شاتيلا لتسنيم: سوريا تجاوزت اخطر المؤامرات وصمدت.. وإيران تمد يدها لمساعدة لبنان دون شروط

شاتیلا لتسنیم: سوریا تجاوزت اخطر المؤامرات وصمدت.. وإیران تمد یدها لمساعدة لبنان دون شروط

أجرى مراسل تسنيم حوارا مطولا مطولاً مع السيد كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني تحدث فيه عن آخر مستجدات الوضع اللبناني واصفا الوضع في البلاد بالكارثي منتقدا الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاصر لبنان سياسيا واقتصاديا، مدنيا على مبادرة حزب الله لإنعاش الحكومة.

معرجا على ملف انفجار مرفأ بيروت معتبرا أن التحقيق في هذا الملف يتحوَل من قضائي الى سياسي وهذه فضيحة لأن من حق اللبنانيين واهل الضحايا ان يعرفوا الحقائق كما هي، وفي سياق الحديث قال ان جمهورية ايران الاسلامية دولة اقليمية كبرى مناهضة للصهيونية والاستعمار واستطاعت ثورتها الناجحة ان تحقق تقدماّ صناعياّ ونووياّ وعلمياّ وتكنولوجياّ بصورة واضحة، وقد ابدت استعدادها دائما لمساعدة لبنان في مشاريع كهربائية ومائية وتقنية ودوائية خاصة وان هذه المساعدات بدون شروط سياسية، ومع ذلك فان اطرافاّ لبنانية في السلطة وخارجها تعارض هذه المساعدة لاسباب عدة منها الضغط الاميركي.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا

مراسل تسنيم: استاذ كمال، كيف تقيمون الوضع في لبنان عموما، وكيف تقرأون مبادرة حزب الله لفتح الحكومة مجددا وكيف سينعكس الأمر على الوضع في لبنان؟

كمال شاتيلا: الوضع في لبنان كارثي لعدة اسباب.. واولها ان الطبقة السياسية التي تولت الحكم باتفاق اقليمي ودولي منذ العام 1992 وضعت دستور الوفاق الوطني جانباً وصاغت دستورها الخاص الذي ضرب استقلالية القضاء وحافظ على الطائفية وأنتج قانونا انتخابيا نيابيا مضادا للدستور، فكانت النتيجة هذه الكوارث المتلاحقة.

ان الغرب الاطلسي ساهم بصورة اساسية في دعم الطبقة الحاكمة واليوم ينتقدها، ان الولايات المتحدة تحاصر لبنان سياسيا واقتصاديا وهي تريد الفساد ولا تريد توازن الردع بين مقاومة لبنان والعدو الاسرائيلي لاعادة استباحة لبنان، وهي تحاول احلال دستور فدرالي تقسيمي كبديل من وثيقة الوفاق الوطني التي تحافظ على وحدة لبنان وعروبته واستقلاله، لكن المعارضة الوطنية الشعبية للمشروع  الاميركي مستمرة ومتصاعدة ولن يكون بوسعه تحقيق كل الحلقات الجهنمية لهذا المشروع.

 اما عن سؤالكم حول مبادرة حزب الله لإنعاش الحكومة فهذا قرار سليم ينسجم مع رغبة الناس رغم ان الحكومة ليست جيدة لكنها افضل من الفراغ السياسي.
 
مراسل تسنيم: هناك انتخابات نيابية قادمة في أيار ، هل تتوقعون اجراءها في موعدها؟ وكيف ممكن ان يكون تأثير ما تعمل عليه السفيرة الأميركية شيا من تشكيل غرفة عمليات انتخابية لدعم حلفاء واشنطن في لبنان على نتائج الانتخابات وهل فعلا لبنان ذاهب للارتماء كليا في الحضن الامريكي؟

كمال شاتيلا: يبدو ان هناك مصاعب عديدة لاجراء الانتخابات في موعدها  واحد الاسباب الهامة ان القوى السياسية الحاكمة تشعر باهتزاز قواعدها الشعبية، فاغلبية الناس التي انتفضت على هذه الطبقة تجاوزت الحكام وطالبت بالتغيير وباحياء الوحدة الوطنية كبديل عن العصبيات الطائفية، وقطاع شعبي كبير اعلن انه ضد قانون الانتخابات الحالي المخالف للدستور لانه قانون انفصالي طائفي  في حين ان الدستور نص على انتخاب مجلس شيوخ طائفي ومجلس نيابي وطني، والقانون لا يعبر عن الاغلبية من طبقات متوسطة وفقيرة، انه قانون طبقي للاثرياء من أي جهة كانوا، ولذلك الناس مترددة عن المشاركة الانتخابية وهي في حالة امتناع وعدم اهتمام مع اهمية الحاجة الى انتخابات تفتح باب التغيير للافضل.

اما عن الاميركيين الذين شجعوا الحكام على انتاج قوانين انتخابية مضادة للدستور خلال ثلاثين عاما فهؤلاء لهم جماعاتهم في جمعيات ممولة اطلسياً وفي حزب القوات وغيره، وهم خصوم اساسيين ضد وحدة لبنان واستقلاله واستقراره.

 لقد اعترف علناً مسؤول اميركي كبير في هذه السنة انهم صرفوا اكثر من عشرة مليارات دولار للجمعيات الممولة اجنبيا وفشلوا، والارجح سيفشلون وبقيت بعض هذه الجمعيات تتعامل مع العدو الاسرائيلي، كما كشفت وزارة الداخلية منذ اسابيع.

مراسل تسنيم: كيف تقرأون تسييس ملف انفجار المرفأ.. وهل تعتقدون أن هناك من يريد جر لبنان لفتنة عبر تسييس هذا الملف؟

كمال شاتيلا: لقد طرحت القوى الوطنية والاسلامية اسئلة مشروعة حول تحقيق القاضي بيطار بالنسبة للتفجير الاجرامي في مرفا بيروت، ومنها لماذا لم يتم استدعاء كل المسؤولين مهنياً عن المرفأ؟ وأين صور الاقمار الصناعية من فرنسا وامريكا، فهما لم يسلما التحقيق هذه الصور، وللآن القضاء لم يجب عن الاسئلة المشروعة مما يرفع درجة التحفظ على الاسلوب المعتمد للتحقيق.

ويبدو ان هذا التحقيق يتحوَل من قضائي الى سياسي وهذه فضيحة لأن من حق اللبنانيين واهل الضحايا ان يعرفوا الحقائق كما هي.

 مراسل تسنيم: الضغط الخليجي على لبنان في اي اطار تضعونه ولماذا يشتد هذه الايام؟

كمال شاتيلا: لبنان بلد عربي مستقل وبطبيعته منفتح على الدول العربية وله مصالح واسعة ومتشابكة مع العرب وهذا امر طبيعي، ونحن كلبنانيين نعترف بان بلدان الخليج (الفارسي) ساعدت لبنان خاصة في التضامن معه ضد آثار الحروب الاسرائيلية على لبنان.

ان مجلس التعاون الخليجي حسب المبادرة الكويتية العربية يطالب ان لا يكون لبنان مصدراً لإساءة أمنية وسياسية ضد بعض دوله.

ان الدستور اللبناني يرتكز الى الحريات العامة وحق التعبير من ضمنها، والدستور ينص على ان لبنان لا يكون مقراً للاستعمار والصهيونية ضد سوريا والبلاد العربية، ونحن مع هذا النص الميثاقي.

 اننا مع حق اي طرف سياسي لبناني بحرية التعبير لكننا بصورة عامة لسنا مع الاساءة الامنية لاي بلد عربي او اسلامي.

مجلس التعاون طالب لبنان بالتزام اتفاق الطائف ونحن مع هذا الموقف دون ان ننسى ان بلدانا خليجية ساندت اطراف لبنانية تجاوزت هذا الدستور، وايضا اذا اختلف بلد خليجي مع طرف لبناني صديق له فما ذنب اللبنانيين ان يعاقبوا.

وقد اعلنا اذا كان مجلس التعاون يطالب بقرارات دولية حول لبنان فان أول قرار يجب تطبيقه هو 242 الذي ينص على انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من كل الاراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

اما اذا كان المقصود بقرارات دولية تضرب توازن الردع بين لبنان والعدو، فان السؤال المطروح جدياً هو: اذا تم تحجيم المقاومة وتلاشى توازن الردع فما هي ضمانات مجلس التعاون الخليجي ان لا يستبيح العدو اراضينا ويصل الى بيروت كما فعل بعدوان 1982؟

نحن مع سياسة دفاعية وطنية متكاملة مع حقنا في الدفاع عن وطننا وتحرير مزارع شبعا المحتلة صهيونياً.  

ان الغرب الاطلسي يمتنع عن تزويد جيش لبنان باسلحة متقدمة اكراما للعدو، وهو لا يسمح لاي دولة بتسليح جيشنا الوطني، المسألة تتطلب مناقشة جادة مع مجلس التعاون الخليجي خاصة وان العدو بدأ يبتلع غاز لبنان ونفطه في الحدود البحرية نحن بحاجة الى قوة دفاعية لردع العدو.

نريد افضل العلاقات الاخوية مع بلدان الخليج (الفارسي) ونطالبهم بدراسة معمقة عن خصوصية الوضع اللبناني في اطار وحدة وعروبة واستقلال لبنان.

مراسل تسنيم: كيف تقيمون العلاقات اللبنانية السورية وهل ترون أن الأيام القادمة يمكن أن تحمل انفتاحا لبنانيا أكبر على سوريا.. أم أن الأمور لا تزال محكومة بعداء بعض الأطراف لدمشق؟

كمال شاتيلا: ان امريكا التي تآمرت وتتآمر على وحدة وسيادة سوريا ولا تزال تعمل بشكل محموم لتبديل نظامها السياسي الوطني بنظام تابع لها، وانها كعادتها ترتكب اكبر الجرائم بقانون قيصر الذي يحرّم دوليا اقامة أية علاقات مع سوريا، وبما ان لأمريكا اتباع في لبنان فانهم يقاومون إقامة علاقات صحيحة مع سوريا.

وهناك بتقديري تقصير من نواب من الصف الوطني لا يضغطون كما يجب لفتح ابواب العلاقات اللبنانية السورية رغم ان دستورنا ينص على القيام بافضل العلاقات.
 
نحن وكل احرار لبنان يضغطون شعبياً وسياسياً لإعادة العلاقات الاخوية مع سوريا، فنحن اشقاء مصالحنا مشتركة ومترابطة، واظن ان انعاش هذه العلاقات سيتحقق قريبا خاصة وان العلاقات السورية – العربية تتحسن، والسوريون منفتحون.

ونحمد الله ان سوريا تجاوزت اخطر المؤامرات الاستعمارية الصهيونية وصمدت برغم أنف الاميركيين وغيرهم.

مراسل تسنيم: كيف تقيمون العلاقات اللبنانية الإيرانية ولماذا ترفض أطراف لبنانية بعينها اليد الإيرانية الممدودة للبنان؟

كمال شاتيلا: ان جمهورية ايران الاسلامية دولة اقليمية كبرى مناهضة للصهيونية والاستعمار واستطاعت ثورتها الناجحة ان تحقق تقدماّ صناعياّ ونووياّ وعلمياّ وتكنولوجياّ بصورة واضحة، وقد ابدت استعدادها دائما لمساعدة لبنان في مشاريع كهربائية ومائية وتقنية ودوائية خاصة وان هذه المساعدات بدون شروط سياسية، ومع ذلك فان اطرافاّ لبنانية في السلطة وخارجها تعارض هذه المساعدة لاسباب عدة منها الضغط الاميركي وممن لديهم احتكارات نفطية ودوائية، ولو حصل استفتاء في لبنان فسنرى الاغلبية مع الانفتاح والتعاون مع الشرق كله وليس فقط مع ايران، فالغرب يناصر الكيان الصهيوني ويحاصر لبنان وسوريا ولكن هذه السياسة لن تستمر باتحاد القوى الوطنية والاسلامية ان شاء الله.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة