"يهدّد طهران من داخل وكره"... يوآف كاتس وزير حرب الكيان الإسرائيلي يتعرض لموجة سخرية وتنمّر

كتب كاتس عبر حسابه على منصة “إكس” أن “تل أبيب ستحرق طهران”، ثم ظهر في صورة تم تداولها على نطاق واسع وهو جالس في أحد الملاجئ المحصّنة تحت الأرض، ما أثار موجة واسعة من التهكّم والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه ناشطون بأنه “مفصول عن الواقع” 

و”ينتمي إلى مدرسة الإنكار والخطابة الفارغة”، معتبرين تهديداته محاولة للتغطية على فشل الحكومة في حماية الجبهة الداخلية.

صحافيون ومحللون عسكريون إسرائيليون انضموا إلى الحملة، حيث كتب الصحافي في “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، أن “وزير الحرب يتحدث عن حرق طهران بينما تُحرق تل أبيب على مرأى ومسمع من العالم”، واصفًا تصريحاته بأنها “انفصام سياسي لا يخدم سوى استهلاك اليمين”.

أما المحللة السياسية في القناة 12، نوعا لانداو قالت  إن “تصريحات كاتس لم تقنع أحدًا، بل كانت انعكاساً لحالة إنكار عميقة. هناك قلق مفضوح في وجهه، ومجرد ظهوره في الملجأ يؤكد أنه لا يثق بالردع الإسرائيلي ولا بقدرة المنظومات على الحماية”.

وفي تغريدة ساخرة على منصة “إكس”، علّق أحد الصحفيين الإسرائيليين: “يبدو أن وزير الدفاع خلط بين لعبة فيديو وبين الحرب الحقيقية، يكتب من تحت الأرض وكأن الحرب تُدار من الخيال”.

الانتقادات لم تقتصر على الأداء السياسي، بل امتدّت إلى الشكل والأسلوب، حيث وصفه بعض المعلقين بـ”الوزير البشع والمربك في حضوره وصوته”، واعتبره آخرون “كلبا تابعاً ومطيعاً لبنيامين نتنياهو، ينفّذ الأوامر دون رؤية أو تأثير حقيقي”، فيما ذهب ناشطون إلى نعته بـ”الظل السياسي لنتنياهو”.

وليس فقط كاتس، بل إن  الانتقادات تلاحق بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد الظهور بمظهر الواثق والمتحكّم، فقد بدا في مؤتمره الصحافي الأخير شاحباً، متلعثماً، يتجنب الإجابة عن أسئلة جوهرية تتعلق بقدرة "إسرائيل" على مواصلة الحرب أو حسمها.

بدوره، معلق الشؤون السياسية في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، كتب أن “نتنياهو يدرك أن الحرب مع إيران، بهذا الشكل، قد تُنهي مسيرته السياسية. الصورة كانت تقول كل شيء: رجل خائف يحاول إقناع شعبه بأن الأمور تحت السيطرة بينما تتساقط الصواريخ على العمق الإسرائيلي”

وتأتي هذه الحملة في وقت تعاني فيه الحكومة الإسرائيلية من تراجع كبير في شعبيتها، خصوصا بعد العجز عن احتواء الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، وفشل الردع على الجبهة الشمالية والجنوبية، ما أدى إلى تعالي الأصوات المطالبة بإعادة النظر في القيادة العسكرية والسياسية، وأثار تساؤلات حول قدرة القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على إدارة مواجهة مفتوحة مع طهران.

/انتهى/