نتيناهو بين ضغط المتشددين وتطور قدرات المقاومة الفلسطينية .. هل ينجر إلى مواجهة دموية ؟

نتیناهو بین ضغط المتشددین وتطور قدرات المقاومة الفلسطینیة .. هل ینجر إلى مواجهة دمویة ؟

على وقع العمليتين النوعيتين للمقاومة الفلسطينية في القدس والتي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح العشرات بينهم ضابط برتبة كبيرة، يستعد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" للاجتماع لأول مرة في عهد حكومة نتنياهو لدراسة الوضع الأمني وتقرير ما يمكن فعله رداً على ما قامت به المقاومة.

على وقع العمليتين النوعيتين للمقاومة الفلسطينية في القدس والتي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح العشرات بينهم ضابط برتبة كبيرة، يستعد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت"  للاجتماع لأول مرة في عهد حكومة نتنياهو لدراسة الوضع الأمني وتقرير ما يمكن فعله رداً على ما قامت به المقاومة. حيث يتخوف الإسرائيليون من القرارات التي سيصدرها الاجتماع الأمني، ومرد هذا الخوف هو قلة الخبرة التي لدى أعضائه، فباستثناء نتيناهو فإن معظم أعضاء الكابنيت يحضرونه للمرة الأولى ايمتار بن غفير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الذي يأتي من خلفية قومية متشددة، ما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات خطيرة قد تؤدي إلى اشتعال المنطقة ككل بدلاً من الذهاب إلى التهدئة ووقف التصعيد، هذا من جهة .. ومن جهة ثانية فإن هناك خشية لدى القادة الأمنيين الكبار من عمليات محاكاة من قبل الشبان الفلسطينيي، ما يعني أن "الكابنيت" سيتجمع على وقع الخوف والهلع من الرد الفلسطيني المزلزل، كيف لا والعملية الثانية التي جرت في سلوان بالقدس جاء بعد أقل من 24 ساعة على العملية وفي ظل استنفار أمني كبير جداً.. وهذا يؤشر إلى فشل كبير لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فالعمليات نفذت تحت أنف الشاباك ولم يستطع أن يحرك ساكناً لمنعها.

ورغم التصعيد الذي شهدته وسائل الإعلام الإسرائيلية والتصريحات التي عجت بها من مسؤولين متطرفين تطالب بشن عمليات ضد الفلسطينيين تطوير كاسر الأمواج 2 في الضفة الغربية وتحريك الجيش بصورة أكبر لقمع كل المظاهر المسلحة والبحث فيما إذا كانت أوامر العمليات قد صدرت من قطاع غزة، يبدو أن الأمور تتجه إلى اتخاذ إجراءات وقرارات في الكابنيت الإسرائيلي لا تلبي في المرحلة الأولى غضب المتطرفين والمتشددين الذين يقودهم بن غفير وسموريتش إلا أنها قد تؤدي لاحقاً إلى تأجيج الصراع أكثر وأكثر كما في حال تسليح المستوطنين ومنحهم الحربة الكاملة في إطلاق النار تحت دافع حماية أنفسهم من الهجمات الفلسطينية، أما الذهاب إلى حرب شاملة على غزة والضفة الغربية فدونه الكثير من العقبات التي تمنع تنفيذه سواء داخلياً وما تعيشه حكومة نتنياهو من ضغط غير مسبوق بسبب سعي حلفائه إلى تغيير التشريعات ولاسيما المتعلقة بالسلطات القضائية لإضعاف قوتها وجعلها تحت سلطة المتطرفين ونتنياهو نفسه للفرار من العقاب الذي ينتظره على خلفية فساده، من جهة، والأمر الأخر يتعلق بالجيش الإسرائيلي نفسه الذي يعاني 60% منه من تهالك ووهن في وحداته حيث حالة الاستنفار الدائم في الصفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة أدت إلى مثلاً إلى ازدياد حالات الانتحار بين صفوف الجنود والتي وصلت العام الماضي إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات وفق الإعلام الإسرائيلي.

طبعاً دون أن نغفل التطور الكبير لدى فصائل المقاومة في الضفة الغربية والقدس والتي بدأنا نشهد خلالها عمليات إطلاق نار ومقاومة لكل عملية اقتحام لأي مدينة من مدن الضفة ولنا في كتيبة جنين وعرين الأسود مثال، أما في قطاع غزة فقد سجل إعلان حماس عن استخدام سلاح مضاد للطائرات خلال الاعتداء الأخير تأكيد جديد على تطور المقاومة في غزة وحصولها على صنوف من الأسلحة ستفاجئ جيش الاحتلال خلال أي عملية جديدة ضده.

في ضوء ذلك يبدو أن الكابنيت سيسعى من خلال اجتماعه الذي سيستمر لساعات طويلة إلى امتصاص غضب الشارع الصهيوني المتطرف ولكن لن يتمكن من وقف العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية على امتداد فلسطين إلا إذا كان من يجتمع لأول مرة في الاجتماع الأمني قد قرر الانتحار وجر المنطقة إلى حمام دم لن ينتهي إلا حرب شاملة، لننتظر ونر.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة