التحفة الاستخباراتية الإيرانية؛ أكثر من مجرد كابوس لإسرائيل


التحفة الاستخباراتیة الإیرانیة؛ أکثر من مجرد کابوس لإسرائیل

يعيش الكيان الصهيوني حالة ذعر شديد جرّاء الكشف وتسريب بعض الوثائق شديدة السرية، التي تكشف عن تعاون خاص بين حكومات غربية وبرنامجها النووي العسكري غير القانوني، وتحتوي على تفاصيل دقيقة حول أنشطتها الأمنية غير المعلنة والحيوية.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء – وقع الكيان الصهيوني الغاصب والقاتل للأطفال في فخّ أمني لا فكاك منه. فالصدمة الناجمة عن نقل وثائق ومعلومات شديدة السرية من داخل الأراضي المحتلة إلى إيران، أدت من جهة إلى تجريد المنظومة الأمنية الإسرائيلية من سلاحها الاستخباراتي، ومن جهة أخرى إلى اضطراب مستمر في ركائزها الأمنية والعسكرية والسياسية.

الذعر الذي يعيشه الصهاينة اليوم يحمل أبعادًا عميقة ومتعددة:

أولًا، ما يستدعي التحليل في هذه العملية المحترفة هو مجرد حدوثها وتنفيذها. فمن الجدير بالذكر أنه خلال العامين الماضيين، خاصة بعد حرب غزة، وصلت درجة تحصين إسرائيل لوثائقها السرية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. لذا، فإن وقوع مثل هذه العملية لم يتم في ظروف اعتيادية، بل في ظل "ظروف أمنية مشددة للغاية"، ما يجعل نجاحها أكثر إدهاشًا.

ورغم حملات الاعتقال الواسعة داخل الأراضي المحتلة، لم يتمكّن قادة الكيان من التوصّل إلى فهم واضح لكيفية تنفيذ هذه العملية أو التقنيات والتكتيكات التي تم استخدامها خلالها.

النقطة الثانية تتعلق بالأبعاد الممتدة زمنياً لهذه القضية. إنّ الكيان الصهيوني يشعر بذعر شديد من احتمال كشف ونشر بعض الوثائق بالغة السرية، التي تكشف عن تعاون خاص بين بعض الحكومات الغربية وبرنامج الكيان النووي العسكري وغير القانوني، إضافة إلى التفاصيل الدقيقة المرتبطة بأنشطته الأمنية غير المعلنة والحيوية. وما هو أبعد من ذلك، أنّ كثيرًا من هذه المعلومات تتمتع بقدرٍ عالٍ من الأهمية والسرية، بحيث يمكن اعتبار كل واحدة منها مصدراً محتملاً لأزمة جديدة داخل العمق الاستراتيجي للأراضي المحتلة.

بعض تلك المعلومات تعود لفترة حرب غزة، وأخرى تتعلق بمشروعات أمنية كبرى، تشمل بنى تحتية واستراتيجيات عليا.

ثالثًا، يتعلق الأمر بالأزمات الثانوية التي خلّفها هذا الاختراق الاستخباراتي داخل إسرائيل نفسها. فقد أصبحت أركان المؤسسة الأمنية – من الموساد إلى الشاباك وصولًا إلى الجيش – تواجه أزمة غير مسبوقة، إذ باتت مشاريعهم السرية الكبرى، لا الصغيرة والمتوسطة فقط، مكشوفة أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

اليوم، المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في الكيان الصهيوني لا تزال تعيش صدمة الحدث، ولم تتعافَ منها بعد، ما أدى إلى تبادل الاتهامات فيما بينها بحثًا عن "المقصّر". غير أن المسألة ليست في مَن يتحمّل اللوم، بل في أن إيران باتت تمتلك وصولًا مباشرًا إلى آلاف الوثائق فائقة السرية، ما أفقد الصهاينة النوم والطمأنينة، ليس في الحاضر فقط، بل في المستقبل أيضًا.

لقد شكّلت القدرة الاستخباراتية للجمهورية الإسلامية الإيرانية أكبر صدمة أمنية يتعرّض لها الكيان الصهيوني المزيف والمجرم منذ تأسيسه، وأظهرت أن أيدي جنود الإمام المهدي (عج) المخلصين والمجهولين، باتت ممتلئة بخيارات متعددة للردّ على أي حماقة أو وقاحة صهيونية.

هذه هي بالضبط قوة المبادرة والابتكار المذهلة، التي جاءت في لحظة مصيرية من عمر المنطقة والنظام الدولي، لتصبّ في مصلحة إيران ومحور المقاومة.

/انتهى/

 
 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة