السفير الصيني لـ "تسنيم": الصين مستعدة دائماً للعمل مع ايران لتعزيز العلاقة الاستراتيجية


السفیر الصینی لـ "تسنیم": الصین مستعدة دائماً للعمل مع ایران لتعزیز العلاقة الاستراتیجیة

قال السفير الصيني في طهران ان بلاده مستعدة دائماً للعمل مع ايران بهدف تعزيز العلاقة الاستراتيجية المشتركة بين البلدين وهذا بصرف النظر عن التطورات والمتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة الدولية.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال سفير جمهورية الصين الشعبية، ان الصين وإيران شريكان استراتيجيان لبعضهما البعض، ولطالما كان لدى الجانبين تفاهم ودعم متبادل لبعضهما البعض. مضيفاً انه في السنوات الأخيرة، عمد البلدان في جو من الاحترام المتبادل، ومن موقف متساوٍ وقائم على المصالح المتبادلة، إلى تعميق وتوسيع التعاون العملي مع بعضهما البعض وتفاعلهما في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة بشكل متزايد.

واضاف، خلال المعركة الأخيرة مع انتشار فيروس كورونا، دعمت الصين وإيران، بعضهما البعض وتجسدت عملياً الصداقة العميقة بين البلدين، وهذا يشير الى ان العلاقات الصينية الإيرانية شيء طالما نظرت إليه بكين من منظور استراتيجي ومن زوايا بعيدة النظر، ووضعت توقعاتها عليه. وبصرف النظر عن التطورات الإقليمية والدولية ، كانت الصين على استعداد دائم للعمل مع إيران لتطوير وتعزيز شراكة استراتيجية شاملة.

وتابع السفير الصيني بالقول انه خلال زيارة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الأخيرة للصين، التقى بالسيد وانغ يي، عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، حيث أجرى الطرفان مشاورات معمقة حول العلاقات الودية بين الجانبين. مضيفاً ان العالم بأسره يشهد هذا العام تغيرات هائلة وغير مسبوقة في مواجهة هذه الظروف وسلسلة التهديدات والتحديات الجديدة التي ظهرت، مؤكداً ان الصين وإيران شريكان استراتيجيان شاملان لبعضهما البعض، مؤكداً على رغبة الصين في تعزيز علاقاتها وتعاونها في جميع المجالات، بما في ذلك التفاعلات الوثيقة في مكافحة انتشار الفيروس وغيرها.

وفيما يتعلق بآفاق سبل العلاقات الثنائية المستقبلية بين البلدين خاصة ان العام المقبل (2021) يصادف كونه الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الإيرانية الصينية قال: إن تاريخ العلاقات الودية بين الصين وإيران، والمحميات الثقافية العميقة للبلدين، والتعاون الوثيق والصادق في أيام المواجهة ضد انتشار فيروس كورونا، فضلاً عن المواقف المماثلة للبلدين في الشؤون الدولية، والتي تضفي قوة لا نهاية لهذه العلاقات وتطورها الجديد. مؤكداً ان بكين تريد أن نواصل هذا التقليد الطيب في علاقاتنا مع إيران، وعلى هذا الأساس حافظنا في جدول أعمالنا على زيادة الثقة المتبادلة، والارتقاء بالتعاون البراغماتي، والارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات جديدة.

وحول رد فعل الصين إذا فرضت الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على إيران خاصة عقب فشلها في تفعيل آلية الزناد في أجواء مجلس الأمن الأخيرة، وتهديدها لحلفاءها بفرض عقوبات أخرى على البنوك الإيرانية التي سهلت استيراد الغذاء والدواء قال تشانغ هوا: من خلال تجاهل الولايات المتحدة للأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وانتهاك القواعد الحالية للقانون الدولي، غالبًا ما تستخدم تدابير أحادية الجانب مثل الحصار الاقتصادي والعقوبات المالية وغيرها من الوسائل لاتخاذ إجراءات قسرية أحادية الجانب ضد دول أخرى.

وأضاف: يبدو أن مثل هذه الأساليب تشكل هجومًا خطيرًا على النظام السياسي والاقتصادي الدولي وهيكل الحكومة للعالم، وتتسبب بطبيعة الحال في إلحاق أضرار جسيمة بعملية التنمية والقدرة على تحسين معيشة الناس في البلدان الخاضعة للعقوبات. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الإجراءات لها تأثير على إهمال الحقوق الأساسية للبشر الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن والمعوقون. وفي السياق الحالي الذي تكافح فيه جميع أنحاء العالم انتشار فيروس كورونا، فان التحرك الأمريكي أحادي الجانب، بالإضافة إلى تقييد نقل معدات مكافحة الفيروسات، وعملية التعافي، وعودة الأعمال إلى وضعها الطبيعي في الدول الخاضعة للعقوبات في فترة ما بعد كورونا، واجهت العديد من المشاكل وهددت بشكل مباشر صحة وحياة الناس في هذه البلدان، وألحقت أضرارًا بالغة بحقوق الدول وخاصة الضعيفة.

وأكد السفير ان الصين لطالما عارضت دائمًا العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، وما يسمى بـ "التطاول" والتدخل الأمريكي في شؤون الدول الأخرى. في غضون ذلك لا شك في أن التعاون الطبيعي لمختلف أعضاء المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين مع إيران هو خطوة منطقية وشرعية في إطار القانون والأنظمة الدولية، ويجب حمايتها واستمرارها واحترامها.

وحول موضوع الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومستقبل العلاقات بين بكين وواشنطن في حال فوز بايدن قال: الانتخابات الأمريكية هي مسألة داخلية ولا نعلق عليها. لكن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة ثابتة. في حالة الولايات المتحدة، نحن ملتزمون بمبادئ عدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، بينما نحمي في نفس الوقت سيادتنا وأمننا ومصالحنا في التنمية. هذه السياسة لم تتغير، ولكن في نفس الوقت ندعو الولايات المتحدة إلى النظر إلى علاقاتها مع الصين بطريقة محايدة وعقلانية.

وعن مستقبل العلاقات الإيرانية الصينية إذا فاز ترامب قال: شددت الصين مرارا على أنه بغض النظر عن اتجاه التطورات الدولية والإقليمية، فإنها ستولي دائما أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع إيران، ونريد بذل جهد مشترك مع إيران، مع زيادة تعزيز - الارتقاء بعلاقاتنا وتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتحقيق سعادة البلدين والشعبين من خلال تعميق التعاون والتفاعل بيننا.

وفيما يتعلق بالتدريبات العسكرية الصينية الأخيرة على الساحل الشرقي واحتمال حدوث صراع عسكري بين الصين والولايات المتحدة تحت ذريعة تايوان قال السفير: شهدنا في الآونة الأخيرة، استمرار الإجراءات السلبية لبعض القوى الكبرى بشأن قضية تايوان، والتي بعثت بإشارات خاطئة جدًا إلى حركة "تايوان الانفصالية عن الصين" والتي رافقها تهديد خطير للاستقرار والسلام في منطقة تايوان وبحر الجنوب، مضيفاً ان تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي المقدسة للصين، وكانت أنشطة الدوريات والتدريبات التي يقوم بها الجيش الصيني في المنطقة خطوة ضرورية في معالجة القضايا المتعلقة بأمن مضيق تايوان وحماية وحدة أراضي البلاد. مركداً انه وفي أي وقت، سيتخذ الجيش الصيني بمستوى عالٍ من اليقظة ، جميع التدابير اللازمة ويعارض بحزم جميع الأعمال الاستفزازية لـ "انفصال تايوان عن الصين" وتفكك البلاد من أجل الدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي.

وتابع بالقول ان قضية منطقة تايوان تعد من أهم القضايا وأكثرها حساسية في العلاقات الصينية الأمريكية، ومبدأ "الصين الواحدة" هو الأساس السياسي للعلاقات بين البلدين. إن ما فعلته الولايات المتحدة هو انتهاك خطير لالتزاماتها تجاه منطقة تايوان. ونحن ندعو الولايات المتحدة لوقف جميع التبادلات الرسمية والاتصالات مع منطقة تايوان أو تعزيز علاقاتها مع منطقة تايوان، وفقا لمبدأ "الصين الواحدة" وأحكام البيانات المشتركة الثلاثة للصين والولايات المتحدة، وتوخي الحذر في التعامل مع منطقة تايوان حتى لا يتضرر التعاون الصيني - الأمريكي في القضايا الهامة وألا يتعرض السلام والاستقرار في مضيق تايوان للخطر.

وعن مساعي الصين الشعبية في الآونة الأخيرة لانتاج لقاح ضد فيروس كورونا وانضمامها رسميًا إلى برنامج تسهيل الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد- 19 من خلال توقيع اتفاقية مع الاتحاد العالمي للتطعيم قال تشانغ هوا: يوجد ما مجموعه أربعة لقاحات صينية ضد فيروس كورونا حاليًا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. وفي 8 أكتوبر، انضمت الصين رسميًا إلى برنامج التطعيم العالمي لتسهيل برنامج وصول اللقاح الى العالم من خلال توقيع اتفاقية مع رابطة التطعيم العالمية (Gavi). مؤكداً ان هذه الخطوة هي استمرار لالتزام الصين بفكرة وحدة الصحة الجماعية العالمية والتزامها بتطوير اللقاح كمنتج عالمي مشترك، والذي لقي ترحيبا واسعا ودعمًا إيجابيًا من قبل منظمة الصحة العالمية والرابطة العالمية للتطعيم والاتحاد الأوروبي وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي.

وأضاف السفير انه في الوقت الحالي، لا يزال تهديد فيروس كورونا على المستوى العالمي ويهدد بشكل خطير سلامة الحياة والصحة الجسدية للناس في مختلف البلدان. يحيث عد ضمان توافر اللقاحات بشكل آمن وفعال في البلدان النامية أحد القضايا التي لطالما كانت مصدر قلق للصين. حيث تلتزم الصين بجعل اللقاح منتجًا عالميًا ذا أولوية للبلدان النامية. مؤكداً ان هدف الصين من الانضمام إلى البرنامج لتسهيل الوصول العالمي إلى اللقاح هو متابعة قضية التوزيع العادل للقاح من خلال تدابير عملية، لضمان توفير اللقاح للبلدان النامية ، وتشجيع المزيد من البلدان على دعم البرنامج. وعلى أي حال، ستلعب الصين مع دول أخرى دورها على الساحة العالمية لمكافحة انتشار فيروس كورونا وحماية سلامة الحياة والصحة الجسدية لشعوب البلدان المختلفة.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة