معاناةُ أهالي البلدة القديمة في الخليلِ بين الأملِ والحصار
في قلبِ البلدةِ القديمةِ بالخليلِ، حيثً تعبقُ الحجارةُ بالتاريخِ، حج يخوضُ الأهالي معركةً يوميةً للحفاظِ على بيوتِهم وترميمِها. هذه البيوتُ، التي تشهدُ على قرونٍ من الحياةِ، تواجهُ اليومَ خطرَ الانهيارِ، ليسَ فقطْ بفعلِ الزمنِ، بل نتيجةَ السياساتِ الممنهجةِ التي يفرضُها الاحتلالُ لتهجيرِ السكانِ وطمسِ الهُويّة.
يقول السيد سمير سموح ابو عمار ان البلدة القديمة متعهدة من جانب قوات الاحتلال وان نترك نحن بيوتنا داخل البلدة القديمة فارغة وبدون سكن نحن هكذا نعطيهم قوة لسيطرة على المنطقة.
المنزلُ صغيرٌ وبسيطٌ، لكنّه يحملُ قيمةً كبيرةً في قلبِ ساكنيه. ما يميّزُه —أو ربّما ما يزيدُ من تعقيدِ الحياةِ فيه— أنّهُ يطِلُّ مباشرةً على معسكرٍ صهيونيٍّ، يفصلُ بينَه وبينَ العائلةِ سياجٌ وأسلاكٌ وكاميراتُ مراقبةٍ.
يقول السيد زياد جابر المدير الفني للجنة الاعمار في الخليل ان الهدف من انشاء لجنة اعمار الخليل هو ترميم المباني. والمحلات التجارية داخل البلدة القديمة وايضاً محاصرة الاستيطان من خلال المحافظة على البيوت المحاذية للاستيطان.
كلِّ العوائقِ، لا تزالُ إرادةُ الأهالي صلبةً. ترميمُ البيتِ في البلدةِ القديمةِ ليس قراراً هندسيّاً فقط، بل هو قرارٌ وطني، مقاومةٌ ناعمةٌ في وجهِ آلةٍ تهدفُ إلى الاقتلاعِ. كلٌّ حجرٍ يُعادُ إلى مكانِه، هو صرخةٌ في وجهِ الاحتلالِ، ورسالةٌ بأنّنا باقون.
***
/انتهى