مدينة إيبلا الأثرية .. شاهد على وحشية الإرهاب التكفيري وبربريته

منذ اللحظة الأولى للحرب الإرهابية على سوريا لم يخرج من بال الإرهابيين والدول الداعمة لهم وفي مقدمتها كيان الاحتلال الصهيوني، عملية طمس معالم سوريا الحضارية والتراثية عبر تدمير ممنهج لكل ما يرتبط بتاريخ هذا البلد وعراقته وإنسانيته.

حيث شكلت المواقع الأثرية الهدف الرئيس لقطعان الإرهابيين وداعمهيم، فانتقل التخريب والتدمير من منطقة إلى أخرى مستبيحين كل شيء بوحشية وبربرية غير مسبوقة كاشفة عن مدى حقدهم على سوريا وتاريخها الضارب في القدم.

وفي السياق كانت مدينة إيبلا الأثرية في محافظة إدلب والتي تضم بين حناياها ثلث أثار سوريا, في ألف موقع أثري أدرج بعضها على لوائح اليونسكو للتراث العالمي.. كمملكة إيبلا الشهيدة الشاهدة على مجد وتاريخ سوري يرقى للألف الثالث قبل الميلاد.

 

 

إدلب التي هاجمها الإرهاب ومرتزقة الحروب، غدت أثارها وجبة يومية للوحش التكفيري الشره.. تحت وضح الضمير العالمي ضاع تاريخ المدينة، وفرغت من أجمل أثارها، ودمر ما تبقى منها في محاولة لنقل إدلب من مدينة تمتلك رموز الحضارات الأُولى في العالم أرامية ويونانية وأشورية وبيزنطية وإسلامية، إلى أرض تعيش في ضواحي التاريخ.

مدير آثار إدلب غازي علولو في تصريح خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء بين مدى التدمير الذي تعرضت له المدينة الأثرية بفعل الهجوم الهمجي الإرهابي عليها، حيث دمروا بوحشية كل رموز المدينة وسرقوا محتوياتها الأثرية.

وأضاف علولو أن الإرهابيين استخدموا الجرافات في تخريب ما تبقى من آثار، الأمر الذي أدى إلى تدمير طبقات أثرية هامة تعود للألفين الثانية والثالثة قبل الميلاد فكانت النتيجة زيادة معاناة هذه المدينة وزيادة مآسيها.

إيبلا ليست مجرد اسم لملكة سورية قديمة في شمال غرب البلاد، إيبلا عنوان لتاريخ.. سيطرت عليها المجموعات الإرهابية.. وحولتها التنظيمات الإرهابية عن سبق إصرار إلى مناطق عسكرية لتدميرها وتهويدها خدمة لأعداء سوريا، ولكن كما استطاع السوريين إعادة الحياة إلى مدنهم وبلداتهم التي طهروها من الإرهاب فإنهم قادرين إلى إعادة نبض الحياة الى إيبلا وغيرها من المدن الأثرية التي طالتها يد الإجرام والإرهاب.

/انتهى/