خاص تنسيم| كواليس الساعة الأخيرة... حين قررت المقاومة فض مسيرة "رقصة الأعلام" بأسلوبها الخاص

خاص تنسیم| کوالیس الساعة الأخیرة... حین قررت المقاومة فض مسیرة "رقصة الأعلام" بأسلوبها الخاص

لم تهدأ الوساطات الإقليمية والدولية التي حاولت احتواء الموقف منذ خرج القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في رسالة "الإنذار الأخير" يوم الثلاثاء الماضي.

الضيف، هو قيادي الظل الغامض في الجناح العسكري لحركة حماس، معروف عنه الاقتصاد في الخروج إلى الإعلام، أو ادلاء التصريحات، لكن أحداث القدس المتمثلة في اقتحام المسجد الأقصى ومخطط تهويد حي الشيخ جراح، دفعته لإرساله رسالة مقتضبة، كان مضمونها، أنه في حال لم يتوقف العدوان الصهيوني على حي الشيخ جراح، ولم تكف العصابات الصهيونية عن مخطط اقتحام الأقصى المقرر يوم 28/ رمضان، فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي.

ومنذ ذلك الحين، فتح الإعلام الصهيوني بازاراً من التصريحات التي تحاول التنبؤ بإمكانية تحويل التهديد إلى واقع، وفي الكواليس، طلبت دولة الاحتلال من عددٍ من الوسطاء الإقليميين والدوليين التحرك، وفتح باب الوساطة مع المقاومة، للحيلولة دون انفجار الميدان في غزة.

ستة أيام مرت على رسالة الضيف، وفي الموعد المقرر لاقتحام المستوطنين المسجد الأقصى عبر مسيرات جوالة، خرج الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة وأعلن أن الساعة السادسة ستكون نقطة الصفر، التي ستشرع عندها المقاومة في تنفيذ وعدها.

قيادات في المقاومة الفلسطينية كشفت لوكالة تسنيم، عن حجم الضغوط التي تعرضت لها قيادة الفصائل الفلسطينية، لمحاولة تمرير حدث اقتحام المسجد الأقصى دون تدخل عسكري من قطاع غزة، لكن المقاومة ردت على الوسيط المصري بأن المساس بالمسجد الأقصى لا يمكن السكوت عليه.

تذكر القيادات ذاتها، بأن وساطات من دولة عربية أخرى، دخلت على خط التفاهمات مع المقاومة، وقد قطعت تلك الدولة التي رفض الكشف عن اسمها، وعداً لقيادة حركة حماس بأن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء في حال لم تقدم المقاومة على القيام بأي ردة فعل يوم أمس الإثنين، إلا أن قيادة المقاومة، أطلعت الوسيط على موقف حازم بتنفيذ الرد في تمام الساعة الرابعة عصراً من يوم أمس، لكن الوسطاء الدوليين مارسوا ضغوطاً كبيرة بإمهالهم حتى غروب يوم أمس، حتى تفي (إسرائيل) بعهودها لهم، وتوقف الهجمة على المسجد الأقصى.

عند هذه النقطة، وجدت المقاومة أن ثمة مراوغة تقوم بها (إسرائيل) عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين لشراء الوقت، حتى تمرر مخطط اقتحام المسجد الأقصى وإخراج المصلين والمعتكفين من باحاته، وذلك لتنفيذ مسيرة المستوطنين الكبرى، المسماة "رقصة الأعلام" والتي تنطلق في يوم ما يسمى "توحيد القدس" .

وفي ظل ما يتعرض له حي الشيخ جراح من مخطط تهويد، قررت المقاومة أن ما يسمى يوم "توحيد القدس" لن يمر.

علماً أن يوم توحيد القدس، هو الحدث الذي يتسبب بالاستفزاز السنوي للمقدسيين، حيث يحتشد مئات الآلاف من المستوطنين المتطرفين، ويهتفون بشعارات معادية للإسلام والعرب، ثم ينفذون مسيرة كبرى، تمر بباب العامود وأحياء القدس القديمة، وصولاً إلى باحات المسجد الأقصى، حيث يؤدون هناك ما يسمى "برقصة الأعلام"، ويطالبون بطرد الفلسطينيين من بيوتهم وببسط سيطرتهم التامة على المسجد الأقصى.

بالعودة إلى كواليس التفاهمات، قررت قيادة المقاومة وبالنظر إلى أحداث اقتحام المسجد الأقصى في صباح اليوم، أن تعلن عن إعطائها مهلة ساعتين قبل أن تبدأ بتنفيذ تعهدها، فأبلغت الوسطاء الإقليميين والدوليين، بإعطائها مهلة ساعتين حتى تنسحب قوات الاحتلال من المسجد الأقصى، وتوقف كافة مظاهر الاستفزاز وإلا ستبدأ بردها في تمام الساعة السادسة بتوقيت القدس.

اوضحت القيادات ذاتها، أنه تم اختيار التوقيت آنف الذكر والإعلان عنه، ليتزامن مع موعد انطلاق مسيرة المستوطنين "رقصة الأعلام"، حيث قررت المقاومة أن تفض المسيرة بأسلوبها الخاص.

وهو ما تم فعلاً، ففي تمام الساعة الـ 6:00 مساءً، شرعت المقاومة بأول رشقة صاروخية، وقد وجهت تلك الرشقة إلى مدينة القدس المحتلة، وتحديداً في الأحياء اليهودية التي يتجمع فيها المستوطنين للمشاركة في مسيرة الاقتحام الكبرى، لتتسبب هذه الرشقة، بهروب المستوطنين وتركهم للتجمع والمسيرة بعد سماعهم صافرات الإنذار.

جدير بالذكر أيضاً، أن المقاومة تواصل حتى اللحظة قصفها للمستوطنات الصهيونية بعشرات الصواريخ، حيث ترفض العودة لمربع الهدوء، إلا في حال أوقف الاحتلال اعتداءاته على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة