"سيف القدس" تفتح باب الهجرة العكسية: نظرية الأمن القومي .. انهارت

"سیف القدس" تفتح باب الهجرة العکسیة: نظریة الأمن القومی .. انهارت

أكثر المشاهد اللافتة للنظر في معركة سيف القدس، كان الاحتضان الشعبي للمقاومة، فبرغم القصف الإسرائيلي الذي تركز في مجمله على الأحياء السكنية، وتسبب في مجازر كبيرة، وتدمير للبنية التحتية، كان الشارع في غزة، يهلل ويكبر مع إطلاق كل رشقة صاروخية.

هذا الواقع الذي حمل معنويات كبيرة من الشارع، كان مغايراً في كيان الاحتلال، إذ تمكنت ضربات المقاومة من إصابة الوعي الجمعي الإسرائيلي بدقة، ففضلاً عن مشاهد الرعب والهروب إلى الملاجئ مع كل صافرة انذار، بدا لافتاً، ازدياد الحديث عن الهجرة العكسية من كيان الاحتلال إلى خارجه، خصوصاً وأن المعركة الأخيرة تسببت في تبديد نظرية الأمن القومي الإسرائيلي.

 

 

فخلال 11 يوماً من المعركة، عاش قرابة 5 ملايين إسرائيلي في الملاجئ المحصنة تحت الأرض، بعد أن دشنت المقاومة بإطلاقها صاروخ يصل مداه إلى 250 كيلو متراً، أنه لا مناطق آمنة في دولة الاحتلال.
وفي خلال الحرب، نشر العديد من المستوطنين الإسرائيليين مقاطع مصورة يدعون فيها يهود العالم، بعدم الإنجرار وراء الإغراءات "الكاذبة" بالهجرة إلى فلسطين، إذ لم تعد (إسرائيل) أرض الأحلام والأمن والأمان.


فضلاً عن ذلك، تحدث العديد من نخب المجتمع الإسرائيلي، من كتاب وصحافيين ومفكريين كبار، عن بداية نهاية حلم الآباء والأجداد.
كبير المحللين السياسيين في صحيفة "هآرتس" الصهيونية، جدعون ليفي نشر في واحدٍ من مقالاته التي أثارت جدلاً كبيراً، دعوات لاستقبال اللاجئين من دولة الاحتلال إلى الإتحاد الأوربي، فيما قال الصحافي الإسرائيلي  الشهير يارون لندن : "أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له إن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن يتعدى 50%، ولمن يغضبهم قولي هذا فإنني أقول له إن نسبة 50% تعتبر جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك"..
 
فيما أعرب الرئيس الأسبق لجهاز الموساد، شبتاي شافيت عن قلقه على مستقبل كيان الإحتلال قائلاً: "قد أجد نفسي يوماً ما أحزم أمتعتي، وأغادر إسرائيل".
وكانت الوكالة اليهودية قد نشرت دراسة في عام 2020، أكدت فيها أن نسبة الهجرة العكسية من الكيان الصهيوني إلى خارجه، بلغت 74%، في مقابل 73 %، من نسبة اليهود الوافدين من الخارج.


وهنا يعلق الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، مؤكداً أنه وخلال معركة سيف القدس، رصدت المقاومة الحالة النفسية في الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال، إذ تعامل الجمهور الإسرائيلي مع جيش الاحتلال على أنه عاجز عن توفير الحماية لهم، خصوصاً أن منظومة الإنذار المبكر، ساهم في زيادة حالة الرعب التي تسبق انطلاق الرشقات الصاروخية، فضلاً عن فشل منظومة القبة الحديدة في اعتراض الصواريخ.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الضغط الذي تعرض له المجتمع الإسرائيلي، ضاعف من فرضية التفكير بالهجرة وترك البلاد، لأن كل ما تعدهم به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم يكن سوى أكذوبة، فلا الأمن تحقق ولا التفوق التكنولوجي استطاع أن يحمي مستوطني الكيان الصهيوني من التهديد الذي كان يرونه محدود من قطاع غزة.

/انتهى/
 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة