الامام الخامنئي يؤكد على ضرورة اتخاذ قرارت صارمة لمكافحة فيروس كورونا


الامام الخامنئی یؤکد على ضرورة اتخاذ قرارت صارمة لمکافحة فیروس کورونا

أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، اليوم السبت،على ضرورة اتخاذ قرارت صارمة لمكافحة فيروس كورونا وأوصى جميع الأجهزة والمؤسسات الحكومية بتنفيذ القرارات التي تتخذها اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا.

وخلال استقبال اعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا اعرب قائد الثورة الاسلامية عن تقديره لجهود اللجنة، مؤكدا على ضرورة ادارة الازمة على افضل وجه ممكن لانها تمس ارواح وصحة وامن واقتصاد الشعب، وضرورة اتخاذ قرارات حازمة وسيادية واقناع الرأي العام وتعاون جميع الاجهزة وكل المواطنين لمواجهة الاوضاع المؤسفة لتفشي جائحة كورونا التي تعم العالم كله.

وأشاد سماحته باداء اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا واللجان التابعة لها معتبرا اداء الكادر العلاجي والصحي متألقا وقادرا وهو بمثابة الجهاد في سبيل الله مؤكدا على أن مهمة سلامة وصحة الشعب يجب ان تكون الاصل والاولوية في اتخاذ القرارات.

وأضاف، ان الرقابة الصارمة على نقاط دخول البلاد ، وتقييد حركة المرور بين المدن غير الضرورية إلى جانب إقناع الناس والتطبيق الصارم لحركة أسطول النقل ، هي من مصاديق القيود التي تتحمل مسؤولية تنفيذها والإشراف عليها مجلس الامن القومي وقوات الامن الداخلي .

وقال قائد الثورة الإسلامية، إن الغرض من الاجتماع الذي عُقد بدعوته هو البحث في "الحالة المؤسفة لمرض كورونا في البلاد، ومضاعفة الجهود والمبادرات الجديدة في التصدي لهذا الفيروس". وأوضح الإمام الخامنئي خلال اللقاء الذي عقد صباح اليوم أن "أصل هذه القضية (الوباء) وكذلك ذروتها الخريفية هي حالة عامة في جميع أنحاء العالم ولا تقتصر على إيران".

وأشار الإمام الخامنئي إلى أنماط الإدارة في التصدي لهذا الفيروس في دول مختلفة، ففي بعض الدول، مثل أمريكا، كانت هناك "أسوأ إدارة... يجب أن نسعى إلى أفضل إدارة للعبور من الأزمة المرتبطة بحياة الناس وصحتهم وأمنهم واقتصادهم". بناء على ذلك، رأى سماحته أن الشروط لممارسة الإدارة الصحيحة في التصدّي لكورونا هي: "اتّخاذ القرارات الحكوميّة الحاسمة، وإقناع الرأي العام، والتعاون بين الأجهزة كافة، وأيضاً تعاون الشّعب"، مستدركاً: "هذا التعاون لا ينحصر في التصدّي للفيروس، بل يجب أن يسري على سائر القضايا خاصة السياسيّة، لأنّ البلد الذي يملك شعباً قويّاً ونظاماً حديث النشأة وفكراً جديداً سيواجه بصورة طبيعية قضايا مهمّة في الساحتين العالميّة والداخليّة".

وعرّج قائد الثورة الإسلامية على الجوانب الأخرى لاتّخاذ القرار بشأن هذا المرض واحتمال التعارض بينها، فقال: "بما أن الجوانب الأمنية والاقتصادية نابعة أيضاً من هذا المرض، فإن المبدأ والأولوية في اتخاذ القرار هما صحة الناس وسلامتهم".

في السياق، ثمّن الإمام الخامنئي إجراءات "الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا"، واصفاً أداء الفرق الطبية والصحية بالمتألق وأنه "جهاد في سبيل الله". كما قدّم توصيات إلى المسؤولين في الهيئة أولها "الحاجة إلى إقامة جبهة خلفية تضم سلسلة مراكز عملياتية لتنفيذ قرارات الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا وللرقابة على تنفيذها". 

وكان ضمن توصيات سماحته أن يصدر "كلام موحّد من اجتماع الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا، والأنظمة الصحية، مع تركيز وزارة الصحة على تحديد مصاديق التقييدات"، وأيضاً العمل على "التثقيف العام حول أسباب التفشي وطرق الوقاية، بالاستفادة من القدرات الشعبية والمساجد ووسائل الإعلام"، وليس أخيراً "الموافقة على الغرامات المتشددة بحق المخالفين للإجراءات الصحية".

وفي إشارة إلى الظروف المعيشية الصعبة لبعض الأشخاص والمصالح مع تنفيذ الغرامات المتشددة، قال الإمام الخامنئي: "يجب على الحكومة أن تنظر في حُزم الدعم، كما ينبغي للخيّرين والناس دخول الميدان وتقديم المساعدة إلى هؤلاء الأشخاص، لأن هذا من أفضل الأعمال ووسائل التقرّب إلى الله".

كذلك، أثنى قائد الثورة الإسلامية على جهود الباحثين في الحصول على الأدوية ولقاح ضد كورونا، لافتاً إلى وجود عدد كبير من المتطوعين في الأشهر الأولى من تفشي المرض وخدماتهم الفعّالة، مثل مساعدة المُمرضات وتعقيم الطّرقات ومساعدة كبار السن. كما شدد على المُضيّ في هذه الأنشطة، داعياً "المتطوّعين المخلصين والشباب المؤمنين والصالحين للدخول إلى الميدان من جديد".

الإمام الخامنئي تحدث عن حال بعض المتعطلين عن العمل بسبب كورونا خاصة من ليس لديهم تأمين ضد البطالة، وقال سماحته إن "مؤسسة الضمان الاجتماعي مُلزمة باتخاذ إجراءات لحل هذه المشكلة... إقدام الخيّرين في هذه القضية هو من أفضل الإنفاق (في سبيل الله)". مع ذلك، أكّد قائد الثورة الإسلامية أن "الدعاء والتوسّل والاستغفار من أجل دفع البلاء له أهميّة إعجازيّة"، موضحاً: "كلّ ما ذكرناه في التصدّي لكورونا هو بحكم الأداة، ومن يضخّ الرّوح في الأدوات هو الله عزّ وجل. ينبغي استجلاب نظرة اللطف الإلهيّة التي شملت دوماً الشعب الإيراني، وذلك بالتضرّع والدعاء لتخطّي هذا المنعطف".

من جهة أخرى، تحدث سماحته عن "أعمال عظيمة يجري تنفيذها في البلاد، وبفضل الله، لم تستطع أي أزمة إيقاف الجمهورية الإسلامية، لكن يجب إزالة هذه العوائق التي تتسبب في تباطؤ الحركة، في أقرب وقت ممكن".

وفي جزء آخر من كلمته، نبّه إلى التعاون بين الشعب والأجهزة الحكومية، لافتاً إلى بعض الانتقادات بحق المسؤولين، بالقول: "قد يكون لديكم النقد الصحيح، انتقدوا، فلا إشكال في ذلك، لكن النقد يختلف عن الإهانة وهتك الحُرُمات، لأن مثل هذه التصرفات هي من أساليب الأمريكيين الذين فضحوا أنفسهم في العالم خلال المناظرات وفي الصحافة، لدرجة أن أحد شخصيّاتهم السياسية البارزة قال إن العالم ينظر إلينا بقلق وإذلال". في المقابل، رأى قائد الثورة الإسلامية أن "أسلوبنا إسلامي وقرآني، أي أنّ النقد موجود، ولكن لا تُهتك الحرمات".

وقبل كلمة قائد الثورة الاسلامية قدم رئيس الجمهورية حسن روحاني، تقريرا عن الاجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا في البلاد خلال الاشهر الثمانية الماضية.وقال ، بغية مكافحة هذا الفيروس لا سبيل امامنا سوى التزام الضوابط الصحية والوقائية.

واضاف: انه كمرحلة الحرب المفروضة (1980-1988) حيث لم يسمحوا لنا بشراء المعدات الحربية، ففي بداية تفشي فيروس كورونا ايضا لم يعطنا احد المعدات اللازمة مثل عدة التشخيص (Kit) واجهزة التنفس الاصطناعي وامكانيات ومعدات غرف العناية المركزة (آي سي يو) وحتى الكمامات الا انه وبالاعتماد على الشركات المعرفية تمكنا سريعا من انتاج هذه المعدات والان لا مشكلة لدينا في هذا المجال.

وتابع الرئيس روحاني: لقد اتضح لنا خلال قضية كورونا مدى اهمية الاعتماد على الطاقات والامكانيات الداخلية وعدم النظر الى ايدي الاخرين وادركنا بانه علينا في الايام العصيبة الوقوف على اقدامنا لان الاخرين لا يمدون لنا يد المساعدة حتى في القضايا المتعلقة بحقوق الانسان والصحة والعلاج وانقاذ ارواح البشر رغم انهم يرفعون شعار ذلك.

واشار رئيس الجمهورية الى الاختلاف في طبيعة الفيروس الراهن والفيروس الذي كان متفشيا في البلاد خلال شباط الماضي واضاف: ان وزارة الصحة وكذلك الاخصائيون يقولون بان فيروس الاشهر الاخيرة هو فيروس الطفرة الاوروبية الذي تبلغ سرعة وقدرة انتقاله 9 اضعاف السابق.

ووجه الرئيس روحاني العتاب لبعض المواطنين الذين لا ياخذون التوصيات القانونية على محمل الجد واضاف: انه تم الاخذ بنظر الاعتبار فرض قيود مشددة في المناطق الموبوءة بصورة عالية والمراقبة اللازمة للحيلولة دون خرق الحجر الصحي من قبل المصابين وفرض غرامات قانونية على المخالفين.

وقال: اننا بحاجة الى الدعم من قبل المساجد والتعبئة الشعبية للمساعدة باعداد وتوزيع الحاجات الضرورية للافراد الذين يكونون في الحجر الصحي.

كما تحدث رئيس الجمهورية عن تمويل ابحاث الدواء واللقاح للفيروس ومساعدات الحكومة للاسر المحتاجة في فترة كورونا.

وخلال اللقاء تحدث وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي سعيد نمكي، ووجه الشكر لسماحة قائد الثورة الاسلامية لدعمه المنقطع النظير لجهود جميع المسؤولين وجهاد الكوادر الصحية والطبية في مكافحة كورونا وقال: لقد خصصنا نصف اسرة "آي سي يو" في المستشفيات لمرضى كورونا الا اننا في الوقت ذاته لم نترك اي مريض اخر بحاجة الى مثل هذه الاسرة.

واضاف: انه في اي مكان من العالم لا يمكن السيطرة على وباء متفش بالرجاء والتوصية بل لابد من فرض ضوابط وتشديد القيود القانونية للسيطرة على هذا المرض.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة