تقرير/ تسنيم.. مسيرة الأعلام في القدس المحتلة: احتلال يتلفّع بالاستفزاز والشرعنة

تقریر/ تسنیم.. مسیرة الأعلام فی القدس المحتلة: احتلال یتلفّع بالاستفزاز والشرعنة

في قلب المدينة المقدسة، وتحت رايات الاحتلال التي تلوّح كرمز للسيطرة لا للاحتفال، تمرّ مسيرة الأعلام الإسرائيلية كل عام، كإعصار سياسي يحمل في طياته رسائل تطبيع لواقع استيطاني مفروض على الأرض الفلسطينية، بينما تغيب العدالة وتُغلق آذان العالم عن صرخات المدينة وتاريخها العريق.

تقول الحقائق على الأرض، إن هذه المسيرة لم تعد مجرّد عرض سياسي، بل غدت نقطة اشتعال دائم تُواكبها موجات تصعيد في الاعتداءات على الفلسطينيين، تزامنًا مع اتساع رقعة الاستيطان غير الشرعي في الضفة الغربية المحتلة.

0 seconds of 0 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:00
00:00
 

يقول الناشط الحقوقي هشام أبو ريا: “هذه المسيرة تترافق مع حملة استيطانية غير مسبوقة، حيث تقوم حكومة الاحتلال، حكومة الإرهاب، بشرعنة عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية والرعوية. هي حكومة اليمين المتطرف، حكومة الضم والحسم، التي لا تخجل من إعلان نيتها لضم الضفة الغربية بالكامل إلى الكيان الصهيوني أمام مسمع العالم وصمته.”

في الوقت ذاته، يقتحم آلاف المستوطنين شوارع البلدة القديمة من القدس، مردّدين شعارات عنصرية، فيما تُغلق أبواب المدينة العتيقة في وجه أصحابها الأصليين، وتُفتح على مصراعيها أمام من ينكرون تاريخها ويعتدون على أهلها.

خلدون البرغوثي، ناشط سياسي، يوضح الطابع العقائدي للمسيرة: “هذه المسيرة تحمل طابعًا دينيًا استفزازيًا، وهي رسالة قمع واضحة للفلسطينيين في القدس. حتى من لا يؤمن بالدين من التيارات اليمينية، جعل من هذا المشروع مشروعًا دينيًا استيطانيًا متكاملاً، تدعمه وزارات حكومية مثل وزارة المالية والثقافة، ومراكز دينية كـ’مركز هراظ’ وغيره. لم تعد المسيرة مجرد استعراض أعلام، بل مشروع متكامل لفرض واقع استعماري بالقوة والتبجح بسرقة أرض الغير.”

أما على الصعيد الدولي، فإن الغطاء السياسي الأميركي لا يزال راسخًا، بل يتنامى، بحسب ما يرى المحلل السياسي ياسر مناع: “في عهد ترامب السابق، كان الدعم الأميركي للاستيطان خفيًا ومؤسساتيًا، أما الآن فقد أصبح علنيًا. الإدارة الأميركية الحالية لا تكتفي بالدعم السياسي، بل تغضّ الطرف عن التمويل القادم من مؤسسات أميركية تدعم بناء المستوطنات، وتسلّح المستوطنين. نحن أمام تناغم كامل بين الإدارة الأميركية والمؤسسات الصهيونية في تنفيذ المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.”

الهجمات على القرى الفلسطينية تتصاعد تزامنًا مع المسيرة، فبيوت تُحرق، ووجوه تُروّع، كل ذلك تحت حماية جنود الاحتلال، بينما تظلّ عين العدالة الدولية مغمضة، وكأنها لا ترى ما يحدث.

يختم الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي فارس الصزفندي بقوله: “إسرائيل تحاول من خلال هذه المسيرة أن تؤكد أن القدس موحدة وتحت سيادتها الأبدية، بينما تُنتهك القرى الفلسطينية وتُدمّر بيوت المدنيين. لا مكان للرمزية هنا، فكل خطوة تقاس بالدم، وكل شعار استيطاني يُرفع يعني اعتداء جديدًا. معادلة حكومة نتنياهو واضحة: العلم أولًا، العدوان ثانيًا، أما السلام، فلا مكان له في خطاب الكراهية والتطرف.”

في مشهد متكرر كل عام، تظلّ القدس تنزف، ويظلّ الفلسطيني يقاوم بإيمانه، بينما تستمر آلة الاحتلال في محو التاريخ وإعادة كتابة الجغرافيا، تحت غطاءٍ دوليٍّ لا يتزحزح.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة