محلل استراتيجي لـ "تسنيم": كفة القدرة ترجح بالكامل لصالح المقاومة الفلسطينية

محلل استراتیجی لـ "تسنیم": کفة القدرة ترجح بالکامل لصالح المقاومة الفلسطینیة

قال الخبير البارز في شؤون غرب آسيا أنه خلال اليومين أو الثلاثة أيام القادمة، سيتعين على الكيان الصهيوني قبول محادثات وقف إطلاق النار، ولن تقدم فصائل المقاومة الفلسطينية أي تنازلات لتل أبيب في هذه المحادثات، وسترجح كفة الميزان لصالح المقاومة بالكامل.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء قال "حسين أكبري" حول الاشتباكات العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني ومدة استمرار هذه الاشتباكات: "أولا، يجب توضيح العامل أو العوامل التي أدت إلى هذه الاشتباكات وأي جانب بدأ هذه الصراعات وما هو الغرض منها؟ ثم ماذا سيكون نتيجة استمرار هذه الصراعات؟ قد أجبر الكيان الصهيوني سكان حي الشيخ جراح (القدس الشرقية) على مغادرة منازلهم والخروج من هذا الحي عشية يوم القدس العالمي. حيث مارس الصهاينة ضغوطًا كبيرة على الفلسطينيين للقضاء على وجود المسلمين في حي الشيخ جراح واحتلال هذا الحي رسميا، حتى يتمكنوا من ترسيخ سلطتهم.

وأضاف "في ظل هذه الظروف، اعتقد الصهاينة أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وتل أبيب والظروف التي تجري فيها المقاومة يمكن أن يصل الى نتيجة، لكن الشعب الفلسطيني والمقاومة ردت على الصهاينة نتيجة تصرفاتهم في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى وأصبح رد الفعل هذا رد فعل واسع النطاق. واعتقد الصهاينة أن الشعب الفلسطيني سيقاوم، لكنهم لم يعتقدوا أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستدخل المعركة بهذا الشكل. حيث أظهرت مجموعات المقاومة الفلسطينية مستوى جديدا من الحرب ضد الكيان الصهيوني بهجمات صاروخية مكثفة. استهدفت هذه المجموعات تل أبيب على نطاق واسع".

واشار اكبري إلى العدد الكبير من الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي كانت تحت سيطرة إسرائيل في عامي 1948 و 1967، قائلا: إن هؤلاء الفلسطينيين مع أبناء وطنهم في الضفة الغربية، نزلوا إلى الشوارع ضد أعمال القمع التي يمارسها الكيان الصهيوني وانضموا إلى جماعات المقاومة الفلسطينية. ولم يتخيل الصهاينة أن معارضة أفعالهم ستتطور كثيرا هكذا.

وشدد أكبري على أن الكيان الصهيوني لم يفكر في الدخول في حرب جغرافية واسعة النطاق داخل فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن الوحدة بين الفلسطينيين تعززت بشكل كبير، وأصدرت الدول الإسلامية بيانات ضد الإجراءات القمعية لهذا الكيان، وحتى الدول التي أقامت علاقات مع تل أبيب، أدانوا أفعال هذا الكيان ودعموا الشعب الفلسطيني. كما صوت جميع أعضاء مجلس الأمن باستثناء امريكا ضد أعمال الكيان الصهيوني. وهكذا تشكلت جبهة عالمية ضد الكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق باستعداد رئيس وزراء الكيان الصهيوني للامتثال لمطالب المقاومة الفلسطينية دون تحقيق أي انجاز قال: "ليس أمام نتنياهو خيار سوى الانصياع لمطالب المقاومة. فقد كان يبحث عن نصر لكنه الآن يدفع أكثر كل يوم. لقد هاجم الكيان الصهيوني مجموعات المقاومة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، وارتكب كل جريمة ممكنة بحق الفلسطينيين، لكن المقاومة استهدفت تل أبيب هذه الأيام بصواريخها وشعر سكان هذه المدينة بعدم الأمان. مما سبب بضغط داخلي خطير جدا على نتنياهو. حيث أعلن الصهاينة أنهم سيشنون هجوما بريا على قطاع غزة قريبا، ولكن بمجرد أن أعلنت المقاومة الفلسطينية استعدادها لمواجهة هذا الهجوم والرد عليه، تراجع الصهاينة عن ذلك الهجوم. حيث تظهر هذه المسألة نوعا من السلبية في اتخاذ القرار في الكيان الصهيوني.

وعن احتمال وقف إطلاق النار في الحرب الفلسطينية خلال الأيام المقبلة قال: "أظهر الكيان الصهيوني خلال السنوات الماضية أنه لم يحتمل الحروب الطويلة. فقد كانت اطول مدة حرب دخلها هذا الكيان هي حرب 33 يوما في لبنان عام 2006. وبعد ذلك تراجع هذا الرقم في التحمل لحرب 22 يوما وحرب الثمانية أيام وحرب اليومين. وفي الواقع، لا يستطيع الصهاينة خوض حرب طويلة. ويعتقد العديد من المفكرين والنخب السياسية الآن أن الحرب داخل فلسطين المحتلة ستنتهي بحلول يوم الاثنين، حيث يتفاوض الأمريكيون على إنهاء الحرب ويدخل المصريون في محادثات مع تل أبيب وجماعات المقاومة الفلسطينية.

واستطرد بالقول: أنه خلال اليومين أو الثلاثة أيام القادمة، سيتعين على الكيان الصهيوني قبول محادثات وقف إطلاق النار، ولن تقدم فصائل المقاومة الفلسطينية أي تنازلات لتل أبيب في هذه المحادثات، وسترجح كفة الميزان لصالح المقاومة بالكامل. ومع ذلك، إذا تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، فمن المؤكد أن القوة سترجح لصالح المقاومة. حيث وصلت المقاومة الفلسطينية الى مستوى جديد من النضال. فحتى يوم أمس، لم يكن الكيان الصهيوني يعتقد أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستستهدف في يوم من الأيام تل أبيب، لكن استهداف تل أبيب بصواريخ المقاومة يعني أن مستوى الحرب قد تقدم خطوة إلى الأمام. كما ان استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ القوية يعني اليد العليا للمقاومة، فما هو المستوى العسكري للكيان الصهيوني الآن؟ لا شيء. وكل ما يمكنه فعله هو التراجع.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة