الكسواني: التطبيع شجع الاحتلال على ارتفاع وتيرة الانتهاكات

الکسوانی: التطبیع شجع الاحتلال على ارتفاع وتیرة الانتهاکات

اكد الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الاقصى المبارك ان القدس أسيرة وبحاجة لدعم عربي وإسلامي لإنقاذها من الخطر لافتا الى التطبيع شجع الاحتلال على ارتفاع وتيرة الانتهاكات.

وأكد الشيخ الكسواني  أن مدينة القدس تقع تحت الأسر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا الأسير يستحق أن يزار من كل الدول العربية والاسلامية عن طريق البوابة الفلسطينية، وأن يتم تقديم الدعم له من أجل الحفاظ على ما في داخل يد هذا الاسير (القدس) وهو المسجد الاقصى المبارك، مشدداً على أن زيارة هذا الأسير عن طريق بوابة الاحتلال، فهو يمثل دعماً للاحتلال الإسرائيلي كما فعلت بعض الدول العربية التي طبعت علاقاتها مؤخراً مع الاحتلال.

وأوضح الشيخ الكسواني في حوار خاص مع وكالة "فلسطين اليوم"، أن الاحتلال الاسرائيلي ينفذ مخططاً في مدينة القدس يهدف لعزل المدينة عن بقية المدن الفلسطينية بهدف إفشال إمكانية تحقيق حل الدولتين ، ويعمل على التضييق على المقدسيين في البناء، ويزيد من وتيرة الاستيطان، ويدفع المقدسيين للخروج خارج حدود مدينة القدس، لإيواء أنفسهم بعد هدم منازلهم تحت حجج واهية.

وأشار إلى أن العام 2020 تم هدم أكثر من 500 منزل في مدينة القدس من قبل بلدية الاحتلال، وهذه العائلات شردت ما بين الاقامة لدى أقاربهم، وما بين السكن في خيام، لافتاً إلى أن بلدية الاحتلال تفرض رسوماً باهظة على البناء في القدس فوق قدرة المقدسي، الأمر الذي يدفعه للبناء من تلقاء نفسه على أرضه، ومن ثم تأتي بلدية الاحتلال بهدم البناء بحجة عدم الحصول على تراخيص، في المقابل تقوم بلدية الاحتلال بتسهيل كافة اجراءات البناء للمستوطنين، الذين يتلقون الدعم الكبير من جمعيات استيطانية ومن حكومة الاحتلال نفسها بهدف احلال مستوطنين مكان السكان الاصليين أصحاب الأرض والمقدسات.

ولفت إلى أن الاحتلال يعمل وفق مخطط مدروس، ويمارس التضييق والخناق على المقدسيين في مجالات عدة، حيث استغل جائحة كورونا، للتضييق على التجار المقدسيين ومنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى المبارك، بحجة ارتفاع الاصابات جراء جائحة كورونا، في المقابل يسمح لقطعان المستوطنين وشرطة الاحتلال باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، كما أن الاجراءات التي يتم تطبيقها في مدينة القدس هدفها التضييق على المقدسيين لأنها إجراءات لا تطبق في المدن المحتلة الأخرى ذات الأغلبية اليهودية.

في ذات السياق، أشار الشيخ الكسواني، أن الاحتلال والمستوطنين نفذوا ما يزيد عن 13 ألف عملية اقتحام للمسجد الاقصى المبارك، وأدوا الصلوات التلموذية ومسيرات استفزازية من أجل تكريس واقع جديد في الأقصى في ظل جائحة كورونا التي يتم منع المسلمين من أداء الصلاة.

وأضاف، أن التضييق ليس على المواطن المقدسي فحسب، وإنما يمتد إلى استهداف موظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى، سواء بالإبعاد لفترات طويلة تبدأ من 15 يوماً وتمتد لـ أربعة أو خمسة أشهر متتالية، من أجل ردع حراس الاقصى الذين يقومون بواجبهم بالدفاع عن إسلامية وعروبة المسجد الأقصى المبارك أمام المتطرفين الصهاينة وشرطة الاحتلال.

وشدد الشيخ الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك، خلال حديثه لـ "فلسطين اليوم"، أن سياسة الاحتلال التي ينتهجها ضد القدس والمقدسات وسياسة الابعاد والهدم والحصار للمسجد الأقصى والبلدة القديمة ، إلا أن هذا لن يغير من واقع المسجد الاقصى شيئا في أنه مسجد اسلامي عربي، ولن تمتنع تلك الاجراءات من قيام موظفي وحراس الاقصى والمقدسيين بالدفاع عن هذا المسجد لإسلاميته وعروبته. وأكد أن مساحة المسجد الأقصى البالغة 144 دونما، سواء فوق الأرض أو تحت الأرض هي كلها أرض تابعة للمسجد الأقصى وهي حق للمسلمين وحدهم ولا يقبل القسمة أو الشراكة مطلقاً.

التقسيم والمكاني

وشدد الشيخ الكسواني، على أن مخطط الاحتلال بفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بفضل الله وبصمود أهل بيت المقدس، وموظفي الاوقاف الاسلامية وموظفي حراس الاقصى المبارك في صمودهم اليومي الاسطوري، لن يتحقق بإذن الله، نظراً لإصرار الكل عل التواجد اليومي في داخل باحات المسجد الاقصى، مشدداً على ضرورة الاستمرار بشد الرحال بشكل دائم للمسجد الأقصى لقطع الطريق على الاحتلال وافشال هذا المخطط. وطالب كل فلسطيني وعربي يتمكن من الوصول للأقصى لشد الرحال وأداء الصلوات فيه بشكل مستمر. موضحاً أن أهل الأقصى والقدس هم حماة له، وهو حق خالص للمسلمين ولن يستغل ولن ينجح أي مشروع تقسيم زماني ومكاني، حتى في ظل اقتحام الاحتلال صباحا ومساء للأقصى، ورغم كل هذه الاجراءات والاقتحامات التي ترعاها شرطة الاحتلال والبرنامج الممنهج لفرض أمر واقع على الاقصى.

وشدد الشيخ الكسواني، على كل هذه الاجراءات الاسرائيلية في الاقصى لا تعطي لليهود (الاحتلال) أي حق في المسجد الأقصى ولن يستطيع في تغيير إسلامية وعروبية هذا المسجد، وأن ما يجري من اقتحامات فإنها تتم بقوة الاحتلال والسلاح، وهو أمر مرفوض، وسيتمر المقدسيين في الدفاع عن قدسهم وأقصاهم حتى تحرير بيت المقدس من براثن الاحتلال ، ولن ينجح مخطط التقسيم الزماني والمكاني مهما كلف الأمر من ثمن.

وأكد الشيخ الكسواني، أنه في حال أقدم الاحتلال على فرض التقسيم الزماني والمكاني، فإنه سيشعل فتيل حرب دينية لا نعرف إلى أين سيصل مداها؟ وسيكون الاحتلال والمتطرفين اليهود مسؤولين عن هذه الحرب.

ارتفاع وتيرة البناء الاستيطاني

وعن البناء الاستيطاني وطبيعته في مدينة القدس، أشار الشيخ الكسواني إلى أنه في الآونة الأخيرة تم إصدار قرارات بناء في مدينة القدس ، الجهة الشرقية منها ما يقارب من بناء 800 ثكنة استيطانية، على أراضي فلسطينية مصادرة وهدفها إحاطة القدس وعزلها عن باقي المدن وعدم تواصلها مع المدن الفلسطينية الاخرى، وذلك لهدف يريده الاحتلال القضاء على حل الدولتين ان كان هناك سلاماً. إضافة إلى أن الاحتلال يهدف من البناء الاستيطاني الاستيلاء على أكبر قدر من الارض الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، وتحويلها لكنتونات لا تواصل جغرافي بينها.

التطبيع العربي واتعكاسه على القدس

وشدد الشيخ الكسواني، أن موجة التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، اثرت سلباً على الفلسطينيين وزادت من وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية للقدس والمسجد الأقصى، وهو بمثابة ضوء أخضر من هذه الدول المطبعة لاستمرار الاحتلال في سياسته القاضية بعزل القدس وتفريغها من أهلها، وأن زيارتهم للقدس عن طريق الاحتلال الإسرائيلي يصب في تحقيق هذا الهدف الشيطاني.

وشدد على أن ما جرى من تطبيع عربي مع الاحتلال الاسرائيلي، هو طعنة للقضية الفلسطينية سواء في القدس أو في فلسطين بشكل عام،

المطلوب لإنقاذ القدس

وطالب الشيخ الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك، الفلسطينيين بشد الرحال للاقصى والتواجد فيه في جميع أوقات الصلوات، لتوصيل رسالة للعالم أجمع أن الأقصى هو حق خالص للمسلمين والعرب وحدهم. وعلى المستوى العربي، طالب الكسواني بدعم موقف الأوقاف الاسلامية ودورها في حماية إسلامية وعروبية الأقصى المبارك، ودورها في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية كافة في المدينة.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة