عجز العالمين العربي والإسلامي والعدوان الصهيوني يحرم أهالي غزة للعام الثاني من أداء فريضة الحج
- الأخبار الشرق الأوسط
- 2025/04/29 - 12:39
وبينما ترتفعُ أصواتُ التلبية من مكةَ، وتبدأ قلوبُ الحجاجِ بالاستعدادِ للوقوفِ على عرفات، يظل الشعبُ الفلسطينيُ – في غزةَ والضفة – غائباً قسراً عن هذه الرحلةِ الروحانيةِ الكبرى. فيما يستمرُ الاحتلالُ الإسرائيليُ، في قتلِ وحصارِ الفلسطينيين، الذين تتفاقمُ معاناتُهم جراء النزوحِ والتهجيرِ المستمر. لم تمنعْهم فقط المعابرُ المغلقةُ، بل منعتهم الجراحُ المفتوحةُ والقلوبُ المثقلةُ بالحزن.
من غزة المحاصرة إلى جنين المطوّقة، يبعث الفلسطينيون برسالة واضحة إلى ضيوف الرحمن: لا تنسونا في دعائكم، ارفعوا أصواتكم بفلسطين. شعار بعثة الحج للجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذا العام (الحج سلوك قرآني، والتقاء إسلامي، ودعم لفلسطين المضطهدة) كان أكثر من شعار، بل هو ضمير ناطق باسم شعبٍ لم يتمكن من الوصول إلى مكة، لكنه لا يزال يحلم أن يُذكر هناك، عند الكعبة، في دعاء العارفين، وقلوب الطائفين.
الحجُ بالنسبةِ للفلسطينيين لم يكن يوماً مجردَ شعائرَ، بل مناسبةٌ تُشعرُهم بالانتماءِ للأمةِ الإسلاميةِ، وتمنحُهم فرصةً لعرضِ مظلوميتِهم للعالمِ الإسلامي. وفي ظلِ استمرارِ المجازرِ، يرون في موسمِ الحجِ الآن منبراً رمزياً يُمكن أن يتحولَ إلى ساحةٍ لنصرتِهم، إن أرادَ الحجاجُ أن يكونوا أوفياءَ لمعاني التوحيدِ والعدلِ والكرامة.
فلسطين في قلبِ الشعارِ الايراني
حين سمعَ الفلسطينيون بهذا الشعارِ الصادرِ عن بعثةِ الحجِ الإيرانية، شعروا بأن هناك من يتحدثُ بلسانِهم داخلَ الحرمِ. إن شعارَ "دعمٍ لفلسطينَ المضطهدةِ" أعاد الاعتبارَ لوجعِهم في اجتماعِ الأمةِ. كما عبّر كثيرون منهم عن تقديرِهم لإيران لرفعِها قضيةَ فلسطين في واحدةٍ من أقدسِ مناسباتِ المسلمين، في وقتٍ يشعرُ فيه الشعبُ الفلسطينيُ بخذلانٍ كبيرٍ من معظمِ الدولِ الإسلاميةِ. هم يأملون أن يتبنى حجاجُ العالمِ هذا الشعارَ، وأن يكونَ الحجُ هذا العام موسماً لتجديدِ العهدِ مع فلسطين، لا موسماً آخرَ من النسيان.
***
/انتهى/