باحث لبناني لـ "تسنيم": السعودية حالياً هي التي تعيق تشكيل الحكومة اللبنانية

باحث لبنانی لـ "تسنیم": السعودیة حالیاً هی التی تعیق تشکیل الحکومة اللبنانیة

قال الاعلامي والباحث في الشؤون الدولية الدكتور محمد شمص ان السعودية حالياً هي التي تعيق تشكيل الحكومة اللبنانية.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الاعلامي والباحث في الشؤون الدولية الدكتور محمد شمص فيما يتعلق بتشكيل الحكومة في لبنان وربطه بالحكومة الامريكية الجديدة: في الواقع ان تشكيل الحكومة في لبنان يتعلق بأسباب خارجية وداخلية ومن الاسباب الخارجية كان الموقف الامريكي والتهديدات الامريكية للمسؤولين اللبنانيين بان يمنعوا حزب الله من المشاركة في الوزارة وان يكون له اي مشاركة في هذا الامر، وذلك كان يخيف سعد الحريري الذي يراعي الامريكي لأبعد الحدود وكان ينتظر قدوم الحكومة الامريكية الجديدة.

وأضاف: لكن هناك اسباب خارجية اخرى منها الموقف السعودي فالسعودية حاليا هي من تعيق تشكيل الحكومة اللبنانية حيث ان الجولة الاخيرة التي قام بها سعد الحريري لعدة دول عربية خليجية وتركية ايضا كان الهدف منها كسر هذا الفيتو السعودي على تشكيل الحكومة فالسعودية ايضا لا ترغب بوجود حزب الله في الحكومة بالإضافة الى الوقوف في وجه الرئيس ميشيل عون والتيار الوطني الحر المناصر الاول لحزب الله.

وتابع بالقول: فالسبب الثاني بعد ترامب الذي رحل هو السعودي الذي يعيق تشكيل حكومة لبنانية وعلى الصعيد الداخلي هناك عدة اسباب تعيق تشكيل الحكومة مثل الانقسام بين اللبنانيين خاصة بين التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية من جهة وسعد الحريري ورئيس تيار المستقبل والمكلف بتشكيل الحكومة من جهة ثانية حيث انه هناك خلافات كبرى حول السياسات القادمة فالجميع يعلم ان لبنان ينهار اقتصاديا.

ومضى بالقول: ان "الحريرية السياسية" الذي اتبعها الحريري منذ التسعينات حتى الان هي من اوصلت لبنان الى ما آل عليه الان من انهيار اقتصادي وفساد وبالتالي سعد الحريري لا يمكن ان يقدم برنامجا لكي يفيد البلد فهو من أغرق البلاد بهذه المشكل وهذا ما يقوله التيار الوطني الحر، فضلاً عن التوازن في الحكومة حيث طلب رئيس الجمهورية من الحريري ان يكون هناك توازنا في تشكيل الحكومة حسب انتخابات المجلس النيابي والا تكون عفوية وان يكون هناك معايير واحدة في التعامل مع الوزراء.

وحول اصرار السعودية على عدم مشاركة حزب الله وحلفائها في الحكومة المقبلة على الرغم من معرفتها جيدا انه دون مشاركة حزب الله لا يمكن تشكيل الحكومة ولا يمكن ان تنجح هذه الحكومة قال: الرهان السعودي على هذا الامر هو مقامرة خاطئة حيث كان بن سلمان يراهن على ترامب وعلى ان السياسات الامريكية ستساعد في هذا المبتغى وتقلب الطاولة وتجبر حزب الله وحلفائه على الخضوع خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، لكن بن سلمان اليوم خسر حليفا أساسيا له وهو ترامب وأصبحت السعودية وحيدة.

ومضى يقول ان السعودية الان تحاول اعادة خلط الاوراق مجددا من خلال دعم الحركات التكفيرية كما شاهدنا في العراق وسوريا واعاقة عملية تشكيل الحكومة في لبنان للضغط على محور المقاومة لكي يقدموا تنازلات للسعودية التي تغرق في الوحل اليمني والتي تفتش عن حلول للخروج من هذا المأزق وبالتالي تريد امتيازات.

وأضاف ان السعودية لن تستطيع ان تحقق مبتغاها من خلال اوراقها التي أصبحت ضعيفة وبالتالي فان ما تحاول فعله السعودية الان هو تدمير لبنان على كافة الاصعدة ولا تعير اي اهتمام للشأن اللبناني وما يهمها هو محاربة حزب الله وحلفائه في المقاومة ولكنها لم ولن تنجح بذلك.

وعن مستقبل تشكيل الحكومة في لبنان قال الاعلامي والباحث في الشؤون الدولية الدكتور محمد شمص: أعتقد ان امام سعد الحريري خيارين اما ان يشكل الحكومة او ان يستقيل وكلا الخيارين مطروحان الان، ان تشكيل الحكومة بعد زوال العقبة الامريكية التي كانت تتمثل في ترامب على الرغم من ان السياسة الامريكية لا تزال تضغط باتجاه محاصرة حزب الله في لبنان ولكن ليس كما في عهد ترامب وحتى الان لم يتبلور الموقف الامريكي الجديد تجاه لبنان، لكن بشكل عام ليس امام الحريري الا تشكيل الحكومة او الاستقالة.

وأكمل: ان الحريري يضيع الوقت ويساعد في تدمير الاقتصاد اللبناني أكثر واعتقد ان تشكيل الحكومة لن يكون قريبا لكن ليس هنالك خيار امام اللبنانيين سوى تشكيل حكومة ومن يؤخر هذه العملية هم من يعرفون باسم جماعة 14 اذار اي الحريري وحلفائه وبالتالي هم من يتحمل مسؤولية التعطيل والخراب الذي لحق بمعيشة اللبنانيين. مضيفا ان التحرك اليوم قد يكون على حساب مخاوف الحريري من ان يتم فتح ملفات الفساد وان تتجمد أمواله في الخارج لذا باعتقادي انه ليس امام الحريري سوى التفاهم مع حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية لتشكيل حكومة لكي يخرج نفسه من المأزق الذي وصل اليه.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة