ترتيب عملياتي جديد في جزر نازعات / الخليج الفارسي تحت سيطرة الحرس الثوري


ترتیب عملیاتی جدید فی جزر نازعات / الخلیج الفارسی تحت سیطرة الحرس الثوری

بأمر من رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، نفذت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري ترتيباً عملياتياً جديداً حول جزر نازعات ضمن استراتيجية عسكرية محدثة.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء – بناءً على توجيهات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قامت القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية بإعادة صياغة التمركز العسكري حول جزر نازعات في إطار استراتيجية جديدة. هذا الإجراء لا يُفسَّر فقط ضمن عقيدة الدفاع الوقائي، بل يعكس أيضاً تعميق العمق الدفاعي للجمهورية الإسلامية في مضيق هرمز.

تضم جزر نازعات كلاً من تنب الكبرى، تنب الصغرى، أبو موسى والجزر المحيطة بها، والتي تُعد نقاطًا استراتيجية في محور السيطرة البحرية على الخليج الفارسي، وقد ظلت لسنوات محورًا مهمًا ضمن العقيدة الأمنية الوطنية الإيرانية.

التموضع الجديد للقوات في هذه المنطقة يستند إلى نهج الردع النشط، ويعتمد على مفاهيم حديثة للدفاع الإقليمي متعدد الطبقات.

الركائز الاستراتيجية للتموضع الجديد:

1. التركيز على السيطرة البحرية الإقليمية:

الترتيب الجديد لوحدات البحرية يوفر تغطية عملياتية أوسع في مواجهة التهديدات السطحية وتحت السطحية من قبل الأعداء. وتم استخدام جزر نازعات كنقاط ارتكاز متقدمة تسمح برصد تحركات القطع المعادية لحظة بلحظة.

2. تعزيز القدرة على الرد السريع:

اعتماد زوارق هجومية سريعة، ومنظومات رادارية بعيدة المدى، ومنصات دفاع ساحلي في المنطقة، يمكّن القوة البحرية للحرس من الاستجابة السريعة والمتعددة الطبقات لأي تهديد مفاجئ.

3. استكمال منظومة القيادة والسيطرة (C4ISR):

نشر أنظمة متطورة للمعلومات، والاستطلاع، والمراقبة، والاتصالات عزز من الوعي البحري الظرفي، ورفع مستوى التنسيق بين الوحدات العملياتية على المستويات التكتيكية، والعملياتية، والاستراتيجية.

4. الاستفادة من الجغرافيا الدفاعية للجزر:

تشكل جزر نازعات نقاط اتصال جيوسياسية لإيران مع المياه الدولية، وتؤدي دور حاجز دفاعي طبيعي. ويُعتبر التموضع الجديد بمثابة خط أمني استباقي في وجه التهديدات غير المتكافئة والعمليات الخاصة للقوى المعادية غير الإقليمية.

التداعيات الاستراتيجية على المنطقة:

- رفع كلفة التهديد أمام العدو:

بفضل هذا التموضع الجديد، فإن أي تحرك عسكري أو تجاوز للخطوط الحمراء البحرية الإيرانية سيُواجَه بردّ سريع، ذكي وحاسم، مما يعزز سياسة الردع متعددة المستويات.

- إيصال رسالة قوة إلى الأعداء:

يوجه هذا الانتشار، وخاصة في ظل الظروف الحساسة الراهنة في المنطقة، رسالة واضحة إلى اللاعبين غير الإقليميين مثل أمريكا والكيان الصهيوني مفادها أن محور المقاومة مستعد لخوض المعركة الشاملة، ليس فقط برياً، بل وبحرياً أيضاً.

- دعم أمن خطوط الملاحة في الجنوب الإيراني:

يوفر هذا الترتيب تغطية فعالة في مضيق هرمز وبحر عمان، ما يضمن أمن خطوط الطاقة والممرات البحرية لإيران في مواجهة التهديدات المركبة.

التموضع الجديد لقوات البحرية للحرس الثوري حول جزر نازعات يُعدّ إيذانًا بمرحلة جديدة من الهندسة الدفاعية الذكية للجمهورية الإسلامية. ويأتي هذا التحرك الاستراتيجي ضمن مسار تعزيز الردع في عمق البحر، ومتسقًا مع متطلبات الجغرافيا السياسية لعصر الحروب المركبة والنيابية في المنطقة. وبعبارة أخرى، فإن إيران ليست مجرد مراقب لتطورات الخليج الفارسي، بل فاعل مبادر يحافظ على اليد العليا في معادلة القوة البحرية.

/انتهى/

 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة