حركة حق : دماء الشهيدين سليماني و المهندس عززت مسار المقاومة وألهبت مشاعر الملايين

اكد المتحدث باسم حركة الحريات والديمقراطية (حق) المعارضة في البحرين عبد الغني الخنجر في مقال خص به وكالة تسنيم الدولية للانباء ان دماء الشهيدين قاسم سليماني و ابومهدي المهندس عززت مسار المقاومة وألهبت مشاعر الملايين،لتضع نصب عينيها هدفاً استراتيجياً هاماً أعلنه محور المقاومة، وهو إخراج القوات الأمريكية من المنطقة.

فيما يلي نص المقال:

مضى عام كامل على الجريمة الوحشية الجبانة التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية عندما أقدمت على اغتيال القائدين الكبيرين الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والحاج أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق. عام مضى والعالم، منذ فجر الثالث من يناير 2020م، يترقب تداعيات الجريمة، حيث شكلت منعطفاً هاماً في الصراع الدائر بين جبهة محور المقاومة وجبهة محور الشر الصهيوأمريكي في المنطقة، هذا المنعطف الهام شكل انطلاقة جديدة لمضامين المقاومة ومقارعة الاستكبار العالمي، والتي تبلورت أسسها عبر الثورة الإسلامية التي فجّرها الإمام روح الله الخميني ( رض ) في مطلع عقد الثمانينات، وهذه الانطلاقة غذّت، وحتّى اليوم، شرياناً مقاوماً ممتداً من فلسطين مروراً بسوريا ولبنان والعراق وأفغانستان، ليصل لكل الأحرار المناصرين لمحور المقاومة في العالم، فدماء سليماني و المهندس عززت مسار المقاومة وألهبت مشاعر الملايين، لتضع نصب عينيها هدفاً استراتيجياً هاماً أعلنه محور المقاومة، وهو إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، هذا الهدف الذي سيجد طريقه إلى الواقع، مهما طالَ الوقت، في ظل تظافر قوى محور المقاومة، التي تملك كلّ الإمكانات الكفيلة بتغيير وجه المنطقة، وبما يعيد الأمل لشعوبها، وهو هدف تعني نتيجته، في نهاية المطاف، إيقاع الهزيمة المرّة على الولايات المتحدة وطردها من المنطقة وقطع دابر ذيولها، وبالتالي تمهيد الطريق لتحرير فلسطين المحتلة.

وفي خضم كل هذه الأحداث الكبرى والصراع الممتد؛ كانت ولا زالت تبرز قرونٌ للشيطان، تمثلها حكومات عربية مارقة، باعت كلّ قيم الأصالة والعروبة والدين من أجل إبقاء سلطتها وشرعيتها المزورة على الحكم، هذه الشرعية التي تستمدها من القواعد الأمريكية والتآمر على المقاومين والشعوب من فلسطين إلى لبنان، مرورا باليمن والعراق، فأضحى بيع فلسطين بثمن بخس أهم ما يميز عرّابي التطبيع، وأضحى هؤلاء ودون أي خجل متهافتين على التحالف والتطبيع من كيان العدو الإسرائيلي، وكانوا ولازالوا شركاء في الجرائم التي ارتكبت وتُرتكب منذ عقود.

هذه الأحداث، وفي ظل قطار التطبيع السّريع؛ شكلت فرزاً هاماً تاريخياً، وهذا الفرز يمثل استكمالا لتداعيات المخاض العسير الذي مرت به المنطقة بعد انطلاق الثورات العربيّة في العام ٢ ١١م، وهو فرزٌ قد يبدو في ظاهره شراً مستطيراً، ولكنه سيحمل بوادر الأمل الكبرى للتغيير وترجيح كفة جبهة المقاومة التي تمتد عبر العالم العربي والإسلامي.

في هذا السياق، فإنّ فلسطين - التي شكلت بوصلة الصراع لعقود طويلة – عادت إلى الواجهة بعد أن حاول أعداؤها حرْف بوصلة الصراع عبر اختلاق اصطفافات فئوية وعرقية ومذهبية، وأعداء وهمين، وبما يصبّ في سياسة إذكاء جذوة الاقتتال العربي العربي والإسلامي الإسلامي ، في الوقت الذي تنعم فيه تل أبيب بالاستقرار، وتتحوّل من عدو لدود إلى حليف استراتيجي، وهو جزء من الأهداف التي تمّ التخطيط لها على امتداد هذا الصراع، فالهدف الرئيسي هو أن تنتهي قضية فلسطين، وأن يرضخ الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية للاستسلام، وعلى وقْع محيطٍ عربي وإسلامي يعاني من الاقتتال والتفرق والتمزّق.

في المقابل، كانت مساعي محور المقاومة، وبجهود لافتة من الجنرال قاسم سيلماني؛ تصبُّ في مسار واحد هو تعزيز المقاومة الفلسطينية وكل قوى وفصائل المقاومة في المنطقة، واعدادها لمواجهة العدو الصهيوني ودحر المؤامرات الأمريكية والتصدي للقوى الظلامية المتطرفة التكفيرية.

أمّا الولايات المتحدة - وعبر رئيس أمريكي هو الأسوأ من كلّ الرؤساء الذين تسيدوا البيت الأبيض – فقد انحازت، بوضوح كامل وبلا حدود، لكيان العدو الصهيوني، وفي ذات الوقت لم تكف الإدارة الأمريكية عن ممارسة الابتزاز تارة والإرهاب المنظم تارة أخرى ضد عدد من دول العالم، لتُظهر أمريكا بذلك وجهها الحقيقي للعالم، وبأنها قوة غاشمة لا تعمل إلا على تعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية ، وحماية ربيبتها إسرائيل، وبوسائل شريرة عبر ممارسة التنمر والاغتيالات ونهب مقدرات الشعوب ودعم الحكومات الدكتاتورية المتخلفة، ونشر الحروب والتمزقات في الأمة، وإركاع الدول التي ترفض السير في فلك القطب الصهيوأمريكي، وتجويع شعوب تلك الدول، بغية تغيير أنظمتها من أنظمة مستقلة حرة إلى أنظمة تخضع للهيمنة الأمريكية. هذه هي حقيقة أمريكا، التي يتصدى لها محور المقاومة في المنطقة، فأمريكا التي تساند قتل اليمنيين، هي ذاتها التي احتلت العراق، ودعمت حروب الكيان الصهيوني ومجازره ضد الشعوب العربية والإسلامية.

بعد عام على اغتيال الفريق الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، بات من الضروري أن تستنهض كلّ الأمة إرادتها ببركة هذا الدم الطاهر، وأن تأخذ منه الدروس والعبر للمضي في ذات الطريق، وليروي هذا الدم الطاهر منهجا ثابتا وممتدا للمقاومة، هذه المقاومة الاستثنائية التي أضفى عليها الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المنهدس رونقاً غير اعتيادي ومليء بالطهارة والإبداع والانتصار، وكما هو الحال مع دماء الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي، وسيد عباس الموسوي التي ألهمت الأمة وفتحت آفاق الانتصارات.

إنّ دماء شهداء قادة النصر أصبحت، وبلا شك، منهجا يستقطب الأجيال لمواصلة الطريق، وهو منهجٌ يمتلك اليوم، بفضل دماء الشهداء القادة، رسوخا وعنفوانا يتصل بالسّماء، وهذا هو ضمانة استمرار طريق الشهداء القادة، دون انقطاع أو تراجع، وإلى أن تحين لحظة النصر الموعود.

انتهى/