حطيط لـ"تسنيم": انفجار بيروت يمكن أن يشكل منعطفاً مفصلياً على المشهد السياسي اللبناني

حطیط لـ"تسنیم": انفجار بیروت یمکن أن یشکل منعطفاً مفصلیاً على المشهد السیاسی اللبنانی

رأى الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، أن الإنفجار الذي حصل في مرفأ بيروت يمكن أن يشكل منعطفاً مفصلياً على المشهد السياسي اللبناني.

وحول تفاصيل الانفجار الهائل الذي وقع يوم أمس في بيروت ومن يقف وراءه ولماذا تم تخزين هذا الحجم الكبير من نترات الصوديوم دون الانتباه لها ومراقبتها بدقة، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور نسيب حطيط، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، "كما أصبح معروفاً للأجهزة الأمنية والإعلامية ان هناك مخزون لشحنة مصادرة من نترات الصوديوم وضعت بشكل خاطئ منذ 6 سنوات ونتيجة للإهمال والتقصير في حماية هذه الشحنة فقد وقع حادث عرضي حتى اللحظة مع عدم نفي فرضية العمل الارهابي خاصة في لبنان".

وأضاف، وفي هذا التوقيت المشبوه عملياً قبيل صدور قرار المحكمة الدولية ومن خلال قراءة تحليلية للأخبار التي بثتها بعض وسائل الاعلام اللبنانية والعربية بشأن هذه الحادثة، نرى وكأنهم كانوا ينتظرون ضربة معينة أو حادثاً امنياً معيناً باتجاه المقاومة وحزب الله في لبنان لأنه عقب الدقائق الأولى سارعت هذه الوسائل الإعلامية إلى القول بأن هناك عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد مستودع ذخيرة في مرفأ بيروت تابع لحزب الله ثم قالت أن هناك عناصر مسلحة لحزب الله في المرفأ، وبداية أعلنت أن الإنفجار في الضاحية الجنوبية، هذه القراءة التحليلية تقول وكأنهم كانوا قد أبلغوا بتحضير عمل أمني ما قبيل أو مع صدور قرار المحكمة الدولية بخصوص اغتيال الرئيس الحريري وعندما حدث الإنفجار ظنوا أن ما أبلغوا به قد وقع.

ونوه الباحث السياسي اللبناني إلى أن مسؤولية ما حدث تتحمله أولا الأجهزة الأمنية التي صادرت الشحنة وإدارة مرفأ بيروت المسؤولة عن الأمور الإدارية والتخزين وجميع الأعمال اللوجستية وكذلك السلطة السياسية ابتداء من وزير الأشغال وصولاً الى رئاسة الحكومة إلى كل السلطة السياسية التي عرفت بناءً على تقارير من الجهات المختصة منذ 6 سنوات أن هذه الشحنة خطرة جداً ولم تعيد تصديرها ولا بيعها أو نقلها الى أماكن غير مأهولة ويمكن أن هذا الاهمال قد شجع بعض أجهزة الإستخبارات والمتعددة ضد لبنان في لحظة مفصلية، شجعها على القيام بشئ ما وذلك بانتظار التحقيق ولكن من حقنا في لبنان وفي وقت مشبوه ومع كل هذا الحصار أن لا نلغي فرضية العمل الارهابي الذكي والنظيف الذي من الممكن أن يستغل أمراً عادياً وحدث ما حدث.

وأضاف، يتم تحضير الساحة اللبنانية منذ أكثر من إسبوعين ثلاثة لحدث ما قبل إصدار قرار المحكمة الدولية، ثم مسألة دفع بعض الوزراء للإستقالة ومن ثم تحضير الإعلام وخاصة بعض المحطات اللبنانية والعربية للتحريض وإشعال الفتنة ، إضافة إلى بعض الأحداث الأمنية المشبوهة من تدخلات لأجهزة مخابرات إقليمية عربية وغير عربية في الشمال السوري وبالتالي فإن هذا الإنفجار يمكن أيضاً أن يشكل منعطفاً مفصلياً على المشهد السياسي اللبناني من ناحية سلبية على مستوى الكارثة والفاجعة الإنسانية التي أصابت لبنان والتي تمثل حدثاً استثنائياً لم تشهد مثله لبنان في حروبها الأهلية أو الخارجية والإجتياحات الإسرائيلية أو على المستوى السياسي.

وتابع، هل يمكن أن هذه الحادثة بفواجعها الإنسانية أن تفك الحصار أم أنه سيتم استغلالها؟ ولو أننا نعتقد ان أمريكا وحلفائها ليس لديهم أي شعور إنساني يمكن أن يستغلوا هذه الحادثة الكارثية لإطباق الحصار أو طلب التنازلات تحت عنوان ربط المساعدات الإنسانية وفك الحصار مقابل تنازلات سياسية.

ورأى الكاتب اللبناني أن منّ صمد في لبنان سيصمد ولن ينهزم ولن يرفع الراية البيضاء مع كل هذا الحدث الكارثي المتعدد المحاور سواء من ناحية الحصار الإقتصادي أو الاستفزازات الاسرائيلية وسعر الدولار والصرف والحالة المعيشية، قائلا، "الآن الكارثة الكبرى التي وقعت في لبنان والتي من الممكن أن يصل ضحاياها إلى ما يقارب الخمسة آلاف بين شهيد وجريح ومفقود إضافة إلى الخسائر المادية والإقتصادية الكبرى".

ولفت الدكتور حطيط إلى أن مسارعة البعض لتشكيل لجنة تحقيق دولية بعد الإنفجار مباشرة وفي أقل من 24 ساعة خاصة من قبل بعض السياسيين المشبوهين الذين قدموا استقالاتهم أو من قبل بعض وسائل الاعلام المشبوهة يؤكد أو يعطي سبباً لنا لنعتقد أن ما حدث في مرفأ بيروت ليس حادثاً عرضياً وإنما حدث مخطط له بعد استنفاد المحكمة الدولية وفشلها في إثارة الداخل اللبناني وإتهام المقاومة وقطع رأسها بعد حوالي 14 عاماً من الإستنزاف المالي والسياسي والفتنوي للبنان.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة