محلل سياسي: نهاية الاستعمار والهيمنة الأمريكية قد وصلت فعلاً مع الانسحاب من أفغانستان

محلل سیاسی: نهایة الاستعمار والهیمنة الأمریکیة قد وصلت فعلاً مع الانسحاب من أفغانستان

قال الصحفي والمحلل السياسي ماكس باري، ان نهاية الاستعمار والهيمنة الأمريكية قد وصلت فعلاً مع الانسحاب من أفغانستان.

وفي مقابلة مع الأمانة العامة للمؤتمر الدولي الثاني حول أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا، معربًا عن آرائه حول أفول أمريكا، قال الصحفي والمحلل السياسي ماكس باري: "على مدى السنوات القليلة الماضية، رأينا بأن التنبؤات حول أفول الولايات المتحدة قد وصلت إلى ذروتها، ويبدو أن نهاية الاستعمار والهيمنة الأمريكية قد وصلت فعلاً. مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وسقوط البلاد في يد طالبان، بعد 20 عامًا من الحرب وإنفاق 2 تريليون دولار من الخزانة الأمريكية، أعتقد أن شمس القوة الأمريكية قد غابت الآن".

وقال: "في كتابه "نهاية التاريخ"، تنبأ فرانسيس فوكوياما أنه مع تفكك الاتحاد السوفيتي، ستكون الولايات المتحدة آخر قوة عالمية، ثم سينتهي التاريخ. ومع ذلك، وبعد 30 عاماً، من الواضح أن تنبؤاته كانت غير صحيحة".

وأشار: "في النهاية، مع هزائم أمريكا في حروبها التي لا نهاية لها في الخارج، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة قد أخذت قضمة أكبر من فمها وتعرضت لضغوط شديدة. وكذلك في داخل البلاد، فقد تحطمت بنيتها التحتية. إذ تستعين بمصادر خارجية لقوتها الإنتاجية وأصبحت غير صناعية. وارتفعت ديونها ارتفاعا هائلاً هذا العام. الوقت فقط من سيحدد متى سيتفوق منافسوها العالميين، أي روسيا والصين، والاقتصادات الناشئة في العالم الثالث والقوى العالمية والإقليمية الصاعدة الأخرى التي تتنافس على السلطة والنفوذ وتنتزع الكرة من الولايات المتحدة في النهاية".

كما أشار د.باري إلى أنه: "لم يمض وقت طويل قبل أن تسقط أفغانستان في أيدي طالبان حتى وقع حدث آخر في سبتمبر، عندما أصبحت إيران عضوًا في القمة العشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في طاجيكستان، وذلك بعد ستة أشهر فقط من وثيقة التعاون التاريخية التي استمرت 25 عاماً مع الصين".

وصرّح: "الصين الآن هي الاقتصاد الأول في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وأعتقد أنه بحلول نهاية هذا العقد، سنرى بأن الصين ستكون هي القوة المهيمنة في العالم من الناحية الجيوسياسية".

وواصل د.باري حديثه قائلاً: "في مواجهة الأحادية الأمريكية والضغط الأقصى للعقوبات التي رفضت إدارة بايدن رفعها حتى الآن، وكذلك مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، نرى انتصار التعددية في أوراسيا، ونرى أن إيران قد تجاوزت الأحادية الأمريكية من خلال تحالفها اقتصادياً مع أوراسيا؛ ونرى أن ميزان القوى الجيوسياسية يتحول من واشنطن إلى محور موسكو وبكين وطهران. وهذا إنجاز رائع".

وأضاف: "مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان ودخول إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، نشهد ظهور تعدد الأقطاب، أظهرت خطابات بوتين وشي في المؤتمر أن ميزان القوى الجيوسياسي يتغير وأن التعددية من المفترض أن تكون الطريق إلى الأمام. كما أظهرت خطابات بوتين وشي جين بينغ في المؤتمر بأن ميزان القوى الجيوسياسي يتغير وأنه من المفترض أن تكون التعددية الطريق المستقبل".

أشار د.باري إلى اتفاقية إكواس الأمنية التي أثارت الغضب الفرنسي من الولايات المتحدة، وإلى التوترات بين الولايات المتحدة وألمانيا بشأن خط أنابيب "نورد ستريم" وقال: " نشهد خلافات في كل مكان في حلف الناتو، وأعتقد أنه في نفس الوقت الذي شهدته الأحداث العالمية الأخيرة، نشهد في الواقع تدهور الإمبراطورية. وفي رأيي، هذه الأحداث هي علامة واضحة على تراجع وأفول الهيمنة الأمريكية".

وتساءل: "لماذا يجب أن تثق الدول بالولايات المتحدة؟ أمريكا ليس لديها أصدقاء وكل ما لديها هو السياسة. ليس لأمريكا أصدقاء ملتزمين حقيقيين. إذن ما السبب الذي يجعل ممثلو الولايات المتحدة يثقون بها؟" وقال: "في هذه المرحلة من التاريخ، لا أحد يثق بالولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والاتفاق مع إيران هما بالتأكيد من العوامل التي أثرت على مصداقية الولايات المتحدة".

وأعرب السيد باري: "إن سياسة بايدن في التعامل مع إيران، وعدم رفع العقوبات، ومحاولته تعديل الاتفاق النووي، وهو الخط الأحمر للرئيس الإيراني، السيد رئيسي، ستمنع أي عودة للانضمام إلى محادثات الاتفاق النووي. إذ يواصل السيد رئيسي الإصرار على أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تغيير في الاتفاق النووي وهو أحد خطوطه الحمراء".

وقال: "لم يكتف ترامب بتعطيل الصفقة مع إيران فحسب، بل و تسبب باغتيال الجنرال سليماني. وعلى الرغم من وفاء الإيرانيين بوعودهم والتزاماتهم حتى نهاية هذا الاتفاق، ولكن يتوقع دائماً بأن يكونوا هم المبادرين. لا أعرف ما الذي سيحدث مع استئناف المحادثات في فيينا، لكني أعتقد أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والموقف الحالي لبايدن سيلقي بظلالها بالتأكيد على هذه المحادثات. ولا يسعنا إلا أن نأمل بأن يؤثر ضعف النفوذ الأمريكي في أوروبا عليهم وأن يعودوا إلى طاولة المفاوضات ويحافظوا على سمعتهم". ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون ضعف النفوذ الأمريكي في أوروبا قد أثر عليهم وأن يعودوا إلى طاولة المفاوضات ويحافظوا على سمعتهم.

وأضاف د.ماكس باري: "في ظل الجائحة الحالية، شهدت الصين انتعاشاً اقتصادياً سريعاً، بينما في الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى العدد الكبير من الوفيات بسبب هذا المرض، كذلك نشهد وضعاً اقتصادياً يرثى له. لقد شنت واشنطن العديد من الحروب خارج البلاد، بينما في الداخل لم يتبق لديها أي قدرة إنتاجية".

وقال: "من الواضح أن الصين، باعتبارها أكبر اقتصاد في العالم، سوف تتفوق على الولايات المتحدة، وحتى إلى حد ما من الناحية الجيوسياسية".

وأشار السيد باري: "من الواضح عبر التاريخ بأن جميع الإمبراطوريات قد انهارت في النهاية. لكني أعتقد أن التسارع في أفول الإمبراطورية الأمريكية لا يمكن تصوره. ولا أعتقد بأن أي شخص كان يمكن أن يتنبأ بحدوث ذلك بهذه السرعة. لكني أعتقد بأنه يجب أن يكون هناك توزيع للقوة في العالم بين دولة أو دولتين أو حتى أكثر من الدول التي لها نفس التأثير الاقتصادي والعسكري والثقافي".

وأضاف: "أصبح العالم أقل تمركزًا حول أمريكا وأكثر تعددية الأقطاب. أعتقد أن هذا أمر لا مفر منه".

واختتم ماكس باري حديثه بالقول: "فيما يتعلق بإيران، يجب أن أقول بأن هذا البلد يبني شراكة شاملة ودائمة مع القوى العالمية الناشئة مثل الصين. أوضحت اتفاقية الشراكة الإستراتيجية التي تم توقيعها في مارس ثم انضمت إلى منظمة شنغهاي للتعاون، بأن البلاد تتجه شرقاً، وهذا بالضبط ما سيصب بفائدتها كما سيتجاوز الأحادية الأمريكية؛ بعد الإطاحة بالشاه عام 1979، كانت الولايات المتحدة مصممة على العودة إلى إيران. تعمل إيران أيضاً على تحسين علاقاتها مع روسيا. وقد أجرت بالفعل مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا والصين".

وسيتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني "أفول أمريكا؛ عالم ما بعد أمريكا" في جامعة الإمام الحسين (ع) الشاملة والأمانة العامة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، بالتعاون مع الجامعة والمعاهد البحثية في 2 نوفمبر.

ولمزيد من المعلومات، يمكن للمهتمين الرجوع إلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر على www.usdecline.ir والصفحات الافتراضية لأمانة المؤتمر على وسائل التواصل الاجتماعي على العنوان التالي usdecline@ ..

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة