المطران عطا الله حنا لـ "تسنيم": الاساءة الى الديانة الاسلامية هي اساءة لنا جميعاً وللانسانية كلها

المطران عطا الله حنا لـ "تسنیم": الاساءة الى الدیانة الاسلامیة هی اساءة لنا جمیعاً وللانسانیة کلها

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ان الاساءة الى الديانة الاسلامية هي اساءة لنا جميعاً واساءة للانسانية كلها واساءة للمسلمين والمسيحيين مؤكداً ان المسيحيون المشرقيون والفلسطينيون بشكل خاص هم يرفضون هذه الاساءات وهذا التطاول على الديانة الاسلامية وعلى رموزها وعلى حرماتها.

وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ان الاساءة الى الديانة الاسلامية هي اساءة لنا جميعاً واساءة للانسانية كلها واساءة للمسلمين والمسيحيين مؤكداً ان المسيحيون المشرقيون والفلسطينيون بشكل خاص هم يرفضون هذه الاساءات وهذا التطاول على الديانة الاسلامية وعلى رموزها وعلى حرماتها.

وأضاف بالقول ان ما أقدمت عليه صحيفة "شارلي إيبدو" كما وغيرها من وسائل الاعلام الغربية انما هو عمل غير مسؤول وعمل غير حكيم نرفضه ونستنكره ونشجبه جملة وتفصيلاً، وان التصرفات غير المسؤولة من هذا النوع كما اقدمت عليها هذه الجريدة او غيرها لا يجوز ان تؤثر على العلاقة الاخوية القائمة فيما بيننا والتي ستبقى ان شاء الله والتي سنعززها بالتعاون والاخوة والتلاقي والتفاعل في خدمة الانسانية وفي خدمة قضايا العدالة وفي مقدمتها فلسطين والقدس بشكل خاص والتي تعنينا بشكل مباشر كمسيحيين ومسلمين.

وأكد المطران عطا الله حنا ان الرد على مثل هذه التصرفات يجب ان يكون من خلال تكثيف حواراتنا ولقاءاتنا وتفاعلنا وتأكيدنا على انتمائنا الانساني، فقد نختلف في الامور العقائدية وفي الامور الايمانية ولكننا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لا يميز بين انسان واخر.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس:

تسنيم: هل تعتقد أن إهانة المقدسات الإسلامية ومن ضمنها مكانة النبي محمد (ص) من قبل مجلة شارلي إيبدو وغيرها من وسائل الاعلام الغربية من المحتمل أنها ستؤدي الى العنف والكراهية وصراع مذهبي بين فئة من المسلمين والمسيحيين؟

حنا: نعتقد ان الاساءة الى الديانة الاسلامية هي اساءة لنا جميعاً واساءة للانسانية كلها واساءة للمسلمين والمسيحيين وهذه المجلة التي يبدو انها علمانية تستهزء بالرموز الدينية حيث انها قبل فترة وجيزة قد استهزأت برموز دينية مسيحية، يبدو ان هذه المجلة لا تحترم الاديان ولا تحترم حرمة الاديان ولا تحترم الرموز الدينية في كل الاديان ، وان ما أقدمت عليه هذه الصحيفة اليوم كما وغيرها من وسائل الاعلام الغربية انما هو عمل غير مسؤول وعمل غير حكيم نرفضه ونستنكره ونشجبه جملة وتفصيلاً وانا اعتقد ان هذه الوسيلة الاعلامية او هذه الوسائل الاعلامية اذا ما كانت اكثر من وسيلة انما لا تمثل الا نفسها لا تمثل سوى أولئك الذين أقدموا على هذا الفعل الغير حضاري وغير الانساني والذي يجب ان يواجه من قبلنا جميعا بالاستنكار والرفض وتكريس ثقافة الحوار والمحبة والاخوة ونبذ الكراهية والصراع المذهبي. المسيحيين والمسلمين هم اخوة في الانتماء الانساني وهم اخوة في الدفاع عن قضايا العدالة وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية بشكل خاص وانا اعتقد بان التصرفات غير المسؤولة من هذا النوع كما اقدمت عليها هذه الجريدة او غيرها لا يجوز ان تؤثر على العلاقة الاخوية القائمة فيما بيننا والتي ستبقى ان شاء الله والتي سنعززها بالتعاون والاخوة والتلاقي والتفاعل في خدمة الانسانية وفي خدمة قضايا العدالة وفي مقدمتها فلسطين والقدس بشكل خاص والتي تعنينا بشكل مباشر كمسيحيين ومسلمين.

تسنيم: ما هو موقف المسيحيين ومنهم المسيحيين الفلسطينيين وغيرهم في الشرق وفي المجتمعات الإسلامية تجاه الانتقاص من مكانة النبي محمد (ص) من قبل مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية بحجة ممارسة حرية الرأي والتعبير؟

حنا: المسيحيون المشرقيون والفلسطينيون بشكل خاص هم يرفضون هذه الاساءات وهذا التطاول على الديانة الاسلامية وعلى رموزها وعلى حرماتها ونعتقد بان هذه تصرفات يجب ان نرفضها جميعا وان نستنكرها جميعا مسيحين ومسلمين، اقول لكم باسم الكنائس المسيحية في فلسطين وباسم المسيحيين الفلسطينيين باننا نعرب عن تضامننا ووقوفنا الى جانب اخوتنا المسلمين الذين يتعرضون لهذه الاساءة ومن يسيئ للمسلمين في دينهم وفي عقيدتهم وفي رموزهم وفي حرماتهم انما يسيئ الىنا جميعا، موقفنا واضح من هذه المسالة فنحن لا نعتبر بان الاساءة للاديان تندرج في اطار حرية الراي والتعبير بل هي امر مرفوض ومستنكر من قبلنا جملة وتفصيلا فالمسيحيون الفلسطينيون يعلنون رفضهم لهذه الاساءات ولهذا التطاول على الديانة الاسلامية.

تسنيم: ما هو الرد المناسب باعتقادك من قبل رجال الدين المسيحيين والمسلمين وكذلك جميع الذين غضبو إزاء إهانة المقدسات الإسلامية من قبل شارلي إيبدو؟

حنا: ردنا يجب ان يكون من خلال تكثيف حواراتنا ولقاءاتنا وتفاعلنا وتأكيدنا على انتمائنا الانساني، فقد نختلف في الامور العقائدية وفي الامور الايمانية ولكننا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله (سبحانه وتعالى) في خلقه لا يميز بين انسان واخر، كما خلق المسلم خلق المسيحي وكما خلق المسيحي خلق غيره ايضا فكلنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة لذلك فان كل هذه التصرفات اللامسؤولة واللا حضارية واللاانسانية يجب ان تعزز من وحدتنا واخوتنا وتفاعلنا وتلاقينا وتعاوننا خدمة لقضايانا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين والدفاع عن القدس ومقدساتها واوقافها المسيحية والاسلامية.

تسنيم: بما ان الجميع متفق على ان حرية الرأي والتعبير يجب ان لا تمس حقوق ومعتقدات الأخرين فهل تعتقد ان ما يسمى بحرية الرأي والتعبير في الغرب هي بحاجة الى مراجعة لتكون في اطار قوانين لا تنتهك حرية ومعتقدات الأخرين؟

حنا: انا حقيقتةً لا اعرف خلفية هذه الجريدة ولكن بعد استفسارات تبين ان هذه الصحيفة الفرنسية هي صحيفة ساخرة ولا تحترم الرموز الدينية والاخلاقية والانسانية وبالتالي هذه الجريدة تشير الى ثقافة الانفلات والانحراف الموجودة في الغرب حيث لا يوجد هناك ضوابط انسانية او اخلاقية، طبعا نحن مع حرية التعبير ولكن هذه الحرية لا تعني على الاطلاق التطاول على الاديان او الرموز الدينية وبالتالي نحن نعتقد ان ما اقدمت عليه هذه الصحيفة انما هو عمل لا يندرج في اطار حرية التعبير بل هو اساءة لنا جميعا واساءة للانسانية كلها واساءة للمسيحيين والمسلمين واساءة لكل انسان حر في هذا العالم ونحن نرفض هذا الامر بشكل صارم وبشكل قوي ونرفض التطاول على الاديان ونطالب بان تكون هناك ضوابط وان تكون هناك قوانين، وبالطبع نحن لسنا مع القمع الفكري ونحن مع حرية التعبير عن الراي ولكن ان تسيئ للدين فهذا لا يندرج في اطار الحرية، حرية التعبير عن الراي، فانا اعتقد انه يجب ان تكون هناك قوانين ناظمة ويجب ان يكون هناك حقيقة ضوابط لكي لا تتكرر مثل هذه الاساءات التي استفزتنا جميعا في الصميم فهي لم تستفز فقط المسلمين بل نحن ايضا كمسيحيين نشعر ان هذه الاساءات قد طالتنا جميعا وقد اساءت الينا جميعا مسيحيين ومسلمين.

*حاوره / سعيد شاوردي

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة