القوات المسلحة الإيرانية: مستعدون لمواجهة العدو على أي مستوى من التهديد


القوات المسلحة الإیرانیة: مستعدون لمواجهة العدو على أی مستوى من التهدید

أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان لها بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض) والانتفاضة الشعبية في 15 خرداد (5 يونيو)، أن الشعب الإيراني سيجبر الأعداء، كما في السابق، على الندم على أفعالهم.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن القيادة العامة للقوات المسلحة والحرس الثوري والجيش الإيراني ووزارة الدفاع أصدروا بيانات منفصلة بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني (رض) والانتفاضة الشعبية في 15 خرداد (5 يونيو).

نص هذه البيانات كما يلي:

القيادة العامة للقوات المسلحة:

أحيت القيادة العامة للقوات المسلحة ذكرى 14 خرداد، يوم رحيل مؤسس الثورة الإسلامية الكبرى في إيران، وكرّمت ذكرى شهداء 15 خرداد عام 1342 (5 يونيو 1963) وبداية نهضة الشعب الإيراني الإسلامي، مؤكدة التزامها بمواصلة نهج الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) تحت قيادة خلفه الصالح، سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله العالي).

لقد انطلقت الثورة الإسلامية الإيرانية المجيدة، بقيادة رجل عظيم من نسل السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، امتدادًا لنهضة عاشوراء ومدرسة الإمام الحسين (عليه السلام)، واستطاعت بفضل إيمان الشعب الإيراني الراسخ وإرادته القوية أن تطيح بالنظام الملكي الجائر والمظلم، جالبةً العزة والحرية والكرامة لشعبٍ تواقٍ للحرية في هذه الأرض المقدسة.

إن الدور الفريد والقيادة المعجزة والشخصية العظيمة والتاريخية للإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)، كأعظم مصلح ومفكر ديني في القرن المعاصر، أسست لنظامٍ إلهي قائم على الديمقراطية الدينية والتعاليم الإسلامية، متحديًا الثنائية القطبية السائدة في العالم وسخرية قوى الاستكبار العالمي من الغرب والشرق، ومعلناً عن بزوغ قوة جديدة على الساحة الدولية هي الثورة الإسلامية.

لقد كانت انتفاضة 15 خرداد الشعبية، بقيادة الإمام الخميني (قدس سره)، بداية لمدرسة فكرية وسياسية واجتماعية قائمة على منظومة فكر الإمام العادلة والمناهضة للاستكبار، رافقها تضحيات وبطولات من الشعب المؤمن الرافض للظلم، حتى بلغت الثورة الإسلامية الانتصار بفضل الارتباط العميق بين الشعب وأهداف الإمام الإلهية، فأحيت الإسلام المحمدي الأصيل وجسدت شعار "الدم ينتصر على السيف".

إن شعب إيران الشجاع والبصير، بعزيمته وإيمانه العميق بولي الفقيه وقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله)، سيمضي قدمًا في تجاوز الصعوبات والتحديات والعقوبات، وسيواصل التقدم والازدهار والاقتدار في مختلف المجالات، مقاوِمًا التهديدات والمؤامرات والشرور التي يحيكها نظام الاستكبار العالمي، ليجعل الأعداء يندمون على أفعالهم، في حين أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، القوية والمقدامة، وبتوكلها على الله وقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، تبقى حامية لهذا الشعب ومستعدة دوماً للرد الحاسم على أي تهديد أو خطأ استراتيجي من قبل الأعداء، في أي وقت وعلى أي مستوى.

بيان الحرس الثوري:

قال الحرس الثوري في بيانه: إن العزاء الوحيد لقلوب الأمة المفجوعة بعد رحيل الإمام الخميني (قدس سره)، كان خلافة سماحة آية الله العظمى الخامنئي (حفظه الله تعالى)، القائد الحكيم والمفكر، ليستمر نور الإسلام المحمدي الأصيل في التألق عبر راية ولاية الفقيه، منيرًا قلوب الأحرار.

وجاء في البيان أن الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، مجدد الإسلام المحمدي الأصيل في العصر الحاضر، ونموذج التضحية والصمود، ظل ولا يزال يُعرف في أذهان الأحرار والمستضعفين والمجاهدين بـ"إمام الوعود الصادقة، وإمام الأمل والاقتدار"، وسيبقى خالداً باسم "الخميني الكبير" في قلوب الشعوب إلى الأبد.

وأضاف البيان: كان الإمام يتميز بالحكمة وبعد النظر، الإيمان الخالص، الإخلاص العملي، الإرادة الفولاذية، الثقة العميقة في القول والعمل، الشجاعة الفريدة، المعرفة الواسعة، الروح النقية، والتوكل على الله، وهي خصال قلّ أن تُجمع في قائد سياسي.

وأشار البيان إلى أن الإمام الخميني (رض) بابتكاره لنظرية ولاية الفقيه، أسس نموذجًا فعالاً لإقامة حكم إسلامي، وفتح فصلًا جديدًا في تاريخ الحكم الإسلامي، نظامًا مستندًا إلى تعاليم القرآن والسنة، وقائمًا على القيم الإلهية وإرادة الشعب.

وتابع البيان أن الإمام كان رائدًا في ترسيخ الديمقراطية الدينية، حيث جعل رأي الشعب محورًا في اتخاذ القرار، ومنح الشعب الإيراني العزة والكرامة.

ووصف الإمام بأنه تجسيد حي لمواجهة الاستكبار والاستبداد، مشيرًا إلى أنه في ذروة استكبار الطغاة، أطلق صرخة "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، وأرسى دعائم جبهة المقاومة عالميًا.

وأكد البيان أن عدم ثقته بأمريكا والغرب كان نابعًا من معرفته العميقة بطبيعة هذه القوى المستكبرة، وكان دوماً يؤكد على استقلال البلاد واكتفائها الذاتي.

كما أشار إلى أن الإمام كان حامل راية العدالة الاجتماعية ونصرة المظلومين، واعتبر مكافحة الفقر والتمييز من أولوياته حتى آخر أيام حياته.

وختم البيان بالتأكيد على استمرار النهج الخميني تحت قيادة الإمام الخامنئي، وأن إيران اليوم، بفضل هذه القيادة، أصبحت رمزًا لمناهضة الاستكبار والسعي نحو الاستقلال، وصرحًا شامخًا في وجه أعداء الجمهورية الإسلامية.

وأكدت العلاقات العامة للحرس الثوري على الوفاء لهذا النهج، واستمرار العزم الراسخ لمواصلة طريق الإمام، متضرعة إلى الله أن يمنّ على قادة البلاد والمواطنين الأعزاء بمزيد من التوفيق والوحدة في سبيل تحقيق أهداف الثورة الإسلامية ونشر العدالة والحرية.

بيان الجيش الإيراني:

بسم الله الرحمن الرحيم

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، نحيي ذكراه باعتباره ذلك العملاق الذي ثبت على الحق وأصبح مثلاً للأحرار، ومبادؤه خالدة في التاريخ.

وقف الإمام الخميني (رض) بإيمان راسخ أمام استبداد النظام الشاهنشاهي واستعمار القوى الكبرى، وبولائه للإسلام المحمدي الأصيل وربطه الدين بالسياسة، أسس نظامًا لا يزال حتى اليوم نموذجًا للحرية ومصدر إلهام للمظلومين.

لقد كانت بداية نهضة الإمام في 15 خرداد 1342، إيذانًا بمرحلة جديدة من التحولات الكبرى في إيران، حيث زلزلت أركان النظام الملكي، وانتهت في 22 بهمن 1357 (11 فبراير 1979) بإسقاطه وتحرير الشعب الإيراني من قيوده.

واليوم، بفضل 36 عامًا من القيادة الحكيمة لخلف الإمام، آية الله العظمى الخامنئي (دام ظله)، بلغت الجمهورية الإسلامية ذروة التأثير الإقليمي والعالمي، وتخطو بثقة نحو بناء حضارة إسلامية جديدة، مجبرة الأعداء على الاعتراف بمكانتها.

ويؤكد الجيش الإيراني، مجددًا، على وفائه لنهج الإمام، وتكريمه لذكرى الشهداء وانتفاضة 15 خرداد، معلنًا استعداده للتضحية حتى آخر قطرة دم في سبيل الدفاع عن الثورة ومبادئ الإمام وكرامة الوطن.

بيان وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة:

بسم الله الرحمن الرحيم

مرت 36 عامًا على رحيل المعمار وباني الثورة الإسلامية، الإمام الخميني (رض)، ولا تزال أفكاره العظيمة والمحرّكة للإنسانية مصدر إلهام للكثير من حركات التحرر ومناهضة الاستكبار حول العالم، حيث تتكشف يومًا بعد يوم أبعاد جديدة من عظمته السياسية والعلمية والروحية.

لقد كانت خطبة الإمام الخميني النارية في مدرسة فيضية بقم، والتي انتقد فيها الشاه وحذر من الكيان الصهيوني، سببًا في اعتقاله من قبل أزلام النظام فجر يوم 15 خرداد 1342، ونقله إلى طهران، وهو ما أدى إلى اندلاع انتفاضة تاريخية عارمة في شوارع إيران، انتهت في 22 بهمن 1357 بإسقاط النظام الملكي الذي دام 2500 عام، وتحقيق شعار "الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية".

وإن إقامة مراسم 14 و15 خرداد هذا العام تحت شعار مناهضة الاستكبار، تعكس رسالة واضحة لكل من يعادي الجمهورية الإسلامية، مفادها أن هذه الأمة، الواثقة بقوتها، ترفض الخضوع لهيمنة القوى الكبرى.

وتؤكد وزارة الدفاع، وفاءً لشهداء الثورة، خاصة شهداء 15 خرداد 1342، وتجديدًا للعهد مع الإمام الراحل وخلفه الصالح القائد الخامنئي (دام ظله)، أنها ستواصل العمل لتحقيق أهداف الثورة، وتدعو الله تعالى أن يمنّ على قادة الأمة بالتوفيق، وعلى الشعب الإيراني بالكرامة والازدهار.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة