السيد نصر الله : الشهيد سليماني تجاوز المكان والزمان فهو شهيد بمستوى العالم وتأثيره عابر للأجيال

السید نصر الله : الشهید سلیمانی تجاوز المکان والزمان فهو شهید بمستوى العالم وتأثیره عابر للأجیال

أكدّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أهمية الشهيد ومكانته في الدين الإسلامي، عارضًا لمحة تاربخية حول القادة الشهداء، منذ الدعوة الإسلامية، وحتى يومنا الحالي، مشيرًا إلى "أن شهداء بدر أصبحوا عنوانًا طوال التاريخ، فعندما نتحدث عن شهداء آخرين فنقول هؤلاء كشهداء بدر، ولاحقًا أصبحنا نذكر عنوانًا آخر "شهداء بدر وأحد".

كلام السيد نصر الله جاء خلال رعايته حفل توزيع "جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم" الذي أقامته جمعية "أسفار" للثقافة والفنون والإعلام" في قاعة رسالات - المركز الثقافي لبلدية الغبيري، وأضاف: إنّ "ميزة القادة الشهداء طوال التاريخ بمكانتهم في بيئتهم وشعبهم والقدرة على الإلهام"، وأوضح أنّ "مجموع الشهداء في معارك الاسلام وفي واقعنا المعاصر هم الذين أوصلوا إلى الانتصار.. مجموع الشهداء في لبنان وفي غزة وفلسطين والعراق واليمن وسوريا يصنعون الانتصار والانجازات".

وتابع السيد نصر الله: "هناك شهداء يتجاوزون الزمان والمكان في تأثيرهم ويؤثرون في البشرية إلى قيام الساعة، فالشهيد الحاج قاسم سليماني تجاوز المكان فهو شهيد بمستوى الأمة والعالم، وتجاوز الزمان فتأثيره سيبقى لأجيال".

وفيما لفت سماحته إلى أنّ "المحور الذي قاتل "داعش" كان فيه الشهيد سليماني قائدًا كبيرًا، فهو كان قائدًا كبيرًا وأساسيًا في إلحاق الهزيمة بـ "داعش" و"إسرائيل الكبرى""، أضاف "لم يكن هناك مكان للخوف في قلب سليماني فكان يقتحم على الموت ويغامر ويخاطر ويمشي بين الرصاص والقذائف والعبوات الناسفة".

ونوّه السيد نصر الله إلى أنّ "الروح والقوة المعنوية والشجاعة والتضحية والعقل الاستراتيجي والخروج من يوميات الصراع إلى الصراع بمستواه الاستراتيجي، ميزات تعتبر جزء من مدرسة وعطاءات الحاج قاسم سليماني"، أضاف "الشهيد سليماني بعث القوة المعنوية في هذا المحور، وكان قائدًا عظيمًا في قتال "إسرائيل".

وبينما أكد أنّ "واجبنا أن نقدّم القدوة والملهم، ففي كلّ جيل وبلد نحن نحتاج إلى هذه النوعية من القادة الشهداء"، قال سماحته "في الكثير من الساحات قادة شهداء، يجب إحياء سيرتهم على المستوى الوطني فتشكّل ثروة معنوية ووطنية ضخمة جدًا، وتنتقل من جيل إلى جيل ونحن نفعل ذلك من أجلنا وليس من أجل الشهداء".

ولفت السيد نصر الله إلى أنّ الشهيد سليماني أصبح معروفًا في السنوات الأخيرة، لكنّه أمضى عقودًا من أجل المقاومة، واليوم نحن عندما نقدّمه نقدّم النموذج الإلهامي الاسطوري".

سماحته شدد على "وجوب الاستفادة من كلّ أشكال الإحياء، بالمحاضرة والرسم والاحتفال والرواية وأشكال حديثة أخرى ومعاصرة، لتبقى أسماء وصور الشهداء حاضرة في الأذهان ومؤثّرة ببعث الانطلاقة وروح القيام في الأمة".

وتوجه السيد نصر الله بالشكر لـ"جميعة أسفار" ولكلّ القيمين بهذه المناسبة والفائزين بالمسابقة، مشيرًا إلى أننا "نحتاج إلى التأكيد على النموذج القائد الملهم الدؤوب المفكر المضحي كالحاج قاسم سليماني، فنحن ما زلنا في قلب المعركة".

وأوضح: "تحدثت سابقًا عن نسختين في المعركة، ونحن اليوم نواجه النسخة الثالثة، وسأتحدث عن هذه النسخة يوم الخميس المقبل في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المركز الاستشاري للتوثيق والدراسات".

وفي الموضوع المحلّي وبالتحديد بما يتعلّق بانتخابات الرئاسة، قال السيد نصر الله: "نتفهّم قيام بعض المرجعيات الدينية بالضغط السياسي والإعلامي على القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي من أجل الإسراع في انتخابات الرئاسة، لكن يجب الانتباه إلى عدم التحريض الطائفي".

وأضاف: "غير صحيح الترويج لفكرة تغييب الموقع الماروني الأول، ولا نيّة لأحد في ذلك، وأجزم أنّه لا يوجد أيّ كتلة أو قوى سياسية تتعمّد تغييب الموقع الماروني الأول، الكل يريد إنهاء الفراغ السياسي لتشكيل الحكومة وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي".

وأكد السيد نصر الله أنّ التوصيف الحقيقي اليوم أنّ هناك كتلًا نيابية متعددة ولا أغلبية لأحد. ومن حقنا الطبيعي أن نقول "برئيس لا يطعن ضهر المقاومة"، وكذلك من الحق الطبيعي لأيّ كتلة أن تقول أنّها لا تريد رئيسًا قريبًا من حزب الله، وشدد على أنه "لا أحد يخطط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي الأول وأقول ذلك على ذمتي".

وتناول السيد نصر الله موضوع الكهرباء، فلفت إلى أنّ هذه المشكلة هي عابرة للطوائف والمناطق، وقال: "ممكن هناك بعض الزعماء لا يحسّون بمعاناة الكهرباء فلديهم كهرباء ليل نهار".

وتابع سماحته: "قبل أشهر قيل لنا أن نؤمّن الفيول من إيران لـ 6 أشهر لرفع ساعات التغذية إلى 8 ساعات"، وكشف أنّه "بذلنا جهدنا وتواصلنا مع المسؤولين في إيران والتمنّي اللبناني وصل إلى المسؤولين الإيرانيين وإلى الإمام الخامنئي"، وأوضح أنّ "المساعدة التي كنّا نطلبها من إيران هي تساعد لبنان لستة أشهر وتضعه على سكة الحل على طول الخط".

وقدّم السيد نصر الله مزيدًا من التفاصيل، وقال: "بادرنا واتصلنا بإيران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول، والوزير عبد اللهيان أكد على ذلك في بيروت"، وأضاف: "أقول لكم مجددًا إن عرض الفيول الإيراني للبنان ما زال قائمًا وأميركا تمنع تنفيذ العرض".

وفيما أوضح سماحته أنّ "الأميركيين منعوا تنفيذ عرض إيران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أنّ قبول مساعدة الفيول الإيراني خط أحمر، ويمكن هدّدوهم"، لفت إلى أنّه "لدينا فرصة لحلّ أزمة الفيول وأنتم يا حلفاء أميركا استفيدوا من علاقتكم معها لجلب استثناء للفيول الإيراني. واحصلوا على استثناء وأنا أضمن لكم أنّ سفن الفيول الإيراني ستتحرك الى لبنان".

وفي هذا السياق، جدّد السيد نصر الله التأكيد على أنّه "نحن سادة عند الولي الفقيه، وكل يوم نثبت هذه المقولة، فيما أنتم ماذا عند أميركا والسعودية والخارج، هل أنتم سادة أم عبيد أم أدوات أم ماذا؟".

وعلّق سماحته على ما قاله أحد النواب حول عجز ايران، بالقول: "إيران لديها تكنولوجيا نووية وصناعات تقنيّة حديثة متطورة، وصناعة طائرات وسيارات وغير ذلك، وهناك نائب لبناني "جهبذ" تقف معلوماته أن إيران عاجزة إلى حد إذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها".

وبما يتعلق باجتماع الحكومة والموقف من ذلك، ذكّر السيد نصر الله أنّ حزب الله "بذل جهودًا كبيرة في الأسابيع ما قبل الفراغ الرئاسي من أجل تشكيل حكومة وبذلنا ماء وجه ولكن النتيجة كانت عدم تشكيلها"، وأضاف "هناك خبراء دستوريون مسلمون ومسيحيون يقولون بدستورية اجتماع حكومة تصريف الأعمال، وهناك خبراء مسلمون ومسيحيون لا يقولون بذلك، لكن الأغلبية يقولون بدستورية اجتماعها في حدود القضايا الملحة والمهمة".

وأوضح سماحته: "قناعتنا الدستورية أنّه يحق لحكومة تصريف الأعمال أن تجتمع لتأخذ القرار في حدود القضايا الملحّة والضرورية غير القابلة للتأجيل. نحن مضغوطون بقضايا الناس فالموضوع له علاقة بالقناعة وبالضمير وإحساسنا بالمسؤولية وحاجات الناس وكنّا نعرف أن له تداعيات وقبلنا بها".

وأردف السيد نصر الله: "لو لم نشارك في جلسة المجلس الوزراء لكانت كل الجوقة الإعلامية والسياسية والكتّاب المأجورين ستعمل على أسابيع بأن حزب الله عطّل أدوية السرطان وغسيل الكلى، ويتحمل مسؤولية امتلاء القرى والمدن بالنفايات، فلن يقولوا التيار الوطني الحرّ أو أحد آخر".

ولفت السيد نصر الله، إلى أن وجود بواخر الفيول في البحر يسجل يوميّا غرامات على اللبنانيين. وقال: "نحن اليوم أمام واقع الحل الممكن المتاح هو أن تجتمع حكومة تصريف الأعمال لمعالجة موضوع الكهرباء وأزمة الفيول وتحسين ساعات الكهرباء وتجديد العقود".

وأوضح السيد نصر الله قائلًا: "التزمنا بحضورنا في جلسة مجلس الوزراء لمعالجة موضوع الكهرباء وليس في هذا تحديًا لأحد لا في حضورنا ولا في انسحابنا في حال تناول مواضيع أخرى في الجلسة. ذهبنا إلى الأكثر إلحاحًا لتجنب التوتر السياسي في البلد وهذا ما يعبّر عن حرصنا".

وأكد "لا نريد أن نطعن بنظام ولا دستور ولا ميثاقية ولا شراكة نحن ذاهبون إلى معالجة موضوع ملح للبنانيين بالطريقة المتاحة. نقوم بمسؤوليتنا الاخلاقية أمام الناس فلا اصطفاف في الموضوع ولا تخندق".

المصدر: العهد

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة