العميد جازية لـ تسنيم: الحضور الدائم للشهيد سليماني في كل ساحات المقاومة كان كابوساً مرعباً يقضُّ مضاجع الأعداء.. لم تغب القدس أبداً عن محور اهتمامه


العمید جازیة لـ تسنیم: الحضور الدائم للشهید سلیمانی فی کل ساحات المقاومة کان کابوساً مرعباً یقضُّ مضاجع الأعداء.. لم تغب القدس أبداً عن محور اهتمامه

أكد العميد الركن غالب جازية رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية للجيش العربي السوري أن للشهيد القائد قاسم سليماني الأيادي البيضاء في انتصارات محور المقاومة في حرب تموز 2006م وفي مساعدة الجيش العربي السوري منذ عام 2012م على مواجهة العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وبفضل هذا التعاون تم القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي وتحرير معظم الأراضي السورية من رجس الإرهاب وبخاصة محافظة حلب التي كان لشهيدنا دورٌ بارزٌ في تحريرها.

وفيما يلي نص الحوار:

*- مراسل تسنيم: تحل هذه الأيام ذكرى استشهاد القائد الفريق قاسم سليماني رحمه الله ولهذه الذكرى أهمية كبيرة.. ماذا تقولون في بداية هذا اللقاء؟

**- العميد جازية: بدايةً أرحب بكم أجمل ترحيب وأتوجه بتحية المحبة والإجلال والإكبار للشعب الشقيق في الجمهورية الإسلامية الإيرانية متمنياً له المزيد من المنعة والتقدم والازدهار وأنحني إجلالاً وإكباراً لأرواح شهدائنا الأبرار الذين استعذبوا الموت ليبقى الوطن عزيزاً كريماً، وخير ما أستهل به هذا اللقاء قول الله عز وجل في كتابه العزيز: «مِنَ المؤمنينَ رجالٌ صدقُوا ما عاهدُوا اللهَ عليه فمنهم مَنْ قضَى نحبَه، ومنهم مَنْ ينتظرُ، وما بدّلُوا تبديلاً». صدق الله العظيم.

في هذا المقام وأمام رحيل القادة العظام تضيق مساحة اللغة وتضمر أجنحة البيان، ويصبح الكلام ضرباً من محال أو نسجاً من خيال، فكيف إذا كان الحديث عن الشهيد القائد الفريق قاسم سليماني ــ رحمه الله ــ الذي اختزل بشخصه ومناقبه خلاصة القيم والمثل وشكل بروحه المتوثبة للنور شمس العزة وأقمار الكرامة حيث كان استشهاده وسام شرف على صدر كل حرٍّ مقاوم، ونبراساً للحق تهتدي به الأجيال على طريق النصر والتحرير، وفي هذا أقول:

اكتبْ في سطرك عنواني يا أقدسَ قطراتِ القاني

اكتبْ من وحيك ملحمةً من روحِ الحقِّ سليماني

اكتبْ بالأحمر قصتنا فالأحمرُ سيد ألواني

وشهيد الله لنا مددٌ كملاكٍ عذبٍ نوراني

*- مراسل تسنيم: متى بدأت إيران وخاصة الجنرال سليماني بمساعدة الحكومة السورية في محاربة التكفيريين والإرهابيين؟

**- العميد جازية: إن تاريخ العلاقة الأخوية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تاريخ قديم منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م حيث أرسى القائد المؤسس حافظ الأسد دعائم هذه العلاقة، التي ازدادت رسوخاً في ظل قيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، وازدادت أواصر الأخوة والمحبة بين شعبينا وتوطدت العلاقات في مختلف المجالات لا سيما في مواجهة المخططات الصهيو ــ أمريكية التي تستهدف المنطقة، وفي هذا الإطار عمل الشهيد قاسم سليماني على تعزيز هذه الروابط وعلى الوقوف في وجه المخططات المعادية فكان فارس المهمات الصعبة على مدار أربعين عاماً تنقل خلالها من جبهة إلى أخرى ومن موقع إلى موقع آخر داعماً للشعوب المناضلة في سبيل حريتها ومدافعاً عن كرامتها، فكانت لشهيدنا الأيادي البيضاء في انتصارات محور المقاومة في حرب تموز 2006م وفي مساعدة الجيش العربي السوري منذ عام 2012م على مواجهة العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وبفضل هذا التعاون تم القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي وتحرير معظم الأراضي السورية من رجس الإرهاب وبخاصة محافظة حلب التي كان لشهيدنا دورٌ بارزٌ في تحريرها.

*- مراسل تنسيم: ساهم الحاج قاسم بالتعاون مع الجيش العربي السوري في تعزيز التعبئة الوطنية في سورية، كيف تم ذلك وماذا كانت آثاره على أرض المعركة؟

**- العميد جازية: لقد استطاع الشهيد الفريق قاسم سليماني بشخصيته القيادية المتفردة أن يكون قدوةً لرفاقه المقاومين في ميادين الشرف والرجولة.. قائداً شجاعاً لا يهاب الخطوب ولا تنال من عزيمته الصعاب وهذا ما أكسبه شعبية كبيرة في محور المقاومة استطاع من خلالها أن يعبئ طاقات هذه الجماهير وينظمها، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجيش العربي السوري لتكون داعماً ورافداً في مواجهة العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وبهذا التنسيق والتعاون والتنظيم استطاع إلحاق الهزيمة بتلك العصابات وإفشال المخططات الصهيو ــ أمريكية الرامية إلى تفتيت المنطقة والهيمنة عليها، وكان بحضوره الدائم في كل ساحات المقاومة كابوساً مرعباً يقضُّ مضاجع الأعداء، لذلك استهدفوه بعملية غادرة ظناً منهم أن غيابه سيوجه ضربة قاصمة لمحور المقاومة، وسيسمح لهم بتمرير مخططاتهم المشبوهة لكنهم فوجئوا بأن الشهيد حاضر وبقوة حتى في غيابه، حاضرٌ في رفاقه ومقاتليه، حاضرٌ بنهجه وشعبيته التي تجلت في أبهى صورها بعد رحيله، هذا الرحيل الذي جاء كما تمناه شهيداً يحمله شرفاء الأرض وتزفه ملائكة السماء إلى جنات الخلود والرضوان.

*- مراسل تسنيم: كيف كانت العلاقة بين القوات السورية وخاصة كبار القادة الميدانيين والقوات الإيرانية وخاصة الجنرال سليماني؟

**- العميد جازية: إن أهم ما يميز العلاقة السورية ــ الإيرانية هي وشائج الأخوة وروابط المحبة بين الشعبين الشقيقين، وهذا ينعكس بطبيعة الحال على العلاقة بين الجيشين حيث تجلى هذا التعاون والتنسيق بأبهى صوره وعلى مختلف الجبهات بين القادة الميدانيين في الجيش العربي السوري والقوات الإيرانية وبخاصة مع الشهيد الجنرال سليماني الذي كان يتنقل بين الجبهات وبين ساحات المواجهة بشجاعته المعهودة، وقد أثمر هذا التعاون والتنسيق تحقيقَ الظفر والانتصار لمحور المقاومة، ومن الجدير ذكره هنا أنه في كل المعارك التي خاضها الشهيد سليماني لم تغب القدس أبداً عن محور اهتمامه لأنه كان يعتبرها ــ كما نحن في سورية ــ قضيته المركزية وكل المعارك يجب أن تصب في خدمة هذه القضية.

*- مراسل تسنيم: كيف تلقيتم خبر استشهاده وكيف كان شعوركم؟

**- العميد جازية: تلقيت هذا الخبر ببالغ الحزن والأسى وبشعور مرير على فقد هذا الإنسان القائد الذي كان مثالاً للنبل والعطاء، مثالاً للشهامة والرجولة والوفاء، برحيله خسر محور المقاومة مفكراً كبيراً وقائداً عظيماً ولكن ما يعزينا دوماً أنه قد نال شرف الشهادة وأنه بقيمه ومثله ومبادئه سيبقى حاضراً أبداً لا يغيب، وفي هذا أقول:

اكتبْ يا قاسمُ لن ننسى مَنْ ساعدَ يوماً أوطاني

مَنْ حاربَ في بلدي ظلماً لتعودَ ظلالُ الإيمانِ

اكتب فالنصرُ لنا قدرٌ وانسجْ من نوركَ أكفاني

فشهيدُ الحقِّ لنا قبسٌ بمنازلِ بابِ الرضوانِ

*- مراسل تسنيم: كيف تقيمون الحاج قاسم إنسانياً وشخصياً وعسكرياً؟

**- العميد جازية: لاشك أن الحاج قاسم أكبر من أي تقييم وأسمى من أي مقال وفي رحابه تضيق الكلمات وتعجز الأبيات ولكن من ثراه ينبلجُ النور ليعبر عن قائد إنسان متواضع، دمثِ الأخلاق، محبٍّ للناس ومحبوب من قبل الناس، هو مثالٌ يحتذى به في الرجولة والمروءة والأخلاق النبيلة، هو قائدٌ شجاعٌ لا يهاب الخطوب ولا تنال من عزيمته الصعاب، مقدامٌ في ساحات الوغى، صبورٌ على الشدائد، حكيمٌ عند اتخاذ القرار في ميدان المعركة، ومن يحمل مثل هذه الصفات لا يمكن إلا وأن يتربع على عرش القلوب وأن ينال كل احترام وتقدير.

*- مراسل تسنيم: هل من كلمة أخيرة تودون توجيهها بهذه الذكرى؟

**- العميد جازية: في نهاية هذا اللقاء أتوجه بتحية الإجلال والإكبار لروح الشهيد الفريق قاسم سليماني ولأرواح شهداء المقاومة جميعاً الذين عطروا بدمائهم الطاهرة الزكية هذه الأرض فأزهرت الإنجاز تلو الإنجاز والانتصار تلو الانتصار، وعهداً منا أن نقتدي بهؤلاء الشهداء الأبرار وأن يكونوا قدوتنا ومنارتنا دوماً على طريق النصر والتحرير..

والشكر كل الشكر لوكالة تسنيم وللجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادةً وشعباً وجيشاً على ما تقدمه من مساعدة للجيش العربي السوري، وهذا ليس غريباً عليها لأن ميثاق الأخوة والتعاون بيننا يعود لعقودٍ طويلةٍ مضت وسيظل هذا الميثاق قائماً وسيتعزز بتوجيهٍ كريمٍ من السيد الرئيس الفريق بشار الأسد والسيد علي الخامنئي القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى أن تسطع شمس الحق وترحل غرابيب الظلام عن سماء المنطقة وتعود للشعوب حريتها وكرامتها.

المجد والخلود لروح شهيدنا البطل القائد الفريق قاسم سليماني ولأرواح رفاقه المقاومين، وإنا على دربهم سائرون.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة