توقيع عقود تجارية واستثمارية بين إيران وأفريقيا في أربعة مجالات

توقیع عقود تجاریة واستثماریة بین إیران وأفریقیا فی أربعة مجالات

قال أمين مؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا: مع اختتام الدورة الثالثة لمؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا، تم توقيع عقود تجارية واستثمارية بين التجار الأجانب والناشطين الاقتصاديين الإيرانيين في مجالات التعدين والزراعة والبتروكيماويات والمعدات الطبية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن سيد مهدي حسيني، أمين الدورة الثالثة لمؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا، صرّح بأن التجار الأفارقة غادروا إيران محمّلين بالإنجازات؛ حيث تُظهر التقييمات أن رجال الأعمال الأجانب خرجوا بنتائج مثمرة، كما استفاد الناشطون الاقتصاديون الإيرانيون بشكل جيّد من إقامة مثل هذا الحدث الدولي الكبير.

وأضاف حسيني: الميزة الأساسية لهذه الدورة من المؤتمر تمثّلت في التركيز على الأنشطة المتخصصة والمخرجات العملية، وهو ما ساعد على تسهيل الأمور وتنظيم البرامج، فضلاً عن رضا الضيوف وتحقيق إنجازات ملحوظة.

وأوضح: الدورة الثالثة من مؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا اختُتمت بعد أيام شهدت أحداثاً جيدة في مختلف المجالات، مثل توقيع العقود التجارية والاستثمارية بين التجار الأجانب والناشطين الاقتصاديين الإيرانيين في قطاعات التعدين، الزراعة، البتروكيماويات، والمعدات الطبية.

أضاف حسيني: التقييمات تشير إلى أن غالبية التجار والباحثين عن فرص تجارية غادروا إيران بنتائج ملموسة، كما استفاد الناشطون الاقتصاديون في البلاد من تنظيم مثل هذا المؤتمر الدولي.

وبيّن أن المؤتمرين السابقين بين إيران وأفريقيا كانا يُعقدان بشكل عام وبمشاركة جميع الشركات من مختلف القطاعات، لكن ما ميّز الدورة الثالثة هو تخصّصها؛ إذ تقرر منذ البداية أن تقتصر المشاركة على الناشطين الاقتصاديين في أربعة قطاعات رئيسية: النفط والبتروكيماويات، التعدين، الزراعة، والمعدات الطبية، كما تم اختيار الوفود الأجنبية بناءً على تخصصها وخبرتها في هذه المجالات. هذا النهج جعل المؤتمر ليس فقط متخصصاً، بل أيضاً مرتكزاً على النتائج العملية.

وأوضح حسيني أيضاً أن هذه القطاعات الأربعة كانت مترابطة من حيث الهيكلة والرؤية العملية، ولهذا جاءت نتائج المؤتمر ذات قيمة كبيرة. وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه النتائج في الوقت المناسب خلال الأيام القادمة.

وأشار أمين المؤتمر إلى أن من أبرز النقاط التي تم التركيز عليها في الدورة الثالثة هو تقسيم فعاليات المؤتمر إلى مرحلتين بهدف الحد من تركّز النشاطات في طهران، وتوجيه الوفود التجارية الأفريقية إلى أصفهان. فبعد إتمام الزيارات والمشاورات الاقتصادية في طهران، تم تقسيم الوفود إلى 15 مجموعة بحسب تخصصاتها واهتماماتها، ونُقلت إلى أصفهان جواً للاطلاع على إنجازات إيران وقدراتها. وقد أثبتت هذه الآلية فعاليتها، إذ زارت كل مجموعة المراكز المرتبطة بتخصصها، وتفاوضت مع الشركاء الإيرانيين لإبرام مذكرات تفاهم وعقود.

وأضاف: على سبيل المثال، التقى التجار والباحثون الأفارقة في مجال التعدين مباشرةً مع نظرائهم الإيرانيين ودخلوا في مفاوضات، كما اتبعت باقي الوفود نفس النهج في القطاعات الأخرى، مما أدى إلى عقد اتفاقيات تجارية واستثمارية أو صفقات شراء.

ووفقاً لبيان الأمانة العامة للمؤتمر، فقد تم خلال هذا الحدث الدولي توقيع مذكرة تفاهم رئيسية بين إحدى الشركات الأفريقية وشركة إيرانية في مجال الأدوية والمعدات الطبية، وكان لهذا الاتفاق أبعاد واسعة.

وأشار حسيني إلى أن يوم الجمعة 2 مايو، الذي تزامن مع اليوم الأخير من معرض "إيران إكسبو 2025"، غادر بعض التجار الأفارقة البلاد بعد جولة على أجنحة المعرض في مجالاته الأربعة وتوقيع عقود شراء مع الجهات الإيرانية، وسط مراسم استقبال وتوديع رسمية.

وأكد أمين المؤتمر أن رضا المشاركين يعود إلى الإمكانيات الواسعة التي تملكها إيران في مختلف القطاعات، ولا شك أن هؤلاء الضيوف سيكونون بمثابة سفراء ينقلون صورة عن قدرات إيران في بلادهم وسائر البلدان، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من عدد الوفود التجارية القادمة إلى إيران في الدورات المقبلة.

وقال حسيني إن الحضور اللافت للوفود التجارية في الدورة الثالثة لمؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا يشكّل نقطة تحوّل، ويعكس استعداد إيران لاستضافة مؤتمرات مقبلة بمشاركة أكبر من التجار الأجانب، مشيراً إلى أن 20٪ من المشاركين في هذه الدورة مدّدوا إقامتهم في إيران أسبوعاً إضافياً للاطلاع على إمكانيات البلاد في مختلف المجالات.

حضور 600 مسؤول وتاجر أفريقي في إيران

ووصف حسيني نتائج الدورة الثالثة من مؤتمر التعاون بين إيران وأفريقيا بأنها إيجابية، مضيفاً أن حضور نحو 600 من التجار، ورجال الأعمال، والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين من القارة الأفريقية إلى إيران، يعكس الإمكانيات الكبيرة والقدرات التي تتمتع بها البلاد في المجالات الاقتصادية والتجارية المختلفة.

وأضاف: لقد ركزنا هذا العام بشكل تخصصي على عدد محدود من القطاعات، ومع ذلك، إذا ما تم عرض قدرات وإنجازات البلاد في سائر المجالات الاقتصادية، فسنشهد بلا شك مشاركة أوسع من التجار والمستثمرين الأجانب في الدورات القادمة.

وأوضح أن أكثر من 1000 شركة محلية استعرضت منتجاتها وإنجازاتها في مجالات البتروكيماويات، التعدين، المعدات الطبية والزراعة أمام التجار الأجانب. وأضاف أن اختيار أصفهان كموقع للجزء الثاني من المؤتمر كان قراراً صائباً، حيث توصل التجار إلى قناعة بأن إيران تمتلك قدرات إنتاجية واقتصادية عالية في مختلف مناطقها، لا سيما في ما يتعلق بإنتاج السلع الموجهة للتصدير.

كرمان وتبريز مرشحتان لاحتضان الدورة الرابعة من المؤتمر

وأكد حسيني أن من أبرز الدروس المستخلصة من الدورة الثالثة للمؤتمر هو ضرورة عدم الاكتفاء بإقامة هذه الفعاليات في العاصمة طهران فقط، إذ أن ظروف العاصمة من حيث الموقع الجغرافي والازدحام وغير ذلك لا تسمح بإبراز كامل الطاقات الإنتاجية للبلاد. ولهذا جاء تنظيم قسم من المؤتمر في أصفهان كمحاولة ناجحة لكسر هذا المركزية، وقد لاقى هذا التوجّه ترحيباً من الضيوف الأجانب.

وأشار إلى أهمية اعتماد مبدأ التوزيع الجغرافي للفعاليات مستقبلاً، نظراً لما تتميز به كل منطقة من مزايا صناعية أو معدنية أو اقتصادية متخصصة، مما يفرض على الجهات المعنية الابتعاد عن حصر الفعاليات في طهران فقط.

وأوضح حسيني أن العديد من المحافظات الإيرانية تمتلك مزايا صناعية وتعدينية ومراكز إنتاج تكنولوجية عالية، ولفت إلى أن عدداً كبيراً من التجار الأفارقة عبّروا عن رغبتهم في إبرام صفقات وشراء معدات وآلات ومنتجات زراعية ومعدنية ونفطية وصناعية. ولذلك، من الأفضل التخطيط مبكراً لنقل الدورة الرابعة من المؤتمر إلى محافظات ذات قدرات عالية، نظراً لما حققته الدورة الثالثة في أصفهان من نتائج بارزة.

وسلّط الضوء على إمكانيات محافظتي كرمان وأذربيجان الشرقية، مشيراً إلى أن تبريز بما تحويه من مصانع لتصنيع الجرارات والسجاد اليدوي، وكرمان بما تملكه من ثروات معدنية، ينبغي أن تكونا من الوجهات المستهدفة لاستضافة الدورة الرابعة.

الإشادة بالتعاون الرسمي ورضا المشاركين

وفي ختام تصريحاته، نوّه حسيني بدور المسؤولين والجهات التنفيذية في إنجاح المؤتمر، مؤكداً أن التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة ساهم في تسريع الإجراءات وتسهيلها، وهو ما انعكس إيجاباً على جودة التنظيم. وأضاف أن جميع الضيوف، سواء من الداخل أو الخارج، عبّروا عن رضاهم تجاه تنظيم المؤتمر ومعرض إيران إكسبو 2025.

وأشار إلى أن عدداً كبيراً من التجار الأجانب قرروا تمديد إقامتهم في إيران على نفقتهم الخاصة، ما يدل على اهتمامهم الكبير واستمرار رغبتهم في التعرف على الإمكانيات الكاملة التي تملكها إيران في المجالات المختلفة.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار الأقتصاد
أهم الأخبار الأقتصاد
عناوين مختارة