وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مساعد وزير الخارجية الخاص بشؤون سوريا، محمد رضا رئوف شيباني، وصف أن الاستقرار والهدوء في سوريا بأنهما "عامل أساسي في تحقيق الاستقرار في المنطقة وإيران"، مؤكداً أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ضروري جداً لضمان استقرار هذا البلد. وأضاف أن تقسيم سوريا وتفتيتها هو هدف يسعى إليه بشكل دائم "الكيان الصهيوني".
وأشار شيباني، الدبلوماسي ومساعد وزير الخارجية لشؤون غرب آسيا وسوريا، في جلسة نقاش بعنوان «سوريا على مفترق طرق: نحو الوحدة أم الانقسام»، إلى تحليل العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا.
وقال شيباني إن النهج الأساسي للجمهورية الإسلامية تجاه سوريا كان عميقاً وشاملاً، لكنه أوضح أن سوريا تواجه حالياً تحديات متعددة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والدينية وغيرها. من أبرز هذه التحديات موضوع "الاحتلال"، حيث يحتل جزء من الأراضي السورية "إسرائيل" وأجزاء أخرى الولايات المتحدة وتركيا. وأضاف أن الكيان الصهيوني يسعى، إلى جانب تقسيم سوريا ولبنان والعراق، إلى تحقيق حلم "من النيل إلى الفرات".
وتابع مستشار مساعد وزير الخارجية أن القلق الإيراني بعد مسألة الاحتلال يتمثل في "انعدام الأمن وعدم الاستقرار الداخلي والحرب الطائفية" التي قد تفتح المجال لعودة الإرهاب مجدداً. كما أشار إلى تحدٍ آخر مهم وهو حقوق الأقليات والطوائف، التي كانت سبباً دائماً في النزاعات داخل سوريا، مثل الدروز، والأكراد، والتركمان، والعلويين. وأوضح أنه إذا لم تُحترم حقوق هذه الفئات من قبل الحكومة القائمة، فقد يشكل ذلك مصدر قلق لإيران.
ووصف شيباني استقرار وسلام سوريا بأنه "مصدر راحة للمنطقة ولإيران"، مؤكداً أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية من الأمور الحاسمة لاستقرار البلاد، وأن تقسيم سوريا هو هدف دائم للكيان الإسرائيلي. وأضاف أن إيران تتابع بجدية الاستقرار السياسي ومشاركة الأحزاب والأقوام والطوائف وشرائح الشعب السوري في العملية السياسية، وتولي لذلك أهمية خاصة، وتسعى إلى تعزيز وحدة وتماسك الشعب السوري.
كما شرح موقف طهران من التدخلات الأجنبية في سوريا، مشدداً على أن الجمهورية الإسلامية تعارض أي تدخل خارجي، وتؤمن بأن السوريين أنفسهم يجب أن يتوصلوا إلى الوحدة السياسية والعرقية والدينية من خلال الحوار والتشاور السياسي بينهم، وليس عبر التدخلات الخارجية والإقليمية. وأشار إلى أن القوانين التي وضعتها الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع تُفرض من قوى أجنبية، وهو أمر واضح تماماً. لذا، كلما زاد دور السوريين في صياغة قوانينهم، سيكون بإمكانهم أن يخطوا خطوة مهمة وإيجابية نحو الوحدة والتعايش السلمي في المستقبل.
/انتهى/