خاص / تسنيم.. ماذا حدث داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل ساعات من "طوفان الأقصى"؟

بينما دخلت معركة "طوفان الأقصى" يومها الحادي عشر، حصل مراسلو القسم العبري في وكالة تسنيم على معلومات من بعض المصادر في الأراضي المحتلة حول هذه المعركة وخاصة المفاجأة للأجهزة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وهو ما كشف عمق فشل هذا الكيان في المعركة الاستخباراتية مع حماس.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسلو وكالة تسنيم الدولية للأنباء، فإنه في الساعات الأخيرة التي سبقت بدء عملية طوفان الأقصى (بدأت العملية حوالي الساعة 6:30 صباح يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول)، اكتشف "الشاباك" (جهاز الأمن العام) عبر مصادره الإخبارية والتجسسية هناك بعض التحركات للقوات الفلسطينية داخل الجدار الحدودي لقطاع غزة.

وصلت هذه المعلومات إلى رئيس الشاباك "رونين بار" عند الساعة الثانية فجراً، وتم إبلاغه بالمعلومات الأولية بعد حضوره إلى المقر.

وبحسب مصادر تسنيم، فإن الخبر الأولي تم تسليمه بداية إلى رئيس أركان الجيش ورئيس أمان وبعض الضباط الآخرين، وعندما تجاهل رئيس الأركان الخبر، تحرك الشاباك مباشرة.

وبينما ركزت المعلومات الأولية للجيش والشاباك فقط على إمكانية إجراء تدريبات عسكرية من قبل فصائل المقاومة، توجه 7 أشخاص من قوات الشاباك (تحت مسمى فريق تكيلا) في مجموعتان واحدة تضم 3 والثانية تضم 4 أشخاص، إلى كيبوتس "نتيو هاعسرا" شمال غزة، وكيبوتس "بئيري" شرق غزة من أجل الحصول على مزيد من المعلومات.

 

وصلت هاتان المجموعتان إلى المناطق المحددة حوالي الساعة الخامسة فجراً، إلا أنهما تعرضتا لكمين من قوات حماس التي كانت في انتظارهما، فقُتلوا جميعاً.

وفي الدقائق الأولى من هذا الاشتباك، طلبت قوات الشاباك على الفور قوة مؤازرة، مما أدى إلى إرسال فريق من وحدة "اليمام" (قوة الشرطة الخاصة).

وصل فريق "اليمام" (وحدة الشرطة الخاصة) إلى المنطقة وكانت الاشتباكات الأولى قد بدأت مع قوات حماس، وخلال هذا الاشتباك قُتل أيضا 9 أعضاء من هذه الوحدة على يد مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

وحضر بعض أفراد قوات اليمام إلى المنطقة بسياراتهم الخاصة، واشتبك بعضهم مع قوات حماس على طريق مستوطنة سديروت.

أسماء قتلى اليمام، أفشالوم يائير بيرتس، موشيه ال شلومو، ألانسي شامكلوف، خن نخمياس، بار سيفان، يوراي إلياهو كوهين، درور ألتون، ستانيسلاف شيكمان.

بعد الأحداث التي جرت، تم تسليم التقرير الأول إلى آفي غيل، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الساعة السادسة صباحا، وأبلغ بنيامين نتنياهو الساعة 6:29 صباحا، ووصل نتنياهو بعد ساعة (الساعة 7:30) إلى المبنى الحكومي في منطقة "كرياه".

وتم حتى الآن نشر أسماء 10 من قوات الشاباك الذين قتلوا خلال معركة طوفان الأقصى، منهم 7 أعضاء في هاتين المجموعتين المرسلتين. ومن بين الأشخاص الثلاثة الآخرين، قُتل أحدهم في منزله، بينما قُتل الاثنان الآخران خلال الهجوم على الحفل الموسيقي.

أسماء قتلى الشاباك، إيتاي يهوشوع (36 عاما)، عومر برجا (26 عاما)، سمدار مور عيدان (38 عاما)، يوسف طهر (39 عاما)، مور شالوم (46 عاما)، إيلي نخمان (23 عاما)، عيدو أدري (24 عاما)، عاميت فاكس (48 عاما)، ميشال بن موشيه (26 عاما) وإيتاي مورانو (24 عاما).

وعثر الجيش الإسرائيلي على سيارات وجثث هؤلاء الأشخاص عند الساعة الثامنة صباحا.

حدثت هذه المفاجأة الكبرى والفشل الاستخباراتي للكيان الصهيوني بينما كان التقرير الأخير للجيش الإسرائيلي، قد تحدث عن أن حماس كانت تقوم بالتحضير والتخطيط والتدريب والتنسيق لعملية طوفان الأقصى منذ أكثر من عام.

 

وبحسب هذا التقرير، ففي الساعة الأولى من المعركة، تسلل ما بين 800 إلى 1000 مقاتل فلسطيني في الأراضي المحتلة من 80 نقطة ودخلوا 20 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية للجيش.

وهذا الفشل الاستخباراتي والأمني ​​لإسرائيل، والذي أصبح من أكبر الإخفاقات في تاريخ هذا الكيان، لن يترك حكومة نتنياهو حتى بعد انتهاء هذه الحرب.

وحتى بيني غانتس، أحد زعماء المعارضة في الحكومة، والذي اضطر نتنياهو إلى تشكيل حكومة طوارئ معه خلال هذه الحرب، قال إنه في نهاية هذه الحرب يجب محاسبة مرتكبي المفاجأة.

ويوم أمس، تحمل "رونين بار" رئيس الشاباك، في رسالة وجهها للموظفين وعائلاتهم في هذا الجهاز مسؤولية الفشل الاستخباراتي في معركة طوفان الأقصى، وقال: "على الرغم من سلسلة الإجراءات التي قمنا بها، لم نتمكن يوم السبت من إصدار تحذير كافٍ يسمح بإحباط الهجوم، وباعتباري الشخص الذي يترأس الجهاز، فإن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقي، سيكون هناك وقت لإجراء التحقيقات، لكن الآن نحن نقاتل".

وربما يشير رونين بار إلى احتجاجات الرأي العام والشخصيات السياسية على أداء الحكومة الإسرائيلية وأجهزة المخابرات في بداية طوفان الأقصى.

وقبل 50 عاماً، أدت المفاجأة الإسرائيلية في بداية حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973) إلى سقوط حكومة رئيسة الوزراء آنذاك غولدا مئير.

يعتبر الشاباك أو جهاز الأمن العام، الذي تأسس عام 1949، هو أحد أهم الأجهزة في البنية الاستخباراتية والأمنية لإسرائيل، ويعمل تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء، ومهمته الأساسية هي حماية الكيان الصهيوني ضد التجسس والانقلاب الداخلي والإرهاب. وتعتبر مراقبة ومواجهة تصرفات فصائل المقاومة الفلسطينية من أهم مهام هذا الجهاز.

 

/انتهى/