السيد عبّاس شبّر لـ "تسنيم": من البيت الحرام إلى بيت المقدس: نصرة غزة وفلسطين واجب الحجيج

السید عبّاس شبّر لـ "تسنیم": من البیت الحرام إلى بیت المقدس: نصرة غزة وفلسطین واجب الحجیج

كيف يكون الحج الى بيت الله الحرام منبراً لنصرة فلسطين وشعبها؟ وما هو دور الحجيج في النصرة والوقوف الى الشعب الفلسطيني؟ وما هي أهمية الشعار الذي اطلقته الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحج هذا العام: "الحج سلوك قرآني ووحدة إسلامية ودعم فلسطين"؟.

0 seconds of 0 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:00
00:00
 

الحج إحدى الشعائر العظيمة التي يلبيها حجاج بيت الله الحرام، ويأتي الحج هذا العام ولا تزال فلسطين المحتلة وغزة والضفة وكل شبر فيها يرزح تحت غطرسة كيان الإحتلال الذي يتفنن بجرائمه بحق الشعب والأرض، ونصرة هذا الشعب الأعزل واجب كواجب العبادات الأخرى، في حوارنا مع سماحة السيد عباس شبّر "عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين" سنتوقف عند الحج وغزة وفلسطين وواجب النصرة.

الحج وحدة بين المسلمين ومنسك جامع لكل الألوان واللغات والأعراق والمذاهب الإسلامية

بداية الحوار مع فلسفة الحج بين عبادة الله تعالى وعبادة الطاغوت، فالله سبحانه وتعالى عندما فرض هذا المنسك على عباده، كان يريد لهذا المنسك أن يكون جامعاً لهذه الأمة بمختلف لغاتها وثقافتها والوانها وبمختلف المناطق التي يعيشون فيها، ووحّدهم في هذه العبادة وجعلهم في هذا الموقع من ناحية الجو الذي يعيشه هذا الحاج في وقت يكون فيه شدّة بالحرارة ويعيش ذلك الإنسان المسلم في ظروف تجعله يحس بالطرف الآخر وفقر الأخر وحاجة المسلم الآخر.

وعن الوحدة الإسلامية وتجسيدها في هذه العبادة أكّد السيد شبّر هي مطلب أساسي في هذا المنسك، لذلك فإن الله تعالى لم يميز بين أحد في هذه العبادة وجعل المقياس في هذه العبادة هو ان يكون مسلماً فقط ويحيط بالأمور العبادية ويؤدي الفرائض، وعندما يكون الإنسان المؤمن في عبادته ومسيره من احرامه وتلبيته وطوافه وسعيه، هذه المناسك والشعائر الموجودة في الحج توحّد المسلمين بمختلف أطيافهم.

"بيت المقدس" قبلة المسلمين الأولى وإغتصاب المقدسات جريمة حقيقية ويجب إستردادها

وحول كيفية الجمع بين الحج ومناسكه وبين نصرة فلسطين أشار السيد عباس شبّر أنه من اهم وأبرز الأمور التي تجب على الإنسان وخصوصاً الإنسان المسلم هي نصرة الإنسان المسلم، فما بالنا عندما نشاهد ان هذه النصرة لأهلنا المتواجدين في أرضنا المغصوبة في فلسطين، وهذه البقعة المقدسة الثانية، القبلة الأولى هي بيت المقدس وإغتصاب هذه المقدسات من المسلمين هي جريمة حقيقية عندما يكون الإنسان المؤمن بعيداً عن استرداد هذا الحق، نحن نقول بأن من مهام الإنسان المسلم المتوجد في الأرض المقدسة ان يستشعر المظلومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني المظلوم ويدعو له لا سيما في بعض الاماكن كعرفة وأثناء رمي الجمرات، ومن المهم جداً ان يكون الإنسان المسلم الذي يعيش هذه العبادة في الحج أن يستشعر الحاجة الحقيقية للشعب الفلسطيني والتبليغ بتلك المظلومية لكل المتواجدين في الحج وكيف يجب نصرة القضية المحورية تجاه الأمة.

الحج سلوك قرآني ووحدة المسلمين ونصرة غزة وفلسطين المحتلة

وحول رؤيته تجاه الشعار الذي أعلنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا العام حول الحج: الحج سلوك قرآني والوحدة الإسلامية ودعم فلسطين، قال سماحته ان هذا الشعار يقودنا إلى أن هذه الشعيرة هي واقعاً يجب عليها ان تكون شعيرة سياسية بإمتياز ولا يمكن فصل الجانب السياسي عنها، فهي تحوي الإختلاف في الألوان والأعراق والمذاهب، هنا الوحدة الإسلامية تتجسد بالإعراق في الجو العبادي، وكلهم مختلفون مذهبياً ويتوجهون الى قبلة واحدة وهذا له شأن سياسي حتى في نظر أعداء الإسلام ينظرون الى الكعبة المشرفة التي يطوف حولها كل المذاهب الإسلامية، هذا كله دلالة واضحة على أن هذه الشعيرة سياسية بإمتياز ويجب على الساسة المسلمين إستثمارها بإرعاب العدو وإظهار أن هذا الدين لا يُهزم وأن الحقوق التي سُلبت من هذه الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية يجب أن تُسترد لأمتنا وان يرجع ذلك الحق للفلسطينيين وان تعود هذه القبلة الى الحاضنة الإسلامية مرة أخرى.

وعن التوقعات من حجاج العالم الإسلامي نظراً للظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني في هذا الوقت الراهن، قال السيد شبّر بأن الشعوب الإسلامية المتواجدة في هذه البقعة الطاهرة لن ينسوا القضية الفلسطينية، والشعور الذي يشعره كل مسلم لما يجري في فلسطين وأبناء غزة بشكل خاص، ستكون هي المحور الأساسي التي ستجمع المسلمين في هذه السنة.

استحضار صمود وثبات الشعب الفلسطيني في جميع مناسك الحج واجب إنساني

وفي سؤال حول كيفية تعبير الحجيج عن دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أكّد السيد شبّر أنه من الواجب حثّ المسلمين الآخرين الذين لربما تكون معلموامتهم قليلة عن قضية فلسطين، وتوعية الشارع المسلم بمختلف ألوانه ومذاهبه حول القضية الفلسطينية وجعلها القضية الأولى في هذا المنسك وهذا الحج، وان يعمل المسلمون كل بحسب وبالقدر الذي يستطيعه من التبليغ وجعل البرامج داخل الحملات وغيرها من الأماكن التي يمكن طرح القضية الفلسطينية، بحيب تكون هي القضية البارزة، وجعل هذا الحراك الموجود في المنسك وتقريبه من قضية فلسطين سواء في السعي من الناحية الفلسطينية وكيف كانت هاجر تسعى بين الصفا والمروة من اجل الماء، وشعبنا الفلسطيني لا يجد قطرة ماء ليشربها، هذا الواقع لا بد للإنسان المسلم أن يعيش الفلسفة الحقيقية للحج والصمود والصبر الذي يتحمله الشعب الفلسطيني، كما يجب على المسلمين أن يستشعروا أهمية الطواف أثناء طوافهم حول الكعبة بأن هذا الطواف يعبر عن الوحدة الحقيقية للمسلمين في قضاياهم، وهذه القضايا يجب أن تكون محور العبادة التي تقرّبهم الى الله سبحانه وتعالى.

الحج رحمة إلهية للحجيج ودائرة الرحمة الإنسانية يجب أن تشمل الشعب الفلسطيني

وعن مناسك الحج مختلفة من الإحرام الى الطواف والسعي واهمية هذه المناسبك والمساواة بين جميع الحجاج بمختلف ألوانهم وإنتماءهم واهمية السعي وما يحمله من صبر وثبات في وجه المحن استحضر السيد شبّر صمود وثبات الشعب الفلسطيني رغم كل ما عاشه ولا يزال من جرائم تُرتكب بحقه امام عشرات الآلاف من الشهداء التي سقطت ولا زالت، واشار أيضاً إلى أهمية الرحمة الإلهية والدخول في هذه الدائرة التي لا يوجد فيها مبدأ ولا يوجد فيها منتهى فهي حلقة ويدورون قاصدين هذه الرحمة الإلهية، كذلك هو منسك رمي الجمرات والوقوف عند جبل عرفة، مؤكداً أنه يجب على الحجيج أن يعيش همّ الأمة الإسلامية والدعاء للمسلمين وللشعب الفلسطيني المحروم ايضاً من هذه الشعيرة مستحضراً حرمان الشعب الفلسطيني أيضاً من التحرك بشكل طبيعي بسبب لاقيود التي يفرضها كيان الإحتلال.

غابت حقوق الإنسان امام طاغوت العصر الكيان الصهيوني عندما إرتكب الجرائم في لبنان وفلسطين

وعن الواقع الذي عاشه لبنان خلال الحرب ولا زالت تعيشه فلسطين من أيام النكبة حتى معركة طوفان الأقصى وما شهدناه من مجازر لا يمكن وصفها والصمود ورفض الإستسلام لطاغوت العصر، أشار السيد شبّر أن الحقائق بدت واضحة للجميع والكل بات يعي أن قضية حقوق الإنسان في الدول التي تشدقت بها أصبحت من الماضي لأنه عندما أصبحت هذه القضية تتعلق بالشعب الفلسطيني غابت قضية حقوق الإنسان عند الغرب وعند كل من كان يتشدق بهذه الآداةالتي تستخدمها بعض البلدان الغربية لما يفيد مصالحها،لأن الحرية الحقيقية مرتبطة بحق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني بعد الجرائم التي تعرضوا لها، والواقع الذي نعيشه بعد شهادة السيد الأقدس وهي خسارة كبيرة التي افتقدها العالم الإسلامي والعالم الحر، نخرج من بين الرماد لنعلن رفضنا لنصرة الطاغوت والدعوة الى التوحيد والوحدة الحقيقية ونقف أمام كل من يسعى الى تفرقة الإمة كان من كان.

وختمنا اللقاء حول كيفية جعل الحج منصة روحية وسياسية لنصرة القضية الفلسطينية وتعزيز الوعي الجماعي بمظلومية هذا الشعب وتحقيق المقاومة الروحية والسياسية رغم ان أثناء  هذه الشعيرة لا يُتاح من قبل الجهة المتصدية لحج بيت الله رفع الشعارات الخاصة بفلسطين، لكن يمكن من خلال الحديث عن هذه القضية وتقديم الوعي لكل من لا يملك المعلومات الكافية عن فلسطين.

إنتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة