تضامن لا يعرف الحدود: الإيرانيون يهبون لإنقاذ المصابين في كارثة ميناء الشهيد رجائي


تضامن لا یعرف الحدود: الإیرانیون یهبون لإنقاذ المصابین فی کارثة میناء الشهید رجائی

في أعقاب الانفجار الذي وقع يوم أمس في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين الإيرانيين، انطلقت موجة من التضامن والدعم في جميع أنحاء البلاد، حيث هرع المواطنون من مختلف مناطق إيران إلى مراكز نقل الدم للمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه شهد يوم أمس حادثًا مؤلمًا في بندر عباس، حيث وقع انفجار هائل في أحد الأقسام في ساعات الصباح الأولى، مما تسبب في حالة من الرعب والذعر بين العمال والمواطنين. غطت سحابة من الدخان الكثيف السماء، وسمع صوت الانفجار على مسافات بعيدة. هذا الانفجار، الذي لم تُحدد أسبابه بعد، أسفر عن إصابة العديد من الموظفين وسقوط عدد من القتلى بالإضافة إلى تدمير بعض الممتلكات.

في البداية، تم الإعلان عن إصابة 80 شخصًا، ومع مرور الوقت، ارتفع العدد بشكل ملحوظ، ليصل في النهاية إلى أكثر من 1000 مصاب، حيث تم تخريج 729 منهم من المستشفيات، بينما لا يزال 357 شخصًا في المستشفيات لتلقي العلاج.

وبعد ارتفاع عدد المصابين، أعلنت منظمة نقل الدم في بندر عباس أن مخزون الدم المتاح لم يكن كافيًا لمواجهة الوضع الطارئ، وطلبت من جميع المواطنين المؤهلين التوجه إلى مراكز نقل الدم للمشاركة في هذه الحملة الإنسانية.

لم تمضِ فترة طويلة حتى بدأت موجة من التضامن تعمّ جميع أنحاء محافظة هرمزغان، حيث توجه العديد من المواطنين من جميع مناطق المحافظة إلى مراكز نقل الدم للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية. في الساعات الأولى بعد الحادث، تم تشكيل طوابير طويلة أمام مراكز نقل الدم، ولكن هذا الشعور بالمسؤولية لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تم إرسال كميات من الدم من عدة محافظات أخرى مثل جيلان، طهران، يزد، همدان، كرمان، خراسان الشمالي، وأصفهان إلى بندر عباس في أقل من 6 ساعات.

مع ازدياد الوعي حول الوضع الطارئ وحاجة المصابين إلى الدم لإنقاذ حياتهم، خرج المواطنون من منازلهم وابتعدوا عن مشاغلهم اليومية. ومع اقتراب ساعات المساء، ازداد عدد الأشخاص الذين توجهوا إلى مراكز نقل الدم في مختلف المدن، بينما امتلأت الشوارع المؤدية إلى هذه المراكز بالرجال والنساء الذين وقفوا في صفوف طويلة لإعطاء دمائهم لإنقاذ حياة مواطنيهم. في الساعات الأولى، تم إرسال أكثر من 700 وحدة دم إلى بندر عباس عبر شبكة نقل الدم الوطنية.

حتى بعد استكمال مخزون الدم في بندر عباس، واصل المواطنون التوجه إلى مراكز جمع الدم، إلى أن أعلنت منظمة نقل الدم عن تأمين كميات الدم المطلوبة للمصابين، وطالبت المواطنين بتأجيل التبرع بالدم إلى الأيام المقبلة.

وقد أسفرت موجة التضامن التي أطلقها الشعب الإيراني عن إرسال كمية دم أكبر من الحاجة الفعلية إلى بندر عباس، وتم إرسال الفائض منها إلى مدن أخرى لإنقاذ حياة المرضى في أماكن مختلفة.

وبحسب تصريحات جمالي، المدير العام لمنظمة نقل الدم الإيرانية، "رغم أن مخزون الدم قد وصل إلى المستوى المطلوب وتم تلبية الاحتياجات الطارئة، استمر زملاؤنا في هرمزغان في جمع الدم، لكن تم التأكيد عليهم أنه لن يتم إرسال تبرعات دم إضافية إلى بندر عباس؛ وفي الوقت نفسه، تم زيادة مخزون الدم في باقي المحافظات بفضل توافد المواطنين، وإذا دعت الحاجة في الأيام المقبلة، سيتم دعوة المواطنين عبر وسائل الإعلام للتبرع بالدم."

وأعلنت منظمة نقل الدم الإيرانية أنه حتى الآن، توجه 1096 شخصًا من المواطنين في هرمزغان للتبرع بالدم، ونجح 920 منهم في التبرع. كما تم جمع 1609 وحدة دم في مراكز التبرع في محافظة طهران خلال اليوم السابق.

وأكدت المنظمة أنه بفضل جهود المواطنين، تم تلبية جميع احتياجات محافظة هرمزغان من الدم بشكل كامل، وأنه حاليًا لا حاجة للتبرع بالدم. ودعت المواطنين إلى متابعة الإعلانات المقبلة من قبل المنظمة فيما يتعلق بالحاجة للتبرع بالدم في المستقبل.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة