الإمام الخامنئي: فلسطين ستنتصر على المحتلين الصهاينة وهذا النصر آتٍ لا محالة


الإمام الخامنئی: فلسطین ستنتصر على المحتلین الصهاینة وهذا النصر آتٍ لا محالة

استقبل قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم السبت آلاف العمال من مختلف انحاء البلاد بمناسبة يوم العامل.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه يأتي هذا اللقاء الذي يحضره الآلاف من العمال في حسينية الامام الخميني (رض) ، بمناسبة ذكرى يوم العامل ، حيث يُعتبر فرصة لتكريم جهود هذه الفئة المهمة في المجتمع.

وخلال اللقاء ألقى سماحة قائد الثورة الإسلامية، كلمة مهمة تناول فيها قضايا متعددة تتعلق بالعمل والاقتصاد والأوضاع الإقليمية، 

وفيما يلي أبرز محاور كلمته:

العامل يُعدّ ركيزة أساسية في صمود المجتمع واستقراره، وهو رأس المال الحقيقي لتحقيق شعار العام: "الاستثمار من أجل الإنتاج".

من مفاخر الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي إعادة عدد كبير من المصانع المعطلة أو شبه المعطلة إلى دورة الإنتاج.

وجّه سماحته تنبيهًا بشأن سلامة العمال، مشيرًا إلى الأخبار المؤسفة المتعلقة بالحوادث في المناجم خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن سلامة العمال أمر بالغ الأهمية ويجب توفيرها وضمانها.

ودعا إلى تحويل استهلاك المنتجات المحلية إلى ثقافة عامة، لما له من أثر مباشر في دعم العمال.

إن السياسات الخبيثة التي تُمارَس اليوم ضد الشعوب في مختلف أنحاء العالم تهدف بشكل متعمّد إلى نسيان قضية فلسطين. ينبغي ألا تسمح الشعوب المسلمة بذلك؛ إذ تُستخدم الشائعات، والحديث عن قضايا جانبية، وطرح مسائل جديدة وغير ذات صلة، لصرف الأذهان عن جوهر القضية الفلسطينية. لكن لا ينبغي أن تنصرف العقول والقلوب عن فلسطين.

إن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وفلسطين لا يمكن التغاضي عنها أو السكوت عليها، ويجب على العالم بأسره أن يقف في مواجهتها، ليس فقط في مواجهة الكيان الصهيوني، بل أيضًا في وجه داعميه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. نعم، الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني دعم حقيقي وصريح، رغم ما يُقال في السياسة من أقوال قد توهم بخلاف ذلك، لكن الحقيقة التي لا ريب فيها هي أن الشعب الفلسطيني المظلوم، وأهل غزة المقهورون، يواجهون اليوم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا معًا.

أؤمن إيمانًا راسخًا، وبفضل الله وعزته وجلاله، أن فلسطين ستنتصر على المحتلين الصهاينة، وأن هذا النصر آتٍ لا محالة.

إن الباطل له جولة، وقد يظهر بريقه لأيام معدودة، لكنه زائل لا محالة، وهذا أمر لا شك فيه. ما يُلاحظ من تحركات أو مكاسب سياسية في سوريا أو غيرها ليس دليل قوة، بل هو علامة ضعف، بل سيؤدي إلى مزيد من الوهن والضعف بإذن الله.

ونأمل أن يُرزق الشعب الإيراني، وسائر الشعوب المؤمنة، شهود يوم الانتصار القريب لفلسطين على الغاصبين والمحتلين، بإذن الله تعالى.

تفاصيل اللقاء

ربطَ قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (السبت) 10/5/2025، في لقائه بالعمّال بمناسبة «أسبوع العمل والعامل» في إيران، قضايا العمل والعمال بمصير البلاد، وعدّ العمل العمود الأساسي لإدارة حياة البشر واستمرارها. كما تطرّق سماحته إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزة، معربًا عن أمله في أن تشهد الشعوب المؤمنة انتصار فلسطين على الكيان الغاصب بأمّ أعينها.

وأشار الإمام الخامنئي في هذا اللقاء الذي عُقد في حسينية الإمام الخميني (قده) وبحضور جمع من العمّال الإيرانيين، إلى السياسات المغرضة التي تسعى إلى طمس قضية فلسطين، وأكّد: «يجب ألّا تسمح الشعوب المسلمة لمحاولات بثّ مختلف أنواع الشائعات وإطلاق مختلف التصريحات وطرح قضايا جديدة وأنواع اللغو والكلام الفارغ، أن تحرفَ أذهان الرأي العام عن قضيّة فلسطين. يجب ألّا تنحرف الأذهان عن قضيّة فلسطين وغزة والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حقها».

وشدد الإمام الخامنئي على ضرورة تصدي العالم كله للكيان الصهيوني وداعميه، وأضاف: «الأمريكيّون يقدّمون الدعم للكيان الصهيوني، بالمعنى الحقيقي للكلمة. طبعًا، تُطلق بعض التصريحات في عالم السياسة، وتُذكر بعض الأمور التي قد تجعل خلاف ذلك يتبادر إلى الأذهان، لكن هذه ليست حقيقة الأمر. الحقيقة هي أن شعب فلسطين المظلوم وأهالي غزّة المظلومين لا يواجهون الكيان الصهيوني فحسب، بل يواجهون أمريكا، ويواجهون بريطانيا».

كما لفت الإمام الخامنئي إلى أنّ بعض الادعاءات والتصريحات والأحداث العابرة ينبغي ألّا تُنسينا قضية فلسطين، وأكد قائلاً: «ستنتصر فلسطين على المحتلّين الصهاينة بتوفيق من الله وعزّته وجلاله. نعم، للباطل جولة، يبرز فيها أيامًا معدودات، لكنه زاهق لا محالة، سيزول قطعًا، لا شك في ذلك. هذه الأمور الظاهريّة التي ترونها، إذ يحققون بعض الإنجازات وأنواع التقدّم في سوريا وأماكن أخرى؛ هذه ليست دليلًا على القوّة، بل إنها علامة على الضعف، وستؤول إلى مزيد من الوهن، إن شاء الله».

وفي جزء آخر من كلمته، تطرّق قائد الثورة الإسلامية إلى تبيين أهمية قيمة العمل والعامل، مخاطبًا العمال: «أيها العمّال الأعزاء، ينبغي أن تدركوا قيمتكم، لأنّ تحصيل رزق العيش واللقمة الحلال مع الابتعاد عن النهب والعيش على الريع العام والتطاول على أموال الآخرين، وكذلك تلبية حاجات المجتمع عبر إنتاج السلع والخدمات، هما سمتان بالغتا الأهمية من الناحية الإنسانية في شخصية العامل، وتُعدّان من السمات الحسنة عند الله المتعالي».

وقال الإمام الخامنئي في تبيين قيمة العمل: «العمل هو العمود الأساسي لإدارة حياة البشر واستمرارها، وبدونه تتعطل الحياة. وعليه، فمع أنّ العلم ورأس المال لهما دور مهم ومؤثر في العملية الإنتاجية، إلّا أنّه من دون العامل لا تُنجز الأعمال، والعامل هو الذي يضفي الروح على رأس المال».

ومع الإشارة إلى تسمية هذا العام بـ«الاستثمار من أجل الإنتاج»، أكد قائد الثورة الإسلامية أنّ الاستثمار المالي من دون إرادة العامل وقدرته لا يصل إلى نتيجة، وأضاف: «لهذا السبب، سعى أعداء المجتمعات، ومنهم أعداء الجمهورية الإسلامية، منذ بداية الثورة الإسلامية حتى اليوم، إلى ثني الطبقة العاملة عن العمل ضمن أجواء الجمهورية الإسلامية وتحريضهم على الاعتراضات».

كما أشار سماحته إلى محاولات التيارات الشيوعية لتعطيل الإنتاج وشلّه في بداية الثورة، وقال: «اليوم أيضًا لا تزال تلك الدوافع قائمة، لكن في الماضي واليوم كذلك، وقف عمّالنا في وجه تلك المحاولات، ووجّهوا لها صفعة قوية».

وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ صون هذه الثروة العظيمة المتمثّلة بالعمال، يتطلّب من مختلف الجهات أن تؤدّي واجباتها، وتناول موضوع «الأمن الوظيفي» قائلاً: «يجب أن يشعر العامل بالاستقرار في عمله، ليتمكّن من التخطيط لحياته، ويطمئن إلى أنّ استمراره في العمل لا يتوقّف على أهواء الآخرين».

وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى قضية «ثقافة بيئة العمل»، وقال: «في الفلسفة الماركسية، تُعدّ بيئة العمل والحياة ساحةً للتضاد والعداء، وأنه لا بدّ أن يكون العامل في صراع مع صاحب العمل، وهذه الفكرة الخاطئة عطّلت أصحابها والعالم لسنوات طويلة. أمّا الإسلام، فيرى بيئة العمل والحياة مجالًا للتآلف والتعاون والتكامل، وعليه يجب على كلا الطرفين في بيئة العمل أن يساهما في تقدّم العمل بإخلاص».

/انتهى/

 
 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة