اللواء سلامي وفي ختام فعاليات ملتقى الأساتذة وقادة شبكة الصالحين التربوية والتي عقدت في مشهد المقدسة اشار إلى عدم التوازن في مواجهة الإسلام مع كل قوى الكفر، ووصف هذه المرحلة بأنها من أخطر وأهم المحطات التاريخية، قائلاً: "حاليًا، تتحد كل القوى الشيطانية في العالم وتتعاون معًا. وهذا يشمل أولئك الذين خانوا العهود عبر التاريخ، والآن يقفون في صفوف متراصة لمواجهة القوى الإسلامية."
وأضاف: "هذه المواجهة لا تحدث فقط على الصعيد العسكري والاقتصادي، بل أيضًا في المجالات الثقافية والمعرفية والإعلامية. لقد جاء أعداؤنا بأحدث الأسلحة لقتالنا، ولكن يجب أن نؤمن بوحدتنا وتماسكنا."
وتابع قائد الحرس الثوري: "هذا الصراع سيؤثر على مصير العالم، وسيحكم التاريخ عليه. في هذا الميدان الحقيقي، يجب أن نتمسك بمبادئنا الإلهية والإنسانية لكي ننتصر."
وأكد اللواء سلامي على أهمية العزة والكرامة الإنسانية، قائلاً: "سر انتصارنا في هذه الحرب هم البشر الأعزاء الذين لا ينفذ إليهم الضعف. إذا كانت قلوبنا مترابطة ومتينة، فلن يتمكن أي جبروت من زعزعتنا."
كما استشهد بآيات من القرآن الكريم، قائلاً: "لقد أشار الله في القرآن الكريم إلى عزة المؤمنين مقابل الكافرين. وهذا يعكس الهوية الإنسانية التي يجب الحفاظ عليها في مواجهة ضغوط وتهديدات الأعداء."
وشدد اللواء سلامي على ضرورة حضور المؤمنين في الساحة، قائلاً: "التجارب الحالية تثبت أنه إذا حضرنا بصفات المؤمنين الحقيقيين في الميدان، فلا يوجد أي احتمال للهزيمة. القرآن الكريم يؤكد دائمًا على أهمية حضور المؤمنين، وكل ما وعد الله به سيتحقق."
وأردف قائلاً: "يجب أن نسير نحو النصر بإيمان وإرادة قوية، ونستغل الإمكانات المتاحة لمواجهة الأعداء. فقط بالوحدة والتآخي يمكننا التغلب على الصعوبات ونصنع التاريخ لصالحنا."
مقاومة أهل غزة أفشلت القوى العظمى
وأكد القائد العام للحرس الثوري أن عزة وكرامة المسلمين أمام القوى العظمى، بما فيها أمريكا، تعد عاملاً رئيسياً في نجاحهم في مواجهة التحديات والأزمات.
وتحدث عن الوضع الحالي لأهل غزة وقوة مقاومتهم، قائلاً: "لقد منحنا الله نعمه، ويجب أن نعرف هذه النعم ونستغلها. في غزة، يعيش الناس بدون ماء أو طعام، ويواجهون ظروفًا قاسية. ومع ذلك، استطاعوا إفشال قوتين عظميين. أمريكا، كداعم رئيسي لإسرائيل، أرسلت عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة لهذا الكيان، لكن أهل غزة بإيمانهم وإرادتهم يقاومون هذه التهديدات."
وصف قائد الحرس الثوري الروح المعنوية العالية لدى أهل غزة، قائلاً: "هؤلاء الناس، رغم عدم امتلاكهم أي شيء، ما زالوا شاكرين لله وثابتين على دينهم. رغم كل الصعوبات، يلجأون إلى القرآن ويتمسكون بعزتهم."
"الصهاينة لا يتحملون حتى إطلاق صاروخ واحد من اليمن"
وأشار اللواء سلامي إلى إخفاقات الكيان الصهيوني أمام هذه المقاومة، قائلاً: "أعداؤنا لا يتحملون حتى إطلاق صاروخ واحد من اليمن تجاههم. وهذا يدل على ضعفهم. رغم كل ادعاءاتهم ودعاياتهم، لا يستطيعون الصمود أمام هجوم بسيط. الكيان الصهيوني الآن في وضع حتى رئيس وزرائهم يخاف من الذهاب إلى أذربيجان. هذا الخوف والقلق يعكس الانهيار السياسي والاقتصادي لإسرائيل."
وتحدث اللواء سلامي عن الوضع العسكري للكيان الصهيوني، قائلاً: "أصبح هذا الكيان ضعيفًا للغاية في جغرافيته السياسية. لا توجد دولة تريد إقامة علاقات سياسية معهم، وهم تحت ضغط عسكري شديد."
وأكد القائد العام للحرس الثوري: "فقط بالوحدة والتآخي يمكن التغلب على الصعوبات.
"هل أنتم مستعدون لاستقبال 600 صاروخ إيراني في آن واحد ؟"
وتابع القائد العام للحرس الثوري قائلاً: "أصبحت القوى العظمى، خاصة أمريكا، ضعيفة للغاية في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. الأعداء لا يفهمون ماذا يفعلون. إنهم يهددوننا، لكنهم لا يتحملون حتى صاروخًا واحدًا يصيب نقطة غير مهمة. إذا أطلقنا 600 صاروخ عليهم في لحظة، هل لديهم القدرة على مواجهتها؟"
وأشار اللواء سلامي إلى حصار غزة والوضع الصعب لأهلها، قائلاً: "هذا صراع بين العزة والذلة. بينما أهل غزة محاصرون، نرى كيف يقاومون ويقفون بقوة."
وتحدث عن نجاحات أنصار الله في اليمن، قائلاً: ان ايمان هؤلاء القوم لا يتزعزع. عندما نتحدث معهم، نجد أن لغتهم قرآنية بحتة. هذه الشجاعة والإيمان جعلتهم يسحقون أمريكا وإسرائيل."
أمريكا اعترفت بقوة اليمن وخضعت لوقف إطلاق النار
وأضاف قائد الحرس الثوري: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بأنصار الله ووصفهم بأنهم مدهشون. وأعلن وقف إطلاق النار من طرف واحد، مما يظهر أن حتى الأعداء يعترفون بقوة هذه الجماعة."
وانتقد اللواء سلامي النهج العسكري الأمريكي في المنطقة، قائلاً: "بعد شهرين من القصف المكثف في اليمن، وصلت أمريكا إلى نتيجة أنها لم تحقق أي شيء. وهذا يدل على ضعفهم وفشلهم. حاملات الطائرات الأمريكية، التي تشبه مدنًا عائمة، لم تستطع تحقيق أي تقدم، ورأى العدو أن إلحاق الضرر بها سيسبب مشاكل كبيرة لأمريكا، فاضطروا لوقف إطلاق النار."
الأعداء يقتربون من الهزيمة بحساباتهم الخاطئة
وأشار إلى التصورات الخاطئة للقادة الأمريكيين، قائلاً: "هؤلاء القادة يخطئون دائمًا في حساباتهم المادية ويغفلون عن حقائق الميدان. هذه الأخطاء تقربهم من الانهيار."
وتابع اللواء سلامي: "أعداؤنا يقتربون حقًا من الانهيار. هذه ليست مجرد مشاعري، بل هي نتيجة للوضع الحالي لهم. أمريكا ليس لديها أي مخرج من الأزمة التي صنعتها بنفسها. الحروب التي شنتها في المنطقة لم تؤد إلا إلى التكاليف والخسائر، ولم تحل أيًا من مشاكلها."
وتحدث عن وضع القوات الجوية الأمريكية، قائلاً: "التقارير الرسمية تظهر أن القوات الجوية الأمريكية أصبحت ضعيفة؛ حتى في الطيران لديهم مشاكل خطيرة، ورأينا قبل أيام كيف سقطت طائراتهم."
وأكد القائد العام للحرس الثوري: "يجب أن يعلم الأعداء أن الحسابات الخاطئة والمناهج غير الصحيحة تقربهم فقط من الهزيمة."
قوة إيران في مواجهة التحديات العالمية في تصاعد
وأكد اللواء سلامي: "قوة إيران في مواجهة التحديات العالمية وتهديدات الأعداء في ازدياد كبير، ونحن نواجه المشاكل بثقة أكبر."
وتحدث عن إخفاقات أمريكا الأخيرة في مختلف المجالات، قائلاً: "خلال المائة يوم الماضية، لم تنجح هذه الدولة في إنجاز أي من مشاريعها أو خططها. دخلت أمريكا الساحة بموقف متغطرس وظنت أنها تستطيع تغيير العالم، لكن الآن هذه الدولة نفسها تتغير."
وأضاف قائد الحرس الثوري: "الرئيس الجديد لأمريكا لا يستطيع تغيير الحقائق الخفية والظاهرة لتراجع قوة هذه الدولة، وهذه المشاكل ستستمر. أعداؤنا يتراجعون كل يوم. لقد دخلوا الميدان بشعارات ووعود كبيرة، لكن عمليًا، لم ينجح أي من مشاريعهم. غزة لن تتحول إلى جحيم، والحروب لن تنتهي، بل سنشهد المزيد من تعزيز جبهة المقاومة."
وأشار اللواء سلامي إلى قوة إيران، قائلاً: "يجب أن نتوكل على الحقيقة العظيمة. ليس لدينا أي قلق. قوتنا زادت بعشرات المرات مقارنة بالعام الماضي. هذه الزيادة في القوة ليست بناءً على التفاؤل، بل على الحقائق الملموسة التي نراها في الميدان."
نحن نعرف الأعداء جيدًا ونتابعهم
وتحدث السردار سلامي عن وضع دول المنطقة، قائلاً: "الدول التي اعتقدت أنها انتصرت بخروج إيران من سوريا، أصبحت الآن غارقة في مستنقع المشاكل. لقد جاءوا إلى سوريا لمصالحهم، لكنهم الآن لا يجنون أي فائدة ويضطرون لتحمل تكاليف باهظة. إيران، كدولة كبيرة وقوية، تعرف أعداءها جيدًا وتتابعهم يوميًا."
وأكد: "يجب أن تركز إيران على قدراتها الداخلية وتستغل الإمكانات المتاحة لتصمد أمام التهديدات الخارجية. نحن نتكلم بالحقائق، ونأمل أن يأتي شبابنا بإيمان أقوى وروح معنوية أعلى إلى الميدان. يجب أن نتعلم من تجارب الماضي ونعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا."
/انتهى/