وكالة تسنيم الدولية للأنباء - تحوَّلَ المخيمُ إلى مدينةِ أشباح، بين ماضٍ كان مأهولًا وحاضرٍ يُمثِّلُ واقعًا من الاحتلالِ والتهجيرِ المستمر. في أزقةِ المخيمِ، تتلاشى الأحلامُ وتحيا الذكرياتُ على ألسنةِ النازحينَ الفارّينَ من مخيماتِ طولكرم إلى المساجدِ ومراكزِ الإيواء، يحملونَ في قلوبهم وجعَ الفقدِ ومرارةَ المصير. الحاجةُ خولة شتيوي، كغيرها من النساء، تروي بحرقةٍ تفاصيلَ الليلةِ التي أجبرنَ فيها على تركِ منازلهن.

تقول الحاجة خولة لوكالة تسنيم:" جيش الاحتلال أتى ألينا باليل نحن وجميع الحي السكني، أخرجونا جميعنا من المنزل عائلتي مكونة من 6 أشخاص أطفال ونساء وشباب لم نأخذ شيء معنا النزوح صعب وترك كل شيء من ورائنا صعب جدا".

وتتحدث نازحة أخرى لوكالة تسنيم الحاجة رقية عبد الله:" نحن حزينين على ما جرى في مخيمنا هذا المخيم الذي خلقنا فيه وتربينا فيه، عندما ذهبت إلى زيارة أقاربي في منطقة قريبة قليلا من المخيم وسألتهم أين المخيم يا بني قالو لي هب ترين ذلك الشيء المعتم جد هذا هو المخيم...وغمرت عينانا في البكاء بكينا على المخيم وعلى أنفسنا وعلى ما جرى بحالنا".  

بعد أن أجبرتهم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على النزوح من بيوتهم تحت تهديد مباشر، تحولت هذه المخيمات اليوم إلى مناطق خالية من السكان، أشبه بمدن أشباح، في خطوة تُرضي تيارات متطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها الوزير بتسلئيل سموتريتش وأعضاء آخرون متشددون.

يقول النازح ليث سروجي لوكالة تسنيم:" كل ما يحصل في مخيماتنا هو إرضاء لسموتريتش لأنه كان يريد التخلي عن الحكومة فقام باقتحام جنين وطولكرم بدعائه أننا قريبين من خط احتلالي إسرائيلي(استنعوز) لا يوجد لدينا هذا الشيء بل هما اللذين أخترعوا هذا الأمر وهم الذين اخترعوا 7 أكتوبر".

ويأكد النازح علامي ياسي لوكالة تسنيم:" بحسب الأحداث كما كانو يحدثونا أجدادنا، جدي عبد ياسين تهجر عام 1948 والدي ياسين عبد تهجر عام 1967، وهاد انا اليوم علامي ياسين تهجرت ونزحت عام 2025 أحداث نفسها وسياسة نفسها واحتلال نفسه لكن  الأعوام تختلف".

سياسة تهجير ممنهجة، تهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي تحت ذرائع أمنية تخدم أهدافاً سياسية داخلية للحكومة الإسرائيلية.

وبحسب ما جاء في بيان صادر عن اللجنة الإعلامية في طولكرم، فإن ما يقارب 25 ألف نازح أجبروا إلى مغادرة المخيمات.

/انتهى/