الاحتجاجات في لبنان .. الشعب ينتفض بوجه زعماءه وسياسييه "بدنا نعيش"

الاحتجاجات فی لبنان .. الشعب ینتفض بوجه زعماءه وسیاسییه "بدنا نعیش"

أزمات متتاليات تعصف بلبنان من انهيار الليرة أمام الدولار مروراً بنقص توريد المحروقات وكارثة انفجار المرفأ وصولا إلى المماطلة في التدقيق الجنائي وليس انتهاء بتغول كورونا الذي أفاض كأس اللبنانيين الممتلئة أصلا بالغضب.

خرج اللبنانيون عن صمتهم بعد أن شعر كثير منهم بأن لبنانهم قطع شوطا بعيدا في طريق الانهيار.. تحولت بيروت ومدن أخريات في لبنان إلى ساحات احتجاج، انتشرت في أرجائها التظاهرات. فما عاد مستغربا أن يصحو اللبنانيون واللبنانيات على مشهد لقطع طريق هنا وإغلاق طريق هناك وسط مظاهرات واحتجاجات واعتصامات، تحركها دوافع مختلفات، وتشعلها مطالب متعددات، لكن طرقها جميعا تقود إلى فشل السلطات في إدارة المؤسسات ووضع حد لما يعانيه الناس من أزمات.
تبدو صورة التظاهرات في سلميتها حتى اللحظة نموذجية، لكن المشكلة هي في من امتطوا أو يمتطون ظهرها لتمرير أجنداتهم المشبوهة يقول مراقبون..
وكالة تسنيم الدولية للأنباء رصدت أراء عدد من المحتجين والسياسيين عن أسباب الحقيقية وراء الاحتجاجات التي أشعلت لبنان:


نحن موجعين وبدنا نعيش
ناجي الحلبي "مواطن" نزلنا إلى الشارع اليوم تلبية لليوم الغضب الذي دعت له الفعاليات الشعبية كرمال ارتفاع الدولار والمعيشة والكهرباء والوضع السيء بشكل عام، فنحن لا ننتمي للسياسيين ولسنا طائفيين ولكن نطالب بحقوقنا.
من جانبه قال أبو آدم "مواطن" وجودنا في الشارع كرمال الوضع المعيشي الذي تدهور بشكل مخيف جداً والأسعار يلي طارت مع الدولار وارتفاعه ، مؤكداً بقاءه في الشارع حتى ينزل سعر الدولار.
بدوره قال المختار "مواطن" نزلنا على الشارع لنقول لكل السياسيين بكفي نحنا جعنا والمعيشية صارت أقل بكتير من الحد الأدنى يلي ببيعيش فيه أي مواطن لبناني ، نحنا موجوعين وجائعين وما راح نطلع من الشارع حتى نحقق مطالبنا.
بدوره طالب مواطن رفض الكشف عن اسمه الجيش اللبناني بحماية المنشأت العامة وأملاك الناس من التخريب يلي عم بيقوم فيه البعض اليوم بالاحتجاج ، مبيناً أن الجيش دوره حماية الناس وأملاكها وفق الدستور.
السياسيين الذي سألتهم تسنيم وصفوا ما يجري من وجهة نظرهم مؤكدين على حق الناس بالتظاهر ولكن مع مراعاة الحفاظ على أملاك الدولة من التخريب والفوضى
خليط بين الأزمات المستمرة.


الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله في حديث لوكالة تسنيم الدولية يقول إن ما يجري هو خليط بين الأزمة المعيشية المستمرة منذ بدء انهيار العملة الوطنية وما بين انسداد الآفاق أمام تشكيل الحكومة بعد سبعة أشهر على استقالة الحكومة السابقة فضلا عن الصراع والانقسام السياسي الحاد.
يرى الرجل أن هذا ينعكس توترا سياسيا واجتماعيا تختلط فيه المطالب المحقة للمواطنين والمصالح السياسة وهذا من شأنه وفقا للحاج عفيف أن يعقد المشهد باتجاه إيجاد حلول.
ويتابع مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله تصريحه الذي خص به تسنيم بالقول: نحن بطبيعة الحال نتفهم مشاعر المواطنين الصادقة واحتجاجاتهم المشروعة وحقهم في التعبير عن غضبهم مما آلت إليه الأوضاع شرط عدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والإضرار بالمواطنين الآخرين، داعيا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة من خلال تدوير الزوايا والتنازلات المتبادلة، معللا دعوته بان ذلك يصب أولا في مصلحة المواطنين والبلد عامة ويخفف الاحتقان السياسي ويسهم في عودة الروح إلى عجلة الاقتصاد الوطني.

خلق الفوضى
بدورها ريندالا جبور مسؤولة الإعلام في التيار الوطني الحر اعتبرت أن التحركات في لبنان تحمل عناوين حق يراد منها باطل، لان من يقف وراء هذه التحركات هي مجموعة أحزاب سياسية تهدف إلى خلق الفوضى لإعادة تجديد شبابها ولضرب رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.
وكشفت جبور لوكالة تسنيم الدولية للأنباء عن امتلاك التيار لمعلومات عن إغداق بعض الأحزاب الكثير من المال لاستقدام أشخاص من منطقة معينة إلى منطقة أخرى لقطع الطرقات والتعدي على المواطنين والأملاك العامة والخاصة.
وختمت السيدة ريندالا جبور مسؤولة الإعلام في التيار الوطني الحر حديثها لتسنيم بالقول: إن التحركات القائمة ليست تحركات شعبية بل هي عبارة عن مجموعات صغيرة ومدفوعة وتحمل مشروعا تخريبيا.
متسائلة، هل يتراجع سعر الصرف بقطع الطرقات؟ وهل تتحسن معيشة المواطنين بالاعتداء عليهم؟ وهل فعلا لمثل هذه التحركات أثرا إيجابيا على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي؟.. قبل أن تجيب على تساؤلها بالقول: حتما لا.

أسباب متعددة
من جانبه عدد رشاد سلامة النائب الأول الأسبق لرئيس حزب الكتائب اللبنانية في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية أسباب الاحتجاجات التي تجري في شوارع لبنان ومدن وأنحاء متعددة من البلاد، فقال: إن منها غلاء المعيشة الناجم عن ارتفاع سعر الدولار وعدم وجود أي سقف لهذا الارتفاع الأمر الذي يؤثر على انخفاض سعر النقد اللبناني الذي  يقدر الآن بحوالي التسعين بالمئة من قيمته السابقة تجاه الدولار حين كان الدولار الأمريكي يساوي ال1500 ليرة بينما تجاوز الآن سقف ال1000 آلاف ليرة لبنانية.
ومن بين الأسباب مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية التي تشكل سببا آخر لتحرك الشارع وفقا لسلامة الذي اعتبر أن التأليف مطلب ملح جداً، متمنيا أن ينهض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بمسؤولياته كون الحكومة جزء من المبادرة الإنقاذية الفرنسية التي من شأنها أن تخرج لبنان من أزمته العميقة والتي لم يجد لها المعنيون حلا حتى الآن.
التدقيق الجنائي سبب ثالث للتحرك يقول النائب الأول الأسبق لرئيس حزب الكتائب اللبنانية، لكنه وفقا لتعبير الرجل مطلب فريق سياسي في لبنان ظاهره فقط مكافحة الفساد، وأبدى سلامة تفهمه لهذا المطلب متمنيا أن يحدث التدقيق بحيث لا يستهدف إدارة واحدة من الإدارات اللبنانية أو مرجعا معينا كما يجري الآن، وكأن القضية تنحصر بموضوع حاكم البنك المركزي رياض سلامة.
ودان سلامة في ختام تصريحه لتسنيم قطع المحتجين للطرقات معتبرا أن هكذا إجراء مخالف للقانون والأخلاق واعتداء على حرية الناس.

ركوب موجة الاحتجاجات!!
بدوره الكاتب والمؤرخ اللبناني صقر أبو فخر اعتبر أن السبب المباشر لاندلاع الاحتجاجات هو انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وفقدان كثير من المواد التموينية الأساسية.. ويضاف إلى ذلك التلاعب بعمليات التلقيح الأمر الذي أثار غضب الشارع.
وأردف أن الأسباب الأخرى للاحتجاجات كثيرة، ومنها عدم تأليف الحكومة، لأن لا حلول للأزمة المالية من دون تأليف الحكومة.. ولكن السيئ في الحراك وفقا لأبوفخر اغتنام رياحه من قبل بعض القوى السياسية التي حاولت الاستفادة من هذه الخلخلة، فالقوات اللبنانية مثلا ركبت موجة التحركات لأنها تريد السيطرة على الجمهور المسيحي وزحزحة التيار الوطني الحر عن نفوذه، وتيار المستقبل يحاول استخدام الشارع ليقول للرئيس عون أن لديه أوراقه.
وبعيداً عن الأجندات السياسية لبعض الأحزاب اللبنانية يرى المؤرخ أبو فخر في ختام تصريحه لوكالة تسنيم الدولية أن هناك مجموعات احتجاجية كثيرة شعبية نزلت إلى الشوارع مدفوعة بوضعها المعيشي بالدرجة الأولى.

تردي الأوضاع المعيشية
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد أن السبب المباشر لهذه التحركات هو ازدياد تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار وتجاوز قيمته العشرة آلاف ليرة لبنانية ما أثار نقمة اللبنانيين الذين يئنون تحت وطأة ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي المأزوم والأفق السياسي  المسدود الذي لا يحمل حتى الآن بصيص أمل للشعب بإمكانية تشكيل حكومة تستطيع أن تخرج لبنان من أزمته.
لكن طبعا هناك أمور أخرى وفقا لأبو زيد الذي يقول: إنه عندما  يتحرك الشارع فهناك جماهير  صادقة تتحرك بعفوية ولكن إلى جانب هذا التحرك العفوي تتواجد بعض الجهات الحزبية أو الجمعيات المشبوهة أو الأطراف التي لها مصلحة بتوتير الأجواء من أجل تأجيج الوضع وتوجيه السهام باتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومحاولة إسقاطه والمطالبة باستقالته وهذا ما يفعله حزب القوات اللبنانية وأطراف أخرى مشابهة، كما أن البعض حاول أن يستغل هذه الأزمة الاقتصادية الاجتماعية لتوجيه سهامه لسلاح المقاومة.
والمطلوب اليوم يختم الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد تصريحه لتنسيم أن يكون هناك مسؤولية ووعي سياسي من الأطراف الفاعلة الأساسية والحقيقية من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة لإيجاد مخرج للأزمة وإلا فإن هذا التدهور قد يؤدي لمزيد من الانفجار.

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة