حامد كرزاي لـ"تسنيم": لم نتوقع سقوط كل شيء دفعة واحدة ..على طالبان إصلاح حكومتها

حامد کرزای لـ"تسنیم": لم نتوقع سقوط کل شیء دفعة واحدة ..على طالبان إصلاح حکومتها

قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، لم نكن نتوقع أبداً أن يسقط كل شىء في يوم من الأيام، وأن تطرأ أوضاع لا ترضي الشعب الأفغاني. هذا الوضع لا يرضي طالبان ولا يرضي الشعب الأفغاني. لكن للأسف جاء ذلك اليوم.

وحول عدم توقيعه على الاتفاقية الأمنية بين كابول وواشنطن رغم الضغوط التي كانت، قال كرزاي في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء: كانت هناك أسباب واضحة لهذا الرفض. أولاً، لم تكن هناك مؤشرات حول السلام. ولم تكن هناك مؤشرات حول تحسن العلاقات بين أفغانستان وباكستان. كنت أخشى ألا يؤدي توقيع الاتفاقية الأمنية إلى إحلال السلام فحسب، بل ان يؤدي إلى تصاعد الحرب في البلاد أيضاً. كل هذه الأسباب أدت إلى عدم توقيعي على الاتفاقية، وللأسف حدث ما كنت أخشاه. وحدث ما نحن فيه الآن بعد توقيع الاتفاقية من قبل الحكومة السابقة.

وأضاف، كانت جهودنا تنصب نحو السلام ومن أجل إيجاد نظام عبر التفاوض ومن خلال جهود السلام التي بدأتها الولايات المتحدة ومساندة معظم الدول أيضاً.

وتابع، لم نكن نتخيل أبداً أن ينهار كل شىء في يوم من الأيام، وأن تطرأ أوضاع لا ترضي الشعب الأفغاني. هذا الوضع لا يرضي طالبان ولا يرضي الشعب الأفغاني. لكن للأسف جاء ذلك اليوم.

وحول السبب الرئيسي لعدم وجود اي دفاع عن كابول أثناء تقدم طالبان، قال كرزاي: قد تكون هناك أسباب كثيرة (صمت لبضع ثوان) لا أعرف ما هي الاسباب. قد تكون هناك أسباب لم نعرفها بعد، لكننا سعداء لعدم حدوث إراقة للدماء وعدم تعرض الشعب والجيش والشرطة لأي أذى.

وأضاف، كان من الأفضل لبلادنا لو حدث ما حدث عبر مفاوضات السلام، أي أن سقوط النظام لم يكن في صالح أفغانستان وسقوط القوات الامنية والقوات الوطنية لم يفيد البلاد. فلو اتفقت طالبان والجيش والشرطة وتم تشكيل حكومة من خلال المفاوضات، لكان ذلك في صالح البلاد أكثر.

وبين كرزاي أنه من المهم الآن بالنسبة لشعب أفغانستان، أن نوظف الوضع الحالي لما فيه خير بلدنا وأمنه. نصيحتي لطالبان هي أن تفعل شيئًا حتى يرى جميع أفراد الشعب الأفغاني أنفسهم في الحكومة ويعتبرونها منهم. عندها سنكون ناجحين وسنتحرك نحو التقدم والسعادة.

وتابع، منذ بداية وصول حركة طالبان الى كابول وحتى اليوم عقدت أنا والدكتور عبد الله عبد الله مسؤول عملية السلام، اجتماعات مشتركة. بقيت مع الدكتور عبد الله في احد منازل طالبان لمدة 10 أيام. لقد عقدنا اجتماعات مع قادة طالبان منذ اليومين الثاني والثالث لمجيئهم إلى كابول. عقدنا عدة اجتماعات مع كبارهم. على الرغم من أن تلك الاجتماعات كانت غير رسمية، لكننا تحدثنا بالتفصيل عن مستقبل أفغانستان وكيف ستكون الحكومة وعن إحلال السلام والتقدم والاستقرار في البلاد.

وأردف قائلا، لم نتحدث عن مكان لنا في الحكومة. لقد بقيت رئيسا لأفغانستان 14 عامًا، وهذا يكفي. كما كان الدكتور عبد الله رئيسا تنفيذيا ووزيرا الخارجية ورئيسا لمجلس المصالحة. لكننا نريد السلام والتقدم والحياة والمساواة والأخوة لبلدنا وشعبنا. ولهذا قدمنا ​​النصح لكبار قادة طالبان، ونأمل أن يفعلوا خلال هذه المشاورات ما يرونه في صالح البلاد. سنعمل من أجل أفغانستان حرة وكريمة ومزدهرة وأفغانستان التي يرى فيها الشعب نفسه في حكومتها.

واستبعد كرزاي أن يكون التغيير الحاصل لدى طالبان تغيير تكتيكي. وقال، ان طالبان هي جزء من الشعب الأفغاني، من نفس الأرض وتحب الوطن. بالطبع، لديها طريقتها الخاصة في التفكير ولا شك في ذلك، لكنها تحب الوطن.

ونوه كرزاي الى ان هناك حالة من الغموض لدى طالبان ويجب إزالته. وقال، ان طرق التخلص من هذا الغموض وتحقيق الاستقرار والهدوء تكمن في ضرورة تشكيل حكومة شاملة ومشاركة جميع المواطنين فيها والمحافظة على القيم التي يحترمها الشعب مثل الوحدة الوطنية والاستقلال وتنمية البلاد؛ الطريقة الوحيدة هي أن يرى الشعب نفسه جزءا من الحكومة والدولة، ويحظى الجميع بالتعليم رجالًا ونساءً.

وأعرب الرئيس الافغاني السابق عن أمله في ان يتوصل أحمد مسعود وطالبان الى اتفاق سلمي بشأن بنجشير، حتى تنعم البلاد بحياة هادئة ومستقرة، وأن يعيش الجميع في هذا البلد بأخوة ومساواة.

وأضاف، رغم أن طالبان أعلنت أن هذه الحكومة (مؤقتة)، فقد قلت أنه حتى لو كانت حكومة مؤقتة، يجب أن تكون شاملة ويجب أن يرى جميع أفراد الشعب الأفغاني أنفسهم فيها. يجب أن تكون الحكومة نتاج للإرادة الوطنية للشعب الأفغاني وخادمة للشعب.

وأعرب كرزاي عن أمنياته في أن يتم إصلاح هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن وأن يرى جميع أبناء أفغانستان من جميع القوميات والأديان أنفسهم فيها.

واكد كرزاي ان إيران لطالما كانت صديقة عزيزة ومقربة للشعب الأفغاني. وقال، نحن دولتان متجاورتان، ولدينا قواسم مشتركة كثيرة. لقد قدمت ايران حكومة وشعباً الكثير من المساعدة لأفغانستان، خاصة في السنوات العشرين الماضية، ونحن ممتنون لها كثيرا. نأمل أن تستمر إيران في مساعدة أفغانستان من اجل تحقيق السلام والاستقرار. نحن على ثقة من أن إيران ستواصل جهودها.

 

 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة