الحسيانة: الجهاد الإسلامي جاءت استجابة للتحدي الذي فرضه الغرب على المنطقة بعد اتفاقيات الاستعمار

الحسیانة: الجهاد الإسلامی جاءت استجابة للتحدی الذی فرضه الغرب على المنطقة بعد اتفاقیات الاستعمار

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. يوسف الحساينة، اليوم الأربعاء " إن ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي تأتي والعالم يمر بالعديد من المتغيرات، وهنا يقع دور الحركة التي قاربت بين الإسلام والوطنية، وظلت فلسطين بأبجدياتها القضية المركزية للعالم، عبر السياقات التاريخية والدينية".

وبيّن د. الحساينة في تصريحات لإذاعة "القدس"، تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حركة الجهاد الإسلامي جاءت استجابة، للتحدي الذي فرضه الغرب، على المنطقة بعد اتفاقيات الاستعمار، التي كانت سبباً في زرع الكيان الصهيوني في أحضان العرب، والحركة انطلقت لتكون رأس حربة المواجهة مع هذا المشروع.

وأشار إلى أن ذكرى الانطلاقة جاءت بعد خوض الجهاد وحدها معركة وحدة الساحات، والحركة بذلك دافعت عن شعبها في سياق حقها التاريخي الإنساني والقانوني؛ وهي بذلك شكلت حضوراً كبيراً، في المنطقة.

وأكد أنّ حركة الجهاد الإسلامي تمتلك القرار بالدخول في مواجهة مع الاحتلال باقتدار، في أي وقت تراه مناسباً، وهذا متغير لافت، في إفشال محاولات الاحتلال؛ كسر الجهاد، باغتيال قادة الحركة، ولكن أثبتت أنها صاحبة قرار، وقد ضربت العمق الصهيوني.

وأضاف: "أن وحدة الساحات أثبتت أن منطلق الحركة فلسطيني صرف، وأن تحركها لا يأتي إلا وفق المصلحة الوطنية"، متابعا: "استنساخ نموذج المقاومة بالضفة، هو متغير مهم في حضور القضية الفلسطينية، فالتداخل الجغرافي والديموغرافي، بين شعبنا والاحتلال، يعطي زخماً كبيراً لنجاعة هذا الخيار، ويُعزز من فكر الجهاد.

ونوه إلى أن محور المقاومة في الإقليم يزداد قوة، وهذا متغير كبير، يُعزز من الجهاد الإسلامي، التي تتصدى لمحاولات الاستعمار بسلخ العرب عن القضية المركزية.

وشدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على أن "دولة" الاحتلال اليوم مردوعة، ودليل ذلك ما يحصل في لبنان، وما ثبتته غزة التي باتت صاعدة بقوة الجهاد وفصائل المقاومة بوجه المشروع الصهيوني في المنطقة.

وتابع: "الشعب الفلسطيني دفع تكلفة تطبيع الدول العربية مع الاحتلال، بأكثر من الثمن الذي يدفعه لخيار المقاومة، الذي يمثل كرامتنا، في حين أوصلنا خيار "التسوية" إلى متاهات، وضياع للحقوق".

وفي السياق لفت إلى أن الشهيد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي عندما وضع اللبنة لحركة الجهاد؛ توجها بدراسات مستفيضة لواقع القضية، إذ زاوج بين منطلقي الوطنية والدين، من خلال أيدولوجية الإسلام الباعثة بالدفاع عن فلسطين؛ للتخلص من الغدة السرطانية الصهيونية من القلب العربي.

وأكمل د. الحساينة، أنه لا يمكن للأمة أن تتحرر من واقع التغريب؛ ما لم تضع قضية فلسطين مركزية للصراع؛ لأن امتداد العدو الصهيوني يأتي لزعزعة الواقع العربي والإسلامي.

وأكدّ، أن الأمين العام الراحل د. رمضان شلح رسَّخ حضور الحركة في فلسطين، وعزز من خيار المقاومة؛ خاصة مع تزايد العمليات البطولية التي خاضها أبناء الجهاد.

وقال: "مواقف الأمين العام القائد زياد النخالة، أكدت على مبادئ الحركة، وحضورها، خاصةً في معادلة وحدة الساحات، ونحن ندرك خصوصية كل ساحة، وعلى رأسها غزة؛ التي تمتلك الردع في وجه العدو الصهيون".

وأشار إلى أن تعدد الساحات يفرض تعدد أشكال المواجهة، ونحن في الجهاد من واجبنا استدامة هذه المقاومة حتى الخلاص من الاحتلال.

من جهة أخرى، أضاف أن الاحتلال يحاول عزل الأسرى داخل سجون الاحتلال عن الواقع النضالي؛ ولكن العمليات التحررية على طول الصراع، أثبتت عكس ذلك، وحركة الجهاد تضع الأسرى على رأس الأولويات.

وزاد بالقول: "الاحتلال يسعى لتمرير سياسات قاتلة للقضاء على القضية الفلسطينية، من خلال تغيير وجهة الصراع، من سياسي إلى اقتصادي، ولكنا ملتزمون بوضع القضية بمكانتها المحورية أمام العالم".

وختم تصريحاته قائلا: "أوسلو كانت مقدمة لحالة العبث، التي لم تقدم للشعب الفلسطيني شيئاً، ولابد أن نذهب لمكاشفة حقيقية ونبحث عن حلول تِفضي إلى نتائج، بالذهاب إلى خيار المقاومة؛ بوصفه الأقل تكلفة، والأنسب لمسيرة شعبنا".

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة