التعاون سوف يستمر صاعدا في التنسيق والتعاون وفي تبادل الخبرات والقدرات القتالية والاستفادة من هذا الصمود الاسطوري للشعب العربي السوري وهذا التحالف الوشيج لحلف مقاومة الارهاب من اجل وضع حد لهذا العدوان الامريكي الذي يريد النيل من المنطقة. أعتقد أننا سوف نشهد قريباً جداً تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع وهذا التحول سوف تحققه إرادة شعبنا في سوريا وإيران.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة