تقرير/ تسنيم.. من طهران إلى غزة: صواريخ إيران تتجاوز الحدود ردًا على الاغتيال ونصرةً لفلسطين

تقریر/ تسنیم.. من طهران إلى غزة: صواریخ إیران تتجاوز الحدود ردًا على الاغتیال ونصرةً لفلسطین

في مشهد غير معتاد، تحولت أنظار الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، للحظات، عن الحرب المستعرة في قطاع غزة، وتركزت على تل أبيب التي اهتزت تحت وقع صواريخ أُطلقت من إيران.

الضربة، التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، تركت صدى واسعاً في الشارع الفلسطيني، حيث علت الهتافات، وامتلأت الميادين بمزيج من الصدمة والانفعال، في لحظة كسرت النمط السائد وأثارت شعوراً غريباً بالفرح وسط أتون المعاناة.

“أنا فرحان كثير…”

بهذه الكلمات عبّر المواطن الفلسطيني سامي سمارة عن إحساسه اللحظي:

“في قلبي تلقابي، أنا فرحان كثير. أطلب مجيب من الصواريخ الإيرانية والفلسطينية ومن حزب الله، ومن المقاومة الشعبية في العراق، وعلى إسرائيل، ومن اليمن أيضاً… الشعور يعطينا أمل كبير في راجع هذا العدو المجرم”.

يرى سمارة أن المقاومة، بكل أشكالها، من غزة إلى اليمن، ومن العراق إلى لبنان، توحدت في وجه “عدو واحد” طالما صبّ جام عدوانه على الشعب الفلسطيني. ويؤكد أن الصواريخ، سواء من إيران أو غيرها، هي التي “تهز إسرائيل، وتحرك المعادلة”.

“عندما تقاتل الشعوب تنتصر”

في الضفة الغربية، لم تكن تلك اللحظة مجرد متابعة لضربة عسكرية، بل تحولت إلى لحظة وعي سياسي وشعبي. يقول سمارة إن الشعوب، وليس الأنظمة، هي من تصنع النصر:

“غزة نموذج ثوري للعالم كله… 600 يوم من الصمود. لا هدنة، لا انكسار. رسالتنا: نطلق المزيد من الصواريخ لدفع الاحتلال الصهيوني.”

من الظل إلى المشهد

أما بلال منصور، شاب من نابلس، فيرى في الضربة ما هو أبعد من مجرد صواريخ:

“هذا شعور لا يُوصف، أن نرى أحداً يقف معنا ويدافع عن فلسطين. نحن شعب تحت الاحتلال، لا نستطيع فعل الكثير، لكن عندما نرى دولة تدافع عننا، فهذا فخر كبير”.

يضيف منصور أن الضربة الإيرانية أعادت طرح سؤال طالما بقي معلقاً في الوجدان الفلسطيني: من يقف معنا؟ من يرد على الاعتداء؟ من يسمع أنين غزة؟

كلمات طفلة… وعي مبكر

من قلب الضفة أيضاً، تحدثت الطفلة آلما صفدي بكلمات طفولية بسيطة لكنها عميقة:

“في غزة أطفال كثير ماتوا، لأن إسرائيل تقصفهم. اليوم شفنا إيران تضرب إسرائيل… أهل غزة مبسوطين، لأن في حدا واقف معهم.”

لم تخفِ وجوه الأطفال والنساء والشبان في الضفة ارتباك اللحظة، لكنها عبّرت عن ولادة شعور جديد: تل أبيب ليست بمنأى. ما كان دائماً يسقط على رؤوس الفلسطينيين، بات اليوم يسقط على من كانوا يظنون أنفسهم في مأمن.

كسر حاجز الصمت

بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، فإن الضربة الإيرانية مثلت تحولاً نادراً في المشهد الإقليمي، وكأنها كسرت جدار الصمت المحيط بغزة منذ أشهر. رغم البعد الجغرافي، حضرت الضربة في الوعي الجمعي كحدث استثنائي، يحمل في طياته إشارات إلى تغيّر موازين الردع.

وفي ظل استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر، لا يسع الفلسطينيين في الضفة الغربية إلا التوجه بالشكر لمن “يلبّون نداء النصر” و”يحطمون جدار الحصار”، كما وصفها بعضهم.

في لحظة نادرة، شعر الفلسطينيون أن صوتهم ليس وحيداً، وأن النار التي لطالما التهمت مدنهم وأحلامهم، وصلت أخيراً إلى عمق العدو. وبين الأمل والقلق، يترقب الفلسطينيون ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، لكنّ ما هو مؤكد أن شيئاً ما قد تغيّر في ميزان الشعور العام، وفي معادلة الرد.

/انتهى/

 
 
 
 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة