تقرير/تسنيم.. كيان الاحتلال يواصل تدمير مخيم نور شمس ـ طولكرم والمأساة الإنسانية تتصاعد
تحت وابل من الرصاص والتفجيرات، يعيش مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم مأساة إنسانية متصاعدة، بفعل الاجتياح المتكرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف المنازل المدنية بشكل مباشر، ضمن حملة هدم ممنهجة تهدف إلى تحويل المخيم إلى ركام خالٍ من ساكنيه.
المخيم الذي يمثل لأهله تاريخاً وهوية وذاكرة، تحوّل إلى ساحة حرب مفتوحة، حيث لا يمرّ يوم دون اقتحام جديد يترافق مع تفجيرات وعمليات قصف للمنازل، ما أدى إلى تشريد عائلات بأكملها، ومنعهم من العودة أو حتى إخراج ممتلكاتهم الأساسية.
منذ التاسع من فبراير 2025، يتعرض المخيم لاقتحامات يومية ممنهجة، صاحبتها تفجيرات استهدفت منازل مأهولة بالسكان، ونفّذت عمليات تشريد قسري بحق مئات الأسر، في مشهد يعيد للأذهان نكبة عام 1948، ويؤكد أن ما يجري هو سياسة تدمير شاملة تهدف إلى محو المخيم من الخارطة.
بحسب المصادر المحلية، دمر الاحتلال أكثر من 400 منزل، وسط أنباء عن نيّته هدم 48 منزلاً إضافياً، ما يهدد بطرد أكثر من 300 عائلة فلسطينية جديدة. وتُظهر المعطيات أن هناك مخططاً واضحاً لإحداث تغيير ديموغرافي في المخيم، عبر فتح طرق جديدة على أنقاض البيوت ومنع إعادة البناء.
وفي إطار ما تُسمى بـ"عملية السور الحديدي"، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الشرسة ضد المخيم وسكانه، وسط دمار واسع طال البنية التحتية، ونزوح آلاف المواطنين، واستشهاد 14 فلسطينياً منذ بدء الاجتياح في فبراير الماضي.
ما يجري في نور شمس ليس مجرد اعتداء، بل حرب إبادة وتطهير عمراني وسكاني، تستهدف محو المخيم بما يحمله من رمزية وطنية وتاريخية. ويعيش أهالي المخيم اليوم على وقع النكبة، حيث تُستعاد فصول التهجير القسري والنكسة في وضح النهار، على مرأى ومسمع العالم.
/انتهى/