الدكتور إسماعيل النجار لـ "تسنيم": الكيان الإسرائيلي يعيش"يوم القيامة"، وإيران وصواريخها أفرغت الكيان من مستوطنيه
تتوالى الهجمات الصاروخية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الكيان الغاصب، وتستمر التنديدات والتحليلات بعد الهجوم الأميركي على المفاعل النووية الإيرانية.
الدكتور إسماعيل النجار، كاتب ومحلل سياسي من بيروت، قال في تصريح لوكالة "تسنيم" أن هدف المجرم نتنياهو في إيران لم يتحقق وإيران القوية المقتدرة والمكتفية ستخرج منتصرة.
منذ اللحظة الأولى للإستهداف: الردّ الإيراني زلزل العمق الإسرائيلي
بدأ "النجار" حديثه لوكالة تسنيم من الضربة الأولى التي وجهها الكيان الإسرائيلي لإيران، وتصريح نتنياهو بأن على الشعب الإيراني أن ينتفض والنزول الى الشارع ويقوم بواجب تغيير النظام، لكن أحداً لم يتجاوب مع هذا المجرم، وإمتصت الجمهورية الإسلامية الصدمة، وأعادت ترميم الصفوف وتعيين الفراغات عن القادة الذين استهدفهم الكيان الإسرائيلي واستشهدوا، وبدأ الردّ العكسي بإتجاه الكيان الصهيوني.
"إسرائيل" من أول عمر هذا الكيان لغاية اليوم لم تشهد حرباً حقيقية، كل الحروب التي خاضتها مع المقاومة الفلسطينية ومصر وسوريا وغيرها، وحتى المعارك التي خاضتها مع حزب الله، لم تكن حرباً بكل معنى الكلمة، لأن الكيان لم واجه بهذه الجبهة في العمق كمّاً هائلاً من الدمار وكمّاً هائلاً من الصواريخ بهذا الحجم وبهذه القوة التدميرية، لذلك، إنصدم الكيان وتفاجأت "اسرائيل" بحجم وقوة ونوعية ومكان الردّ، بعد مرور 72 ساعة من عمليات القصف التي قامت بها الوحدة الصاروخية من قبل الحرس الثوري، إختلفت الأمور نوعياً، بدأت إيران بتقليل عدد الصواريخ وبإنتقاء الأهداف المهمة والحساسة وتدميرها من خلال صواريخ ذات رؤوس تفجيرية أكبر وأحجام أكبر وسرعة فائقة أكثر، حيث لم تستطع حتى شاشات الرادارات إلتقاط هذه الصواريخ التي أُطلقت وستطلق.
ترامب المأزوم يتأرجح بين وعده الإنتخابي وبين مطالب اللوبي الصهيوني
يتابع "النجار" حديثه مؤكداً أن المعركة اليوم ليست لصالح الكيان الإسرائيلي التي استنجدت بالولايات المتحدة الأميركية وحاولت جازمة جاهدة أن تُغرق أميركا في حرب مع إيران. يكمل النجار بأن دونالد ترامب المأزوم داخلياً له حسابات خارجية، فحساباته الداخلية أنه وصل إلى البيت الابيض ببرنامج إنتخابي هو "أن يكون مستقبل أميركا من دون حروب وأن يخرج من كل البؤر المتوترة في العالم"، لكن اليوم عندما تطالبه "إسرائيل" والعدو الصهيوني بالوقوف الى جانب "إسرائيل" والقيام بمهاجمة إيران، هذا يعني أنه أخلّ بالوعد مع ناخبيه وأصبح هناك مشكلة لدى الجمهور الذي أيّده وأخلص له، وهذا أمر صعب بالنسبة له، أيضاً في حال لم يساند "إسرائيل" فإن اللوبي الصهيوني سيتهمه بالجُبن والوقوف على الحياد لصالح إيران، وهذه مشكلة أكبر، لذا حاول أن يوازن الفريق الذي أوصله الى الحكم وبين الفريق الذي يُطالبه بمساندة الكيان لكنه لم يفلح، فإتخذ قراراً جانبياً بأن يهاجم المفاعل النووية الإيرانية وحصل الأمر وعندما تمّ الهجوم ماذا قال؟ قال :" نحن هاجمنا المفاعل النووية وليس لدينا أي نية بتغيير النظام،هذا يعني أنه إكتفى.
المفاعل النووية الإيرانية تم حمايتها ونقلها إلى أماكن آمنة
وفيما يخص المفاعل النووية الإيرانية قال "النجار" أن الأخوة في الجمهورية الإسلامية كانوا قد أفرغوا سابقاً كل المفاعل النووية واليوم فوّض البرلمان الحرس الثوري بإغلاق باب المندب والردّ على الضربات، والسؤال: ما الذي سيحصل؟ "إسرائيل" حجم الدمار فيها لا يقل تكلفته عن 100 مليار دولار اليوم، مخازن فارغة أميركا لا تحتمل مساندة "إسرائيل" ودعمها لمدة أطول لأن "إسرائيل" تحتاج إلى دفاعات جوية بعشرات المليارات من الدولارات، أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية فلديها القدرة على قصف "إسرائيل" بشكل مستمر لأكثر من عام، هل تحتمل "اسرائيل" هذه الضربات؟ بالطبع لا...
الصواريخ الإيرانية تفرغ الكيان من مستوطنيه
في خضمّ هذه المعركة التي استمرت وبدأت، العدو الصهيوني أقفل المعابر البرية والبحرية والجوية، ومع ذلك 35 بالمئة من المستوطنين فرّوا من داخل الكيان الى خارج البلاد بشتى الطرق الممكنة، وهذا يقول أن أزمة كبيرة داخل الكيان وفي الملاجئ، وهناك عنصرية بين المستوطنين أنفسهم، وهناك انشقاق عامودي وأفقي في المجتمع الإسرائيلي، وهناك هجرة عكسية ولن يعود المستوطن من خارج البلاد، فما هي الحرب الحقيقية؟
المستوطن عاش على الوعود التي قدمتها له حكومة الكيان، البلاد الوردية وبلاد الأمن والآمان وبلاد الإزدهار وبلاد التجارة والبورصة والمال، لكن هذا المستوطن لم يشعر يوماً من الأيام أو ظنّ بأن "يوم القيامة" سيكون يوم الجمعة الماضية ليلاً بعدما هاجمت "إسرائيل" طهران. إذاً، المستوطنون الصهاينة اصبحوا في حلم البقاء داخل هذا الكيان،رؤوس الأموال رحلت منذ 7 أكتوبر، ولن تعود، "إسرائيل" بورطة كبيرة جداً أميركا تحاول عدم توسعة دائرة النار، تحاول الضغط عبر وسطاء أو عبر مجلس الأمن لإصدار قرار من أجل وقف إطلاق النار.
وتساءل النجار: "إذا أرادوا أن يستحصلوا على قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، هل حصلوا على قرار منه بتدمير المفاعلات النووية في إيران؟يعني من الذي نصّب أميركا ولياً على العالم أو وصياً عليه؟ومن الذي نصّب أميركا حاكماً للكرة الأرضية؟ ومن الذي عيّن "إسرائيل" ضابطة عدلية تقوم بتنفيذ أوامر القضاء الأميركي بمقاضاة ومحاكمة ومحاسبة إيران وغيرها؟هذه الدولة المارقة أصبحت البوليس في العالم؟هذه التي تمتلك 500 رأس نووي والتي لم تنفذ ولا قراراً دولياً والتي ارتكبت جرائم إنسانية لم يشهدها العالم من قبل؟هل يُعقل أن تكون "إسرائيل" هي حامي الحمى يعني؟هذا أمر معيب جداً.
وختم بأن الحرب ستستمر وستشتدّ، و"إسرائيل" ستندم على هذه الضربة وهذا الهجوم وفعلتها، وستكون هناك ضربة للقواعد الأميركية في المنطقة، ستبقى "اسرائيل" في الميدان وبعدها سيكون هناك حساب للدول التي ساندت الكيان وساهمت في هذه الحرب، وستبقى إيران قوية متعافية قادرة مقتدرة وستخرج من هذه الحرب منتصرة.
/انتهى/