الإمام الخامنئي: ينبغي الحفاظ على التعاون مع الوكالة الدولية في إطار الضمانات


الإمام الخامنئی: ینبغی الحفاظ على التعاون مع الوکالة الدولیة فی إطار الضمانات

قال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، ينبغي الحفاظ على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الضمانات.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن قال قائد الثورة الإسلامية، قال اليوم الأحد، خلال زيارة معرض منجزات الصناعة النووية الإيرانية، في حسينية الإمام الخميني(رض)، إن الأعداء أوجدوا لنا تحديا نوويا لمدة عشرين عاما لأنهم يعرفون أن الحركة في الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي للبلاد، مؤكدا ان ذريعة الأسلحة النووية هي مجرد كذبة والأعداء يعرفون ذلك.

وأضاف سماحته، بناء على عقيدتنا الإسلامية، لا نريد أن نتجه نحو السلاح [النووي] ، وإلا لما تمكنوا من إيقاف ذلك. حيث لم يتمكنوا من وقف تقدمنا النووي حتى الآن.

وتابع، ينبغي الحفاظ على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق الضمانات. لا يجوز انتهاك قانون العمل الاستراتيجي الذي اعتمده البرلمان. لا مشكلة في الاتفاق، لكن ينبغي عدم المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية.

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن الصناعة النووية مهمة في ثلاث اتجاهات، الاتجاه الاول من حيث تقدم قدرات البلاد في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والصحة وغيرها مما يعطي مكانة للبلاد ويجعل حياة الناس افضل، أما الاتجاه الثاني فهو من حيث الثقل السياسي العالمي والدولي للبلاد والاتجاه الثالث من حيث تعزيز الثقة بالنفس بالروح الوطنية وهو اتجاه معاكس لحركة العدو وتطلعاته.

ولفت سماحته إلى حقيقة عدم يقين أحزاب وخصوم ايران في وعودهم، وخاطب الذين لديهم خبرة كبيرة في المجال النووي، محذراً من الوثوق بالوعود المقدمة في مختلف القطاعات سواء الحكومات التي كانت أطرافاً في المفاوضات النووية أو الوكالة نفسها والتي لم يتم الايفاء بها مما أدى إلى انعدام الثقة في هذه الجهات وادراك أنه لا يمكن الوثوق بوعودها وأقوالها.

واعتبر قائد الثورة ان من اهم الانجازات المهمة للتحدي النووي الذي دام 20 عاماً هو ينبغي عدم الوثوق بالوعود ومن المهم جداً للمسؤولين والشعب في بلد ما أن يعرفوا ويدركوا أين يثقون وأين لا يثقون. وقال، في هذه السنوات العشرين فهمنا من هم الجديرون بالثقة ومن ليسوا كذلك.

وأشار سماحته الى ان الصناعة النووية هي من المقومات الأساسية والمهمة لقوة الدولة ومصداقية الدولة وقوتها، وقال، على كل شخص تهمه الجهمورية الاسلامية الايرانية ويريدها دائما قوية أن يولي هذا الجزء من الأنشطة العلمية والبحثية والصناعية الموجودة هنا اهمية وعناية وتقدير خاص لأن الأعداء يركزون على الطاقة النووية لإضعاف ايران.

وأضاف، ان هذا التحدي الذي دام عشرين عاماً مع أعدائنا بشأن القضية النووية، وأوضح بعض الحقائق اولها ان التطورات النووية في ظروف التهديد والارهاب قد اظهرت القدرة الخارقة للشباب الايراني.

وأشار الى تميز ايران بكوادرها العلمية والبشرية، واعتبر ان كل هذه التطورات تمت في ظل العقوبات والتهديدات والاغتيالات المستمرة لعلماء الطاقة الذرية الايرانيين .

ولفت إلى الحقيقة الثانية التي اوضحها التحدي النووي الا وهي المنطق اللاإنساني والظالم والقسري لأعداء ايران بحيث انه لديهم توقعات لامنطقية من ايران تتجاوز عقود الضمانات المعمول بها في العالم  وانهم يسعون دائما لتقويض تطور ايران في كافة المجالات لان ذلك يهدد سياساتهم الاستكبارية في المنطقة .

واعتبر الحقيقة الثانية بانها تتمثل في "الكشف عن المنطق اللاإنساني والمتغطرس لخصوم تقدم إيران" وقال: انه وبما يتجاوز اتفاقيات الضمانات لديهم الكثير من التوقعات المتغطرسة؛ فإذا كانوا لا يسعون لتهديد الشعب الايراني فلماذا هم ضد أمن منشآت إيران؟.

وكانت ضرورة عدم الثقة بأطراف الاتفاق النووي هي الحقيقة الثالثة التي برزت في التحدي النووي المستمر منذ 20 عاما للغرب ضد إيران ، والتي اشار لها آية الله الخامنئي وقال: لقد قدمت أطراف الاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وعودًا كثيرة خلال هذه السنوات لم يتم الوفاء بها، ولقد ادركنا بمن وأين يجب أن نثق، أو لا نثق، حيث ان ادراك هذه القضية مهم جدًا للشعب؛ اذ تعرضنا في كثير من الامور للضرر لعدم الاهتمام بهذه القضية.

واعتبر سماحته التأثير الملموس للتطورات النووية في الفشل التاريخي للغربيين في إذلال الشعب حقيقة أخرى وقال: إن قوى الهيمنة تعمل باسلوبين على فرض التخلف على الشعوب واستضعافها، الاسلوب الاول هو الهيمنة المباشرة على الشعوب واستعمارها ، والاسلوب الثاني الأكثر خطورة هو غرس روح عدم الكفاءة و"لا نستطيع" في نفوس الشعوب.

وأشار إلى تطبيق كلا الاسلوبين في حقبة ما قبل الثورة، وقال: في ذلك الوقت ، وفي لقاء بالصدفة مع أحد مسؤولي النظام السابق ، انتقدت أفعالهم. بينما قال المسؤول بفخر متجاهلا "نهب موارد إيران النفطية ، والهيمنة على سوق إيران وتدخلات الغرب القصوى في سياسات إيران": لا تقل هذه الكلمات العبثية ، فالأوروبيون هم الآن خدامنا وهم ينتجون لنا سلعًا مختلفة ونحن نستخدمها.

وأضاف: بالإضافة إلى هذه النظرة المهينة والمتغربة لمسؤولي النظام السابق، فإنهم جعلوا شبابنا يعتقدون أن "الإيرانيين عاجزون وغير كفوئين" ووفقًا لأحد رؤساء الوزراء في ذلك الوقت ، فإن أعظم موهبة للشباب الايراني هي صنع ابريق الطين والفخار.

ووصف قائد الثورة التطورات النووية وإظهار روح العمل والأمل والبهجة بأنها فشل واضح للمتغربين، وأضاف: في ذلك الوقت ، كان المتغربون يذلون الشعب واليوم فان الشعب يذلهم بإنجازاته وتقدمه.

ووصف امكانيات إيران النووية بانها بلغت أكثر من مائة ضعف ما كانت عليه قبل 20 عاما أي بداية التحدي النووي ، وقال: لقد استعانوا بالجريمة والإرهاب لإيقاف هذه المسيرة ، لكنهم لم يستطيعوا ، وأصبحت الصناعة النووية الآن متوطنة في هذا البلد بجهود شباب الشعب ولم يعد بالإمكان انتزاعها.

كما أشار قائد الثورة إلى نقطة هامشية ولكنها مهمة ، وهي خلق صراع بين العلم والدين في عصر النهضة والثورة الصناعية في الغرب ، وقال: كان احد خطوط عصر النهضة هو وضع الدين والقيم المعنوية جانبا لتحقيق التقدم العلمي ، في حين أنه اليوم ، بعد حوالي 500 عام من ذلك الحدث، تجري في الجمهورية الإسلامية ، أهم الأعمال العلمية في منافسة مع العالم الغربي ، رغم ان العلم والقيم المعنوية ممتزجان بحيث ان المحركين الرئيسيين للتقدم العلمي هم الشباب والكوادر المؤمنة مثل الشهيدين شهرياري وفخري زاده.

ثم قدم سماحته بعض التوصيات المهمة للمسؤولين والعاملين في الصناعة النووية.

وأكد ضرورة ان تشمل المعرفة النووية مختلف جوانب الحياة مثل الصحة والصناعة والزراعة والبيئة وتحلية المياه ، وقال: لحسن الحظ ، يتم إنجاز هذا العمل ، كما أنني أؤكد وأصر على أن حياة الناس يجب ان تستفيد من الانجازات العلمية للصناعة النووية.

وأوصى قائد الثورة مسؤولي الطاقة الذرية باطلاع الناس على الآثار والنتائج المفيدة للصناعة النووية ، وأضاف: إن معرفة الناس بالصناعة النووية تقتصر على مسألة إنتاج الطاقة والكهرباء ، بينما إذا تم إطلاعهم على فوائدها في جميع جوانب حياتهم ، سيدركون اكثر فاكثر حقيقة قولهم "بان الطاقة النووية حق مشروع لنا" . بالطبع ، تلعب الإذاعة والتلفزيون والقطاعات الأخرى أيضًا دورًا في هذا المجال.

وشدد على "تطوير تسويق المنتجات والخدمات النووية" و"زيادة التعاون العلمي مع الدول ذات النهج المشترك معنا وغير المعارضة من أجل الاستفادة قدر الإمكان من امكانيات وتطورات العالم" ، وقال في توصية أخرى: اهتموا بجدية بقضية إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية ، والتي أعلنا عنها العام الماضي ، وتابعوا تحقيق هذا الهدف بطريقة مدروسة.

واعتبر سماحته أنه من الضروري العمل على إنشاء محطات كهروذرية ذات قدرة منخفضة ورائجة في العالم ، وقال: البلاد بحاجة إلى مثل هذه المحطات في مختلف القطاعات.

وقدم قائد الثورة توصية لمسؤولي الطاقة الذرية بـ "تكريم وحفظ وحماية الكوادر البشرية"، وقال: في الوقت الحالي، عدد الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في المجال النووي ضئيل للغاية ، ويجب زيادته 10 اضعاف على الأقل ، ومع التعويض عن المشاكل والصعوبات الخاصة في هذا المجال، يجب أن تؤخذ على محمل الجد الاستفادة القصوى من خدمات العلماء الحاليين ، وحمايتهم.

وأضاف، طبعا الدقة في اجتذاب وتقييم القوى البشرية مهمة أيضا ، لأن العدو يحاول التسلل والتخريب ، وقد تعرضنا للضربة في بعض الاقسام من هذه الناحية ، لذا يجب توخي أقصى درجات الحذر في تقييم القوى البشرية.

ودعا سماحته إلى ضرورة "الحفاظ على التواصل والتفاعل والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالطبع ، في إطار لوائح الضمانات" وأضاف: نصيحتي لمختلف المسؤولين في الصناعة النووية كانت هذه منذ البداية. بالطبع ، لا تقبلوا اي شيء اكثر من لوائح الضمانات.

وأكد قائد الثورة أن منظمة الطاقة الذرية ينبغي ألا تخضع للادعاءات الكاذبة والمطالب القسرية للأطراف الأخرى، واضاف: افعلوا ما ينبغي ان تفعلوه لكن مع الثبات على مواقفكم، لا تقبلوا الطلبات القسرية أو ادعاءات تطرح بين الحين والاخر ومناقضة للواقع مثلا عملتم كذا في وقت كذا.

وأضاف، بالطبع بالنسبة للالتزامات التي تم التعهد بها قبل اشهر ، وبحسب التقرير الجديد الذي اطلعت عليه ، فإن الوكالة لم تف بالتزاماتها.

وبشأن "تجنب تجاوز قانون مجلس الشورى فيما يتعلق بالطاقة النووية"، وقال: خلافا للتصور الخاطئ لدى البعض، فإن قرار مجلس الشورى الاسلامي قانون صالح ويخدم مصلحة الوطن والصناعة النووية ويجب العمل به وعدم تجاوزه عند منح امكانيات الوصول (الى المنشآت من قبل المراقبين) والمعلومات.

وكانت النصيحة الأخيرة من قائد الثورة في هذا الاجتماع للمسؤولين في منظمة الطاقة الذرية هي "الحفاظ على البنية التحتية القائمة للصناعة النووية"، وفي هذا السياق، قال: خلال السنوات الماضية، أنشأ مديرو ومسؤولو وناشطو الصناعة النووية بنى تحتية مهمة ، لذا احرصوا على عدم المساس بهذه البنى التحتية في الاتفاقيات.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة