"العقيدة الأمنية الإسرائيلية" تهتز.. الصواريخ الإيرانية تربك قواعد الإشتباك، و"الأسد الصاعد" سقط قبل أن ينهض

"العقیدة الأمنیة الإسرائیلیة" تهتز.. الصواریخ الإیرانیة تربک قواعد الإشتباک، و"الأسد الصاعد" سقط قبل أن ینهض

"الأسد الصاعد" هكذا سمّى رئيس وزراء حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسم "العملية العسكري" ضد ايران، مستنداً في تسميته الى آية توراتية تقول ::"ينهض كشبل، ويتشامخ كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة".

"الأسد الصاعد" هكذا سمّى رئيس وزراء حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسم "العملية العسكري" ضد ايران، مستنداً في تسميته الى آية توراتية تقول ::"ينهض كشبل، ويتشامخ كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة"، لكنه، اي "نتنياهو"، لم يدرك ولم يكن يدرك حتى أولى لحظات إنطلاق الصواريخ الإيرانية بإتجاه الكيان الغاصب، أن ما تملكه إيران من صواريخ يفوق كل أسود نتنياهو، وأن هذه الصواريخ ستقض مضاجع كل زاوية وحي وبيت وقاعدة وعسكر في عمق الكيان الإسرائيلي.

فبعد إنطلاق الضربات الصاروخية الإيرانية، والتي ما زالت مستمرة وستستمر حتى إزالة هذه الغدة السرطانية، على العمق الإسرائيلي، بدأ الخبراء في الشؤون الإستراتيجية يرون أن هذه الضربات شكّلت تحولاً جذرياً في قواعد الاشتباك، وضربت العقيدة الأمنية الإسرائيلية في صميمها التي بُنيت لعقود على مبدأي الحرب الاستباقية ونقل المعركة إلى أرض الخصم.

العملية العسكرية التي أطلقها العدو الإسرائيلي بإسم " الاسد الصاعد" ومن وجهة نظر الخبراء، والتي هدفت إلى شلّ قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل أن ترد، فشلت في تحقيق ردع حاسم، بل دفعت طهران إلى الردّ المنسّق والمباشر، وأظهرت قدرتها على امتصاص الضربة الأولى والمبادرة بّ مؤلم.

إذاً، أسقطت إيران بقدرتها القوية والتي ظهرت أمام كل العالم كالأسد الذي لا يلين أمام أعداءه ومن يتجرأ على المساس بأمنه وأرضه وقوميته وشعبه، وأسقطت فعلياً مبدأ الحرب الاستباقية كركيزة دفاعية أساسية، بعدما تحوّل إلى مجرّد "الطلقة الأولى" في صراع مفتوح لا يضمن الأمن ولا يحمي الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

أما فيما يخص "نقل الحرب إلى أرض العدو"، فقد إنهار بدوره كما يشير الخبراء بعدما أصبحت مدن مثل تل أبيب وحيفا وبات يام ساحات مستهدفة ومكشوفة أمام الصواريخ الدقيقة، وهو ما نسف الأساس الاجتماعي والنفسي الذي كانت "الدولة العبرية" تبني عليه شرعيتها أمام مواطنيها.

وبرغم تفوق سلاح الجو الإسرائيلي تكنولوجياً وقدرته على تنفيذ ضربات دقيقة كما كان يزعم دائماً، فإن هذا التفوق لم يعد كافياً لخوض حرب خاطفة أو تحقيق ردع شامل، خاصة في ظل الانكشاف الاستراتيجي للجبهة الداخلية.

إنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي باتت العنوان الأساس عند جميع الخبراء، حتى بمن فيهم الأعداء، جعلت من "إسرائيل" محطة للسخرية، ولم تعد، أي "اسرائيل" الطرف الوحيد القادر على إلحاق الدمار بمدن خصومه، بل أصبحت اليوم مضطرة لقبول المعادلة "الردع المؤلم المتبادل"، ومع كل ضربة هجومية تتحول هذه الضربات الى ثمن مدفوع على الأرض، دمار، وقتلى، ومراكز عسكرية ولوجستية إسرائيلية دُمرّت بشكل كامل، وصراخ المستوطنين من كل الجهات ومن تحت الملاجئ، كلها أكّدت أن إيران القوية أفقدت "العقيدة الأمنية الإسرائيلية" معناها التقليدي وبات عليها البحث عن معنى جديد مختلف.

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة