بروقين تحت الحصار.. الاحتلال يصعّد العقاب الجماعي والمستوطنون يحرقون البيوت
لليوم السابع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار عسكري خانق على بلدتي بروقين وكفر الديك غرب محافظة سلفيت، في أعقاب عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "بروخين" أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجراح.
ومنذ ذلك الحين، دخلت البلدتان في دوامة من العقوبات الجماعية والانتهاكات اليومية، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة اعتداءات المستوطنين على السكان المدنيين وممتلكاتهم.
حياة تحت الحصار: الغذاء مفقود والدواء ممنوع
أيام قاسية عاشها سكان بروقين وكفر الديك مع إغلاق جميع المداخل والطرق الفرعية المؤدية إلى البلدتين، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية، ما أدّى إلى أزمة إنسانية حادة.
يقول المواطن أحمد ديرية من بروقين: "فيه ناس مش ملاقيين أدوية، فيه كبار سن بدون علاج، صار الناس أربعة أيام ما تطلعش من البيوت. ما في شي ناكله، بس الحمد لله إحنا صامدين ومتعوّدين على النكبات".
ووصفت الحاجة أم عامر ما يجري بقولها: "نفس غزة، إحنا تحت حصار وجوع ومنع وحرق.. حتى أبواب البيوت بيفتحوها بالقوة، معهم ماكينات لفتح الأبواب عنوة".
ثكنات عسكرية في قلب الأحياء السكنية
حولت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين إلى نقاط مراقبة وثكنات عسكرية، وفرضت تفتيشاً دقيقاً ومهيناً على المنازل، إلى جانب تحقيقات ميدانية قاسية مع الرجال والنساء وحتى القُصّر. ولم تقتصر الإجراءات على ذلك، بل قامت القوات بهدم منزل قرب موقع العملية، رغم عدم وجود دليل رسمي يربط أصحابه بالعملية.
موجة اعتقالات وتنكيل
خلال أسبوع واحد، اعتقلت قوات الاحتلال ما يزيد عن 50 مواطناً من بلدتي بروقين وكفر الديك، ضمن حملة واسعة تخللتها عمليات اقتحام ليلي وتفتيش عشوائي. وتم توثيق حالات اعتداء وضرب مبرح خلال عمليات الاعتقال، بالإضافة إلى نقل عدد من المعتقلين إلى مراكز تحقيق خارج المحافظة دون الإفصاح عن مصيرهم.
مستوطنون يسرحون ويمرحون تحت حماية الجيش
في الوقت الذي تخضع فيه البلدتان لحصار خانق، شهدت المنطقة تصعيداً خطيراً من قبل المستوطنين الذين نفذوا اعتداءات منظمة شملت حرق 12 مركبة على الأقل، وتدمير أو إشعال النار في 9 منازل مأهولة بالسكان.
وبحسب شهود عيان، فقد نُفذت هذه الهجمات تحت حماية جنود الاحتلال الذين اكتفوا بالمراقبة دون التدخل، في تكرار لسيناريوهات "الرعب المبرمج" الذي يعيشه سكان الضفة الغربية في مواجهة عنف المستوطنين.
وفي هذا السياق يرى الصحفي والمحلل السياسي فارس الصرفندي أن ما يحدث في سلفيت هو جزء من خطة أوسع لفرض السيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية.
ويضيف الصرفندي: "الاحتلال يريد للضفة أن تظل تحت القبضة الحديدية، وكل ما يجري هو محاولة لمنع الانفجار الشعبي وتحويل الضفة إلى نموذج غزة، حيث يتم التحكم بالميدان بالقوة".
عقاب جماعي في وضح النهار
ما يحدث في بروقين وكفر الديك يُعدّ نموذجاً صارخاً لسياسات العقاب الجماعي التي تنتهجها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني، والتي تشمل:
• حصار شامل ومنع الحركة والتنقل
• حرمان من الدواء والغذاء
• تدمير الممتلكات وحرق المنازل
• اعتداءات المستوطنين تحت حماية الجيش
• اعتقالات تعسفية واستجوابات ميدانية
ورغم ذلك، يبقى الأمل عنواناً لصمود الفلسطينيين، حيث يقول أحد الشباب من بروقين:"إحنا مش راح نترك أرضنا.. إحنا تعودنا نقاوم، واللي بصير اليوم بكرا بنكتبه في كتب التاريخ".
/انتهى/