محلل استراتيجي عراقي لـ "تسنيم": ما تقوم به أمريكا في العراق نوع من توفير ذرائع للبقاء

محلل استراتیجی عراقی لـ "تسنیم": ما تقوم به أمریکا فی العراق نوع من توفیر ذرائع للبقاء

أكد المحلل الاستراتيجي العراقي ورئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية "هاشم الكندي" ان ما تقوم به أمريكا في العراق هو نوع من توفير ذرائع للبقاء وتصرفات خارج السياقات السياسية.

فيما يلي نص الحوار:

تسنيم: ما مدى جدية حديث البعض عن ان أمريكا تحاول البحث عن ذرائع لشن هجمات عسكرية على بعض الأهداف في العراق في المدة المتبقية من ولاية ترامب من خلال اتهام بعض الفصائل العراقية على انها تقف وراء الهجوم على السفارة الامريكية والمنطقة الخضراء في الآونة الأخيرة؟

الكندي: إدارة ترامب تحاول أن تثبت أن هناك تهديد يمس قواتها أو دبلوماسييها في العراق من خلال افتعال بعض الاعمال التي تستهدف السفارة واتهام فصائل المقاومة الاسلامية فيها وهذا يقنع الداخلي الامريكي اولاً، وثانياً غطاء لما تقوم به من تعزيز قواتها في العراق وبما تقوم به من اعمال خارج الاعراف الدبلوماسية وايضا يبعد الحديث عن المطالبات باخراج القوات الامريكية ولعل هذا الحديث يتجدد مع ذكرى استهداف الشهداء القادة سليماني والمهندس والامريكان يعرفون أن خلال هذه الايام ستكون هناك حملة كبرى على كل المستويات لاحياء ذكرى استشهاد القادة وللمطالبة . لذلك استبقت هذه الامور بهذه التصعيدات وهي تريد ان تخلق الاجواء بأن بقائها في العراق له مبررات لحماية دبلوماسييها ويريدون اعطاء مشروعية للبقاء وايضا ابقاء التلويح والتهديد ضد فصائل المقاومة على اعتبار بأنه يوفر ذريعة للأمريكان بأي يعدوان .

ربما ادارة ترامب في وضع ليس سهل امام الادارة الجديدة لبايدن وايضا مسائلات في الداخل الامريكي، هناك ضغط اسرائيلي واماراتي وسعودي لدفع ادارة ترامب  للقيام بعمل عسكري ضد فصائل المقاومة في العراق وبالتالي ما تقوم به أمريكا هو نوع من توفير  ذرائع للبقاء وتصرفات خارج السياقات السياسية للابقاء على مستوى عالي من التهديد يكون مبررا لأي عدوان وابقاء التوتر قائماً.

تسنيم: لماذا تحاول أمريكا اتهام بعض الفصائل العراقية بحادث الهجوم الأخير على المنطقة الخضراء رغم نفي الفصائل مشاركتها بمثل هذا الهجوم؟

الكندي: الاصرار الامريكي على الاتهامات رغم ان هناك بعض الخيوط تشير الى ان امريكا تقف وراء هذه الاستهدافات حقيقة الامر يريد الامريكان ان يبعدوا البيئة الحاضة للمقاومة العراقية، هم اليوم يطعنون المقاومة ومطالبها من خلال الايحاء ان المقاومة تعمل خارج السياقات وتعمل خارج التعهدات وتعمل خارج ما تريده الحكومة العراقية. امريكا تريد ان توحي بان المقاومة تهدف الى الاصطدام وليس هدفها خروج الاحتلال حتى يكون هادىء مستقر بل انها تريد ان تصور ان المقاومة التي تسعى الى الصدام والاعمال العدائية واعمال المقاوم هي هجومية وليس دفاعية لهذا تريد ان تبقى التهديدات ضمن هذا السياق ونشاهد بعد كل فعل غير واضح المعالم ربما تكون الاصابع الامريكية حاضرة فيه تنطلق الماكينة الاعلامية الامريكية  والمرتبطة بها لتوجيه الاتهامات الى المقاومة وهم يريدون ان يضعوا المقاومة وجمهورها في خانة التبرير وليس المطالب بخروج الامريكان. 

تسنيم: هل تعتقد ان الإدارة الامريكية من المحتمل ان ترتكب حماقة واتهام إيران بحجة ان طهران تدعم فصائل المقاومة المناهضة للوجود الأمريكي في العراق؟

الكندي: الاتهامات الامريكية للجمهورية الاسلامية بشأن الاعمال التي تستهدف أمريكا في العراق، هو يراد منه أولا بما يسمى مبدأ شيطنة ايران وتبرير الذرائع لما تقوم به أمريكا خارج القانون الدولي والانساني من عقوبات تفرض على ايران ضمن مسعى أمريكي لفرض ما يسمى بصورة النظام المارق على الجمهورية الاسلامية. أمريكا تحتاج هذا الامر لتوجيه الانظار نحو أن المقاومة العراقية تعمل بأوامر خارجية وأنها أداة طهران ضد أمريكا وتريد أمريكا ان تعطي صورة ان المقاومة العراقية لا تنطلق من منطلقات الدفاع عن شعبها وبلدها وتصور ان هذه المقاومة هي اداة للقتال نيابة عن ايران. هم لا يريدون ان يعرف العالم ان ايران داعمة لحركات المقاومة ولكن ليست محركة لها وليس آمرة لها بل هي داعمة لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال والاستكبار.

تسنيم: هل تستطيع أمريكا من خلال أي عمل عسكري ثني الشعب العراقي وفصائله عن المطالبة بخروج القوات الامريكية من العراق بعد ان أصبحت هذه المطالبة برلمانية وشعبية ام ان مثل هذا الاجراء سيزيد الضغوط على القوات الأمريكية المتواجدة في العراق؟

الكندي: التهديدات التي تطلقها امريكا باستهداف فصائل المقاومة لن تثني الشعب العراقي والمقاومة الاسلامية التي هي مستعدة لجميع الاحتمالات وفي حال اقدمت امريكا على اي فعل عدوان على الفصائل فإن هذا الفعل سوف يرجع بالوبال على امريكا باعتبار ان هذا الفعل لن يجعل العراقيين يسكتون بل سيكون منطلقا لمطالبات اكبر ضد الامريكان.

كان الامريكان يتصورون استهداف القادة الشهداء اسكاتاً لاصوات المقاومة ولكن بعد ذلك اتضح للأمريكان ان الردود الرسمية والبرلمانية والشعبية التي كانت الاقوى. وكان القرار الابرز والاقوى المطالبة البرلمانية بخروج الامريكان بالإضافة الى التظاهرة المليونية. وبالتالي اي فعل احمق سينعكس بصورة اكبر على الامريكان  ولعله سيتسع به نطاق المقاومين في المجالات كافة وفي تلك الحال لربما سنشهد افعال تعيد الى الاذهان حصار السفارة الامريكية وتظاهرات وتحركات على المستوى السياسي والشعبي اعلى بالمستويات وهنا لن تجد امريكا حتى من ادواتها السياسية من سيقف عائقا او صامتاً تجاه عدواناتها.

تسنيم: ما هو الثمن الذي ستدفعه أمريكا وحلفائها في المنطقة خاصة الكيان الصهيوني في حال اقدام واشنطن على أي عمل عسكري تجاه محور المقاومة؟

الكندي: في حال قيام امريكا عدوان في المنطقة سواء كان على فصائل المقاومة في المنطقة او في سوريا او في لبنان او في مكان آخر على اعتبار ان استهداف الجمهورية الاسلامية بشكل مباشر هو امر بعيد الاحتمالات وايضا الامريكان يحسبون لهذا الامر الف حساب والامريكان يعلمون ان رد الجمهورية الاسلامية لن يكون ردا محدودا من حيث النطاق والقوة والاسلحة المستخدمة. وهنا ابعد السيناريوهات ان تقدم امريكا على استهداف فصائل المقاومة ولعل الاستهداف الاكبر ان يكون في العراق وسوريا.

الفصائل العراقية من خلال التأكيدات اتخذت قرار مواجهة اي عدوان امريكي واعدت العدة لهذه المنازلة . نعم من الممكن ان تكون الضربة الامريكية قوية ومؤذية لفصائل المقاومة الاسلامية ولكن يقينا وهذا ماتعرفه امريكا ان رد المقاومة سيكون مزلزلا لان المقاوم اعدت لهذا الامر باسلحة جديدة ودقيقة ومنها الصواريخ الباليستية والبعيدة المدى والطائرات المسيرة القاصفة التي يعرف الامريكان جيدا قدرة المقاومة الاسلامية وامكانياتها وكيف تطورت كثيرا وبصورة كبيرة خلال الاعوام القليلة الماضي هذا اولا.

وايضا على مستوى ما اعلنته المقاومة العراقية بأن الرد سيشمل منطقة غرب اسيا وان هذا الامر جرى تأكيده في اكثر من مرة وهذا ما يقلق الامريكان لان قواعدهم ومصالحهم في المنطقة تحت مرمى نيران المقاومة الاسلامية والامريكان يعلمون ان المقاومة الاسلامية قادرة على استهداف كل المصالح الامريكية في المنطقة . الامريكان يشخصون ضرب ارامكو التي استهدفها انصار الله في اكثر من مرة وتسببت في انعكاسات كبيرة على الامريكان سياسيا واقتصاديا وهم يخشون ان تكون هناك ضربات مشابهة ربما اكبر يكون تأثيرها على هيبة امريكا بل سيعجل من انتهاء من وجود امريكا في المنطقة اجمع ولعله هذا اليوم هو الشعار الذي يرفع من قبل فصائل المقاومة كرد وثأر للشهداء القادة.

وبالتالي الامريكان يدركون ان قرار ضرب فصائل المقاومة هو امر بيد الامريكان توقيتا ومساحة ونوعا وحجما وقوة ولكنهم ويعلمون جيدا ان الرد سيكون بيد محور المقاومة بكل فصائله وقواته و ان هذا الرد لا يمكن ان تتحمله امريكا في المنطقة تحديدا عندما تتعرض كل مصالح امريكا التي هي تحت مرمى فصائل المقاومة . فإن الامريكان لن يتمكنوا من تحمل عددا كبيرا من الضربات وهذا ربما سيخل بهيبة امريكا وقوتها وتواجدها في المنطقة بصورة عامة وستجد نفسها غير قادرة على حماية تواجدها ومصالحها فكيف يثق بها من يتصور ان امريكا تحميها كل هذه الحسابات قائمة وحاضرة عند الامريكان لذلك خيار الضربة المباشرة او اي عدوان امريكي هو خيار بعيد ولكن الامريكان يبقون حالة التصعيد والتوتر كجزء ايضا من استنزاف الممالك الخليجية وحلبها كما يؤكد ترامب في اكثر من مرة ولكن خيار المواجهة مستبعد لما يعرفه الامريكان من جهوزية واستعداد محور المقاومة على الرد وردع الامريكان في ممارسة اي عدوان جديد.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة